يعتبر الشواء على الجمر من أبرز الأكلات والأطباق اللذيذة التي تشتهر بها منطقة عنابة خلال شهر رمضان، خاصة بمنطقتي برحال وعين الباردة، حيث تستغل ربات البيوت الشهر الفضيل لإعداد هذه الأطباق التي ورثها أهالي بونة عن الأجداد ويقدم الشواء خاصة في ليلة ال 27 كطبق رئيسي إلى جانب الشخشوخة واللواحق الأخرى لأفراد العائلة، والتي تفضل كثيرا شواء الفحم المستخرج من أشجار التسنديان والزيتون، خاصة إذا كان لحم الخروف الجبلي الذي يتميز بنكهة خاصة تسيل لعاب الصائم. كما أن المشواة بمنطقة عنابة لها تقنياتها وأسرارها في كيفية طهي هذا النوع من الأكلات الشعبية، ما يجلب انتباه الزائر والمتجول في أزقة المدينة القديمة “بلاص دارم”، لأن هناك من السكان من مازال يملك مطعما تقليديا صغيرا في إحدى الشوارع المتراصة، وهو عمي الطاهر، شيخ في العقد الستين، ما زال يقدم الشواء للصائمين الذين تجدهم مصطفين ساعة قبل موعد الإفطار للظفر بما تكرمت به المشواة.. فالزبائن يتوافدون من الجهات الأربعة ينتظرون دورهم إلى أن يتزودوا بالشواء الموضوع في صحون من الطين، وحتى اللحم المستوي يمتد إلى مختلف أعضاء الخروف.. وعلى الزبون أن يختار بين شواء اللحم أو الكبد أوالكلى أوالقطع المختلفة للحوم التي تحضر بطريقة ماهرة. وهناك من يقدمها بشكل آخر يعرف باسم اللحم المفور، الذي يتم طهيه بالبخار، وهو وجه آخر لنكهة اللحم الجبلي بالمنطقة. في هذا الإطار، أكد الكثير من الباعة أنهم يستقبلون يوميا عشرات الزبائن، خاصة في الفترة المسائية بعد صلاة العصر، يتوافدون من مختلف مناطق عنابة، فرائحة الشواء على الجمر تستهوي الكثيرين الذين يشتهون كل ما لذ وطاب في رمضان، فتجدهم لا يتوارون عن الإقبال عليه. كما أن الإقبال لا ينحصر على الرجال فقط بل حتى النساء يعشقن هذه الأكلة المتميزة.. وفي هذا تقول منال، ربة بيت: طريقة الشواء في هذه المحلات تختلف عن تلك التي تحضر بها في المنازل من جهة، ومن جهة أخرى فالأسعار مقبولة..