مساجد الجزائر لن تتحول إلى منابر للفتنة والأفكار الدخيلة دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، أمس أئمة المساجد، للرد "فكريا" على كل المحاولات التي تقوم بها بعض الاطراف لزرع أفكار دخيلة على المجتمع الجزائري، وطالب الوزير، الأئمة بتحصين المجتمع ضد كل المحاولات التي تستهدف مقوماته، من خلال الخطب ومؤلفات ومنشورات للرد على حاملي هذه الافكار. دعا وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بوعبد الله غلام الله، بتحصين المساجد من بعض الافكار الدخيلة، ومحاولات بعض الاطراف استهداف المجتمع الجزائري في مقوماته ومعتقداته الدينية، وقال غلام الله خلال لقاء جمعه أمس مع عدد من الائمة المؤلفين، بأن المساجد من أسس بناء المجتمع، داعيا الى مواجهة الافكار الدخيلة بالحجة والبيان والفكر. كما شدد الوزير على ضرورة محاربة بعض التيارات التي تعمل على تشتيت وحدة الجزائر و الجزائريين، وتحسيس المواطن وتعبئته من أجل مصلحة الوطن، وقال بان المسجد أصبح إلى جانب دوره التعبدي والاجتماعي وسيلة لغرس الوعي لدى الرأي العام وترقية المواطنة وقيادة المجتمع نحو الخير والفضيلة من أجل تحقيق الأمن و الاستقرار وحسب غلام الله فإن دور المسجد أصبح مكملا لمهام مؤسسات الدولة بحيث أنه لم يعد مكانا للتعبد فحسب و إنما هو أيضا مكان لتوعية وتعليم الناس ونصحهم وإرشادهم بتأدية واجباتهم نحو وطنهم. ورفض الوزير الخوض في قضية لجوء الأئمة الى تأسيس نقابة خاصة بهم، وحرص الائمة، خلال اللقاء، على توجيه "رسالات تطمين للوصاية" وأكدوا بأنهم لن يدخلوا في مواجهة مع الوصاية، مع تمسكهم بالمطالب المشروعة اجتماعيا ومهنيا. مؤكدين التزامهم بعدم ترك رسالتهم المسجدية لصالح العمل النقابي. ودعا عدد من الأئمة، الى رفع القيود المفروضة عليهم في مجال التأليف والإبداع، ومنح تسهيلا لنشر الكتب والمنشورات والرسالات التي يصدرها الأئمة، في مواجهة الكتب التي تستورد من الخارج والتي تحمل افكارا دخيلة على المجتمع الجزائري، وقال الائمة، بان عددا منهم يجدون صعوبات لنشر مؤلفاتهم، ودعوا الى طرح هذه الاشكالية ضمن لائحة المطالب التي ستطرحها نقابة الائمة التي هي قيد التأسيس. وفي هذا السياق، أوضح عضو في المكتب الوطني للنقابة للأئمة قيد التأسيس، ستعقد مؤتمرها التأسيسي قبل نهاية الشهر الجاري، بعد استكمال جل الاجراءات المتعلقة بانتخاب مندوبين ولائيين عن الائمة لحضور المؤتمر، مشيرا بان نقابة الائمة ستعمل في الفترة القادمة على تحقيق جملة من المطالب منها تفعيل مؤسسة المسجد، من خلال تخصيص ميزانية خاصة بالمسجد كباقي المؤسسات، كل بلدية مسؤولة عن ترميم المسجد وعمليات النظافة، توظيف بعض العمال، وكذا الجمع بين العمل النقابي والمرجعية الدينية وتثبيتها وترسيخها، وتحسين أجور الأئمة والتصنيف.