"المعارضون للعهدة الرابعة مخطئون لأن الأمر لا يعنيهم" قال أمين عام الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أمس أن المعارضين للعهدة الرئاسية الرابعة لصالح عبد العزيز بوتفليقة مخطئون، لأن معارضة أو مساندة منح الرئيس بوتفليقة عهدة رابعة من صلاحيات طرفين لا أكثر أولهما المعني بالأمر نفسه أي رئيس الجمهورية و رغبته بالتقدم لعهدة رابعة و ثانيهما الشعب الجزائري الذي سيمنحه أو يمنع عنه العهدة الرابعة. بالنسبة لعمارة بن يونس يمثل الرئيس بوتفليقة في الوقت الحالي أحد عوامل الاستقرار في الجزائر التي تعيش وسط محيط إقليمي مضطرب ، ومن ثمة فإن مساندة بوتفليقة اذا ترشح لعهدة رابعة واضحة للحزب أما إذا لم يترشح فساعتها يكون للحركة كلام آخر حسب عمارة بن يونس الذي اعلن عن عقد مؤتمر استثنائي لحزبه في نهاية جوان القادم. بن يونس قال خلال إشرافه على لقاء جهوي لمنتخبي الحركة بقسنطينة أن حزبه «صار بعد الانتخابات المحلية الأخيرة القوة الثالثة في البلاد و أن هذا يزعج كثيرين و لدى الحزب عضو واحد في مجلس الأمة و لم يتم شراء مقعده بالمال، لأن الحركة الشعبية ليست حزب الشكارة و لم تتدخل قيادتها في تعيين و فرض رؤوس القوائم في المجالس البلدية و الولائية»، وقد حققت نتائج إيجابية بإيصال 1597 منتخب من مترشحي الحركة إلى المجالس البلدية و الولائية عبر 691 بلدية بالوطن و تتولى الحركة تسيير 91 بلدية عبر التراب الوطني. الأمين العام للحركة الشعبية قال ان التعديل الدستوري القادم يجب أن يتضمن التأكيد على الطابع الجمهوري و الديمقراطي للدولة الجزائرية و أن مجلس الأمة ينبغي أن يبقى صمام الأمان و الحامي من الانحرافات التي قد تحدث بالغرفة السفلى للبرلمان و أن دور الثلث الرئاسي في ذلك كبير، مشيرا إلى الهزات السياسية و عدم الاستقرار في بلدان الربيع العربي من تونس و ليبيا مرورا بمصر و سوريا و قال بن يونس أن مواقف حزبه تنبع من تجربة الجزائر خلال العشرية السوداء في التسعينات و ان ما لا يقبله الجزائريون لأنفسهم و ما عايشوه من ويلات الإرهاب يجعلهم لا يرضون لشعوب عربية أخرى المعاناة و المحن التي مروا بها. و تساءل بن يونس عمن سيخلف بشار الأسد في سوريا و من يحكم تونس الآن و ما الوضع الذي صارت عليه ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي و الوضع في مصر. مواقف و دور الدول الغربية بالنسبة لبن يونس في حوادث الربيع العربي غير مفهومة و هي تعبير عن المصالح المتضاربة لتلك القوى التي سلحت و دعمت مجموعة في ليبيا للإطاحة بالقذافي ثم سارت تشن حربا على نفس المجموعة في مالي و هي الآن تريد تسليح ما تسميه المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد. و قال بن يونس متحدثا عن الغربيين أنهم إذا أرادوا بالفعل إنهاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة فعليهم فقط فرض قيام دولة فلسطينية على إسرائيل، و جدد بالمناسبة مطالبة حزبه بضرورة تقرير الشعب الصحراوي لمصيره من خلال استفتاء تشرف عليه الأممالمتحدة و ذلك أن الجزائريين الذين حرروا بلادهم لوحدهم بدماء شهدائهم قاموا بتقرير مصيرهم في استفتاء 03 جويلية 1962 و هذا الحق في تقرير المصير هو الذي يملي على الجزائر سياستها تجاه القضية الصحراوية معيبا على الرئيس الفرنسي مساندته للمغرب في طروحاته الاستعمارية.