أشاد أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية بالدور الذي تلعبه المرشدة الدينية في تفعيل دور المرأة في التنمية، وتحصين المجتمع بالثقافة الأصيلة، موجّها رسالة تحذيرية للمرشدات بعدم الانسياق وراء التيارات الدخيلة التي تستهدف بلادنا لبث أفكار لا تمتّ لما ورثناه من علمائنا وفقهائنا وسلفنا الصالح بأية صلة. مداخلة وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله جاءت أمس خلال افتتاح الملتقى الوطني حول دور الإرشاد الديني النسوي في تفعيل دور المرأة في التنمية، المنعقد بدار الإمام بحضور إطارات الوزارة، أساتذة ومرشدات دينيات من مختلف مساجد الولايات، حيث نوّه الوزير بالدور البارز الذي تلعبه المرشدة في تنوير النساء في أمور دينهنّ، أصول القرآن والحديث وكذا الأخلاق الإسلامية الحقّة، مشيرا إلى أنّ ما ينتظر من المرشدة تحقيقه في المجتمع بدأت معالمه تبرز وإن كانت مراميه لا تزال بعيدة، بالنظر للمهام المنوطة بها في تثقيف المرأة التي إذا صلحت صلح المجتمع. غلام الله وجّه رسالة تحذيرية للمرشدات بعدم الانسياق وراء التيارات الدخيلة التي تستهدفها لبث أفكار لا تمتّ لما ورثناه من علمائنا وفقهائنا وسلفنا الصالح بأية صلة، في إشارة ضمنية إلى التيار المستورد الذي يعمل جاهدا على اختراق عقول شبابنا بدءا من رسالة المسجد، قائلا »أشير إلى الجوانب التي ينبغي على المرشدة الدينية أن تحذرها، عملا على تماسك المجتمع وليكون قويا بتعاضده والثقة في نفسه وتاريخه وجهاده وثقافته، وحتى في اختياراته المذهبية والشرعية« مثل هذه التيارات الوافدة تستهدف المرشدة ظنا منها أنها تعمل وراء السّتار وفي الخفاء حسب تصريح الوزير، وعليه لا يجب حسبه » التسامح مع النّحل الفاسدة التي تزيد المجتمع فسادا، بإحداث ارتجاج في العقل الجماعي للشعب فيصبح إمّعة يتّبع كل ما يأتيه من الخارج«. وزير الشؤون الدينية دعا المرشدات إلى استقطاب أعداد النساء بمختلف فئاتهن ومستواهنّ الاجتماعي للتوافد على حلقاتهنّ بالمساجد، ذاك أنّ »لدينا زاد علينا أن ننمّيه، وخاصة المرأة التي تقصد المسجد لتتعلّم، بما يعود بفائدة على أسرتها والمجتمع برمّته«. من جهته تطرّق عبد الوهّاب حمودة، أمين عام سابق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، إلى دور المرشدة الدينية في تحصين المجتمع بالثقافة الأصيلة، منبّها لخطورة الرسالة الملقاة على عاتقها، والتي تعدّ أحد أنبل الأعمال وأسماها قدرا عند الله تعالى، والمتمثلة إلى جانب تبليغ الرسالة إلى الناس إنقاذهم من الظّلال وإخراجهم من الظلمات على النّور، مع تحصين المجتمع من آفات الجهل والانحراف والشّقاق، وبذلك المحافظة على سلامة الوطن. في ذات السياق دعت أسماء بن قادة رئيسة لجنة الشؤون الدينية والتربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي بالبرلمان إلى توخّي الحذر من الأفكار الدّخيلة التي تحاول اختراق المساجد من خلال الأئمة والمرشدات، علما من هؤلاء للدور الكبير الذي يلعبه الطّرفين في تنمية المجتمع والتأثير على مختلف فئاته، لتعرج بن قادة للحديث عن سبل تحصين المجتمع من الغزو الفكري من خلال مفاهيم ينطلق منها كل من الرجل والمرأة للقيام بدورهما في المجتمع، والمتمثّلة في التّوحيد، الاستخلاف الولاية الإيمانية ومبدأ الزّوجية، بينما تطرقت عقيلة حسين، أستاذة الفقه الإسلامي بجامعة الجزائر إلى موضوع المرأة المسلمة في الفكر الاستشراقي، مشيرة إلى أن »الفكرة السليمة هي التي تؤدّي إلى حسن العمل« .