عين تاحميمين .. مملكة الشواء عين تاحميمين القرية الصغيرة التي ظلت منسية منذ سنوات طويلة لم يكن يعرفها إلا عابري الطريق الوطني 16 الممتد من عنابة شمالا إلى تبسة و سوق أهراس جنوبا، لكن تغير حالها اليوم و أصبحت على كل لسان. لقد صارت منتجعا سياحيا صغيرا وسط مناظر طبيعية جميلة بين جبال المشروحة و المقفل و وادي الشحم ،و يسميها البعض مملكة الشواء التي أصبحت تستقطب الآلاف من السياح الذين يقطعون مسافات طويلة لتناول أجود أنواع الشواء و أطباق أخرى يتقدمها "المفور" الذي يجيد أهل عين تاحميمين صنعه و تقديمه للضيوف. يقول ناصر صاحب محل للشواء بعين تاحميمين:"نبدأ العمل قبل السابعة صباحا حيث تقوم فرق الإعداد بقطع اللحم و تصفيفه على قضبان معدنية و قطع خشبية رفيعة و تحضير أكبر كمية ممكنة و عند وصول الزبائن يجدون كل شيء جاهز. لقد أصبحت قريتنا الصغيرة قطبا سياحيا و منافسا قويا لقطب الباردة الشهير بولاية عنابة نحن نقدم أجود أنواع الشواء و الأطباق و نحسن استقبال الضيوف و نجيد إكرامهم ". يقول سكان المنطقة بان المنتجع السياحي الصغير الواقع على الحدود الفاصلة بين ولايتي قالمة و سوق أهراس كانت انطلاقته بفتح مقهى و مطعم و صارت كل محلاته اليوم تجيد صناعة الشواء الذي يتم إعداده من اللحوم المحلية المعروفة بجودتها الكبيرة حيث تعد مراعي وادي الشحم المجاورة من أجود المناطق المعروفة بتربية الأغنام و الأبقار التي يذبح منها ما يكفي لتموين المنتجع السياحي الصغير كل يوم . و يستعمل أهل عين تاحميمين طرقا تقليدية لإعداد الشواء و ذالك عن طريق طهيه على الفحم و يضيفون إليه زيت الزيتون و توابل تجعله أكثر نكهة و مثيرا لشهية الزوار. و يقولون أيضا بأن الكثير من الشخصيات و المسؤولين المحليين مروا على عين تاحميمين و أكلوا من شوائها و حتى رجال المال و الأعمال أصبحوا يفضلون هذا المكان الهادئ الجميل للاستراحة من عناء العمل و حتى لإبرام الصفقات و التحدث عن عالم التجارة و المال الحاضر أيضا بعين تاحميمين التي ينشط بها تجار العملة و خاصة الدينار التونسي الذي يكثر عليه الطلب من طرف المتوجهين إلى تونس عبر الطريق الوطني 16. و تتوفر ولاية قالمة على العديد من المنتجعات السياحية بحمام أولاد علي و حمام دباغ و ماونة، لكن لكل منتجع مميزاته الخاصة تماما كمنتجع عين تاحميمين الذي جمع بين الطبيعة الساحرة و كرم الضيافة و لذة الشواء الذي يجلب إليه أعدادا كبيرة من السياح و هواة الأكل بين أحضان الطبيعة بعيدا عن فوضى القرى و المدن الصاخبة.