توارثت العائلات الباردية بعنابة حرفة الشواء على الجمر منذ 50 سنة حيث كانت بعض المطاعم العريقة تحضر مثل هذه الأكلات على طابونة الفحم وتقدم ساخنة في أطباق الطين، وبعد مرور حقبة من الزمن تطورت آليات شواء لحم العلوش كما يطلق عليها السكان الأصليين لبونة، فالعلوش في اللغة الشعبية هو الخروف الجبلي السمين والذي يتغذى بشكل أساسي على نبات الشيح وإكليل وزعتر الجبل مما يعطي للحم الغنم لذة طيبة خاصة بعين الباردة التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 30 كلم والمشهورة بنوعية لحم غنمها الطازج باعتبارها بوابة الأقاليم الرعوية التي تمتد من جبال الإيدوغ وتنتهي مع السلسلة الجلبية لهوارة بفالمة• وعليه، فإن تناول شواء العلوش ومشتقاته وكل ما تكرمت به المشواة التي لها تقنياتها وأسرارها المخزونة في الأزقة المتراصة بعين الباردة تغري كل مار من هناك، فالزائر إلى سطحة السواقة سيلاحظ انبعاث دخان اللحم وهو يشوى على الجمر، مما يزيد من شهية المغتربين والسياح خاصة وأن أجزاء الخروف تتبل بعبق إكليل الجبل والزعتر وبعض المنكهات الأخرى وهناك من يقدمها بكيفية أخرى بإعداد اللحم المفور والذي يتم طهية بالبخار، ويوضع في قطعة مصنوعة من سعف النخيل حيث تتمازج نهكة الحطب بالمتبلات حسب عمي علي، صاحب مطعم شعبي يعمل فيه منذ 45 سنة، فإن الطهاة يشوون لحم الخروف وأحشائه بدليل أن الدخان يظل ينبعث منها حتى الساعات الأولى من كل يوم• وحسب محدثنا، فإن الإقبال على مثل هذه المطاعم لا تتوقف على جودة لحم الخروف وإنما لحسن استغلال بعض الأعشاب والحشائش الجافة التي تضاف إلى الفحم الموضوع بالمجمرة بالإضافة إلى نوعية الخدمة المقدمة للزبون الذي يكتفي بالجلوس في ساحة واسعة محاذية لشجرة الدردار وافرة الظلال للمطاعم المتراصة لتأكل كسرة الحطب مع الفلفل المشوي والمخلل قبل أن يؤتى له باللحم المشوي• وتختلف الأسعار حسب عدد السفود• وعليه تبقى عين الباردة قبلة للباحثين عن شواء العلوش باعتباره أفضل طبق يقدم، الأمر الذي أكسب هذه المنطقة السياحية شهرة خاصة في هذا المجال•