لن أعود لرئاسة لجنة التحكيم بسبب تعفن المحيط الكروي في الجزائر حاوره في وهران: صالح فرطاس كشف عضو لجنة التحكيم التابعة للفيفا بلعيد لكارن، أن الحكم الدولي جمال حيمودي قد يحرم من شرف إدارة مباريات كأس القارات المقررة بالبرازيل، خلال النصف الثاني من شهر جوان القادم، وذلك بسبب عدم جاهزية مساعده عبد الحق إيتشعلي الذي تعرض لإصابة. لكارن أشار إلى ان حيمودي يبقى مرشحا قويا لتمثيل الصفارة الإفريقية في مونديال 2014، لأن الوقت كاف لتفادي السيناريو الذي حرم بنوزة من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا قبل 3 سنوات. لكارن و في حوار خص به النصر على هامش اشغال الجمعية العامة للفاف المنعقدة مؤخرا بوهران، أعرب عن عدم إستعداده لمواصلة مهامه على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، مؤكدا بأن عامل السن لا يسمح له بالبقاء لعهدة أخرى، و لو أنه أكد بأن موجة الإنتقادات التي يتعرض لها اسبوعيا دفعته إلى الإعلان عن استقالته الرسمية، تزامنا وانتهاء عهدة المكتب الفيدرالي، كما تحدث عن أمور أخرى نقف عندها في هذا الحوار الحصري. *بداية ما تعليقكم على المستوى الذي ظهر به الحكم حيمودي في نهائي "الكان" الأخيرة؟ حيمودي برهن بأن التحكيم الجزائري له مكانته على الصعيدين القاري و العالمي، لأنه كان في مستوى الثقة التي وضعت فيه، بعد إختياره لإدارة المقابلة الإفتتاحية، على إعتبار أنه إنتزع عن جدارة و إستحقاق جائزة أفضل حكم في إفريقيا للسنة الماضية، لكن نجاحه في إدارة ثلاث مباريات في الأدوار الأولى من المنافسة جعله ينال ثقة اللجنة من جديد ليدير المباراة النهائية، و قد كان مفخرة للتحكيم الجزائري، و من حقنا كجزائريين أن نعتز بهذا الحكم، من دون أن ينقص ذلك من قيمة الجزائري الثاني محمد بنوزة الذي كان حضوره ناجحا في " الكان " بعدما أدار مقابلتين في الدور الأول، و المهم بالنسبة لنا أن الصفارة الجزائرية اصبحت حاضرة بقوة و بأفضل حكام في النهائيات القارية بعدما كانت خلال سنوات فارطة غائبة تماما عن جميع المنافسات الدولية. *لكن هذا كان منتظرا، كون حيمودي هو الأفضل حاليا على مستوى القاري؟ هذا أمر ليس منطقي بالضرورة، لأن معطيات المباريات تختلف بالنسبة للحكم، و استعداده ينعكس بصورة مباشرة على آدائه، و فقدان التركيز في لقطة واحدة سيكلف الحكم غاليا، لكن حيمودي حضر بجدية لنهائيات كأس أمم إفريقيا، و برهن بأنه يولي أهمية قصوى للتحضير البسيكولوجي، فضلا عن إستعداده الجيد من الناحية البدنية، و رغم المستوى الذي ظهر به فإنه يبقى مطالبا بتكثيف العمل الميداني للتعود أكثر على ظروف إدارة المباريات في البطولة الوطنية. *هل تقصد بأن الانتقادات التي وجهت له في البطولة المحلية أثرت نسبيا على صورته؟ كلا حيمودي يبقى الأحسن حاليا في الجزائر، إلا أن المشكل يكمن في ضرورة محافظته على التركيز و التوزان و برودة الأعصاب، عند إدارة لقاءات البطولة الوطنية، فالحكم عندما يدير مباراة في البطولة يحتاج إلى الهدوء و الرزانة لمواجهة موجة الاحتجاجات التي تكون عادة من المسيرين واللاّعبين والمدرّبين، و الذين لا يساعدون الحكام على أداء مهامهم، ففي كل صافرة يحتجون على القرارات وهذا أمر غير مقبول، و يعود أساسا إلى جهل القوانين، بينما في المباريات الدولية لا توجد مثل هذه التصرّفات فيشعر الحكم بثقة أكثر. إصابة المساعد إيتشعلي قد تحرم حيمودي من المشاركة في كأس القارات *و ماذا عن حظوظه في تمثيل الجزائر في مونديال 2014؟ الجميع تحدث عن حيمودي في مونديال البرازيل ونسي منافسة دولية كبيرة مبرمجة في نفس البلد، خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 330 جوان 2013، و هي كاس العالم للقارات، و التي ستشارك فيها منتخبات إيطاليا، إسبانيا، البرازيل، المكسيك، اليابان، نيجيريا، الأورغواي و تاهيتي، حيث أن حيمودي كان ضمن القائمة الأولية، لكنه قد يحرم من التواجد في هذا "المونديال المصغر" لسبب خارج عن نطاقه.. فلجنة التحكيم على مستوى الفيفا كانت قد ضبطت منذ نحو 6 اشهر الثلاثيات المرشحة لإدارة المونديال، و حيمودي يتشكل طاقمه من الجزائري عبد الحق إيتشعلي و المغربي رضوان عشيق، إلا أن إيتشعلي تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في " الكان "، و اللجنة المعنية برمجت تجمعا لحكام القارة السمراء في مدينة الدارالبيضاء المغربية في أواخر شهر فيفري الحالي قبل التجمع المقرر في زوريخ في السبوع الأخير من شهر مارس القادم، و هو الملتقى الذي سيتحدد على ضوئه مصير حيمودي في كأس العالم للقارات، لأن بقاء إيتشعلي مصابا سيحرم كامل الطاقم من التواجد في هذه التظاهرة، لأن القارة الإفريقية ستكون ممثلة بطاقم واحد. *هذا الأمر يعيد إلى الأذهان السيناريو حادثة بنوزة قبل مونديال 2010.. أليس كذلك؟ ما يمكن قوله هو أن إيتشعلي لم يخبر اللجنة المعنية بإصابته إلا بعد فوات الأوان، و قد إتخذنا الإجراءات على مستوى اللجنة التابعة للفيفا، خاصة بعد تمديد فترة نقاهته لشهر آخر، إلا أنه لا بد أن يكون جاهزا في تجمع زوريخ، و إذا إستحال عليه ذلك فإننا سنسعى لإتخاذ تدابير أخرى تسقط المساعد إيتشعلي من القائمة المقترحة لمونديال البرازيل و تعويضه بمساعد آخر من حكام القارة الإفريقية، لأننا نتوفر على الوقت الكافي للحسم في هذه الإشكالية، على إعتبار أننا ملزمون بإستخلاص العبر و الدروس من " السيناريو " الذي كنا قد عشناه في 2010، بعد شطب بنوزة من القائمة الرسمية للمونديال بسبب عدم جاهزية مساعديه من الناحية البدنية. نسعى لتجنيب حيمودي سيناريو بنوزة ل ضمان حضوره في المونديال *وماذا عن مستقبلكم على رأس اللجنة المركزية للتحكيم. هل أنتم متمسكون بقرار الإستقالة؟ انسحابي من سلك التحكيم على الصعيد الوطني أمر لا نقاش فيه، و قد إخترت الفترة التي تتزامن مع نهاية العهدة للإعلان عن القرار، لأنني لم أعد قادرا على التنقل مرتين في الأسبوع من بلعباس إلى الجزائر العاصمة للوقوف عن كثب على سير شؤون اللجنة، بحكم أنني أبلغ من العمر 72 سنة، فضلا عن الإنتقادات التي أتعرض لها اسبوعيا، رغم أنني لم و لن أتأثر بتصريحات رؤساء النوادي، لأنني كنت قد وافقت على تحمل المسؤولية من أجل تجسيد برنامج تكوين على المديين القصير و المتوسط، غير أن محيط الكرة في الجزائر لا يسمح بتكوين الحكام، كما أنني أصبحت متهما بالتمييز و الجهوية، الأمر الذي دفعني إلى رمي المنشفة و ترك المكانة لأشخاص قادرين على التعامل مع هذه الظروف الإستثنائية. *لكن روراوة أثنى كثيرا خلال الجمعية العامة على العمل الذي تقومون به، ألم يكن ذلك كافيا لدفعكم إلى العدول عن الاستقالة؟ روراوة كان وراء عودتي لرئاسة اللجنة المركزية للتحكيم، لأنني اعرف جيدا بانه يراهن كثيرا على الكفاءات في محاولة لتجسيد برنامج التكوين، و سلك التحكيم في الجزائر بحاجة إلى تشبيب، و قد حاولنا تغيير الذهنيات، و محاربة بعض المظاهر التي كانت تشوه السلك في الجزائر، مع منح الفرصة لمئات الشبان من حاملي الشهادات الجامعية، لكن قراري يعود بالدرجة الأولى إلى المحيط المتعفن، و بالتالي فإنني لن أعود لرئاسة اللجنة، مع بقائي تحت تصرف الفاف، بحكم علاقتي مع روراوة.