مهمتي مع السنافر انتهت واستقالتي نهائية ولا رجعة فيها تسارعت الأحداث في بيت السنافر، خاصة بعد الإقصاء المذل من منافسة كأس الجزائر بالثلاثية على يد المولودية العاصمية، بعدما كان عشرات الآلاف من الأنصار يراهنون على مواصلة هذه المغامرة الشيقة لتحقيق إنجاز تاريخي، وتسجيل اسم النادي الرياضي القسنطيني بأحرف من ذهب في سجل السيدة المدللة. السنافر الذين كان أملهم كبير في بلوغ المربع الذهبي لأول مرة في التاريخ، وبعد أن صبوا جام غضبهم على المدرب روجي لومير الذي كان تصريحه وراء كبر حلم عشاق «الخضورة»، حيث قال بأن الكأس ستكون من أولوياته، وأنه يأمل في إهدائها لسكان قسنطينة، ثم على اللاعبين الذين وصفوهم ب «باردين القلوب»، كان الدور عشية أول أمس على الإداري النشط محمد بوالحبيب المدعو «سوسو»، والذي كان محل سخط الأنصار الذين تنقلوا إلى مقر الفريق بسان جان، ودخلوا معه في مناوشات كلامية، بلغت حد التهديد بالسلاح الأبيض، ما اضطر «سوسو» إلى رفع دعوى قضائية، قبل الإعلان عن استقالته من مجلس إدارة الفريق. عن هذه الاستقالة أسبابها وأشياء أخرى، سجلنا هذا الحوار لمحمد بوالحبيب الذي كان بوكالة الخطوط الجوية الجزائرية، بغرض حجز تذكرة سفر إلى فرنسا. في البداية هل تؤكد قرار استقالتك الذي أعلنت عنه سهرة أول أمس؟ نعم لقد قررت رمي المنشفة والاستقالة من مجلس إدارة النادي الرياضي القسنطيني، علما وأن قراري هذا نهائي ولا رجعة فيه. مهمة بوالحبيب مع فريق ال «سي. آس. سي» انتهت أول أمس، وأحمد الله أنني أديت مهمتي على أكمل وجه، وحققت الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وحافظنا على مكانتنا فيها للموسم الثاني على التوالي. نجري معك هذا الحوار وأنت داخل وكالة الخطوط الجوية الجزائرية، فهل هو تأكيد للاستقالة بمغادرة أرض الوطن؟ نعم أنا هنا من أجل حجز تذكرة سفر، حيث سأتنقل إلى العاصمة الفرنسية باريس، لكن وجب التأكيد بأن هذه السفرية لا علاقة لها بقرار استقالتي، فالسفر إلى باريس سيكون من أجل العلاج وإجراء عملية جراحية كما يعلم الجميع. وأرفض أن يفسر هذا بالهروب من المسؤولية، فمحمد بوالحبيب لم يتعود على الهروب. لكنك عودتنا على الاستقالة وكنت في كل مرة تتراجع عن قرارك؟ قرار استقالتي هذه المرة نهائي ولا رجعة فيه. لقد أصبح تسيير فريق السنافر بمثابة المغامرة غير محمودة العواقب، إذ لا يمكنني أن أواصل مهامي في مثل هذه الظروف، فأول أمس جاءني حوالي 50 مناصرا، منهم من كان يحمل سكينا ومنهم من كان تحت تأثير الحبوب المهلوسة ... جاؤوا لمحاسبتي على إقصاء الفريق من منافسة الكأس. أشباه الأنصار من أمثال هؤلاء وبتصرفهم هذا، أكدوا رفضهم لمشروعي الممتد على المدى المتوسط والطويل (5 سنوات)، وأنهم يبحثون عن الألقاب في الحين، وعليه فأنا مستقيل حتى أفسح المجال للذين بإمكانهم قيادة الفريق للتتويجات ويحققون لهم أحلامه. بكل صراحة لا يمكنني العمل مع محيط لا يتوفر فيه الأمن، فهناك من أشباه الأنصار من كان تحت تأثير المؤثرات العقلية ك «الريفوتريل»، وجاء ليهددني داخل المكتب، وهو ما اضطرني لتقديم شكوى لدى المصالح الأمنية، كما رفعت دعوى قضائية ضد أصحاب صفحة (نريد جمع مليون مهبول) المتواجدة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، بتهمة العنف والتحريض على العنف. شخصيا لما افتح هذه الصفحة وأطلع على ما يكتب عليها أشعر بالرعب. وماذا عن مستقبل بوالحبيب في عالم كرة القدم؟ والله المجال لا يسمح للحديث عن مستقبلي في عالم كرة القدم، أنا حاليا منشغل بتحضير سفريتي إلى فرنسا، وبالتالي تركيزي منصب على حالتي الصحية والعملية الجراحية التي سأجريها بباريس، وبعدها سيكون حديث آخر فكل شيء بالمكتوب. ما هو مؤكد أنني ورغم كل الظروف سأبقى وفيا ومحبا للنادي الرياضي القسنطيني، وأتمنى له أن يجد المسيرين الذين بإمكانهم أن يحققوا له أحلامه وأحلام أنصاره الحقيقيون وليس أشباه الأنصار المدمنين على المهلوسات.