هوّن رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، من أهمية الخلاصة التي توصل إليها تقرير لجنة مراقبة الانتخابات المحلية، بعد مرور 3 أشهر على إجرائها. وقال بن يونس، الذي نزل ضيفا على ركن ''فطور الصباح''، بشأن اعتبار الانتخابات ''مزورة'' من قبل لجنة صديقي، إنه خطاب سمعناه منذ انتخابات 1990 إلى 2012، وبالتالي فإن ''أغنية التزوير أسطوانة قديمة مشروخة''. دعا العدالة للذهاب بعيدا في قضايا الفساد بسوناطراك ''ندعم بوتفليقة لعهدة رابعة لأن الشعب يسانده''
l دعا عمارة بن يونس إلى أن تذهب العدالة إلى أبعد ما يمكن في سياق التحقيقات القائمة في قضايا الفساد بالشركة الوطنية سوناطراك، التي وسمت في تحقيقات تقوم بها النيابة الإيطالية فيما يتصل بقضية العمولات التي تكون دفعتها الشركة الإيطالية ''إيني'' للحصول على صفقات في الجزائر. وأكد بن يونس، ضيف ''فطور الصباح''، ردا على سؤال بشأن ''صمت'' الطبقة السياسية بخصوص هذه القضية، بأن ''القضايا التي تحال على القضاء لا يمكن التعليق عليها''، وأضاف بأنه ''يجب أن تكون محاربة الرشوة أولوية الأولويات''. وتحدث عن القضية الأخيرة التي دوت في إيطاليا وانتقلت إلى الجزائر، أو ما عرف بقضية ''إيني'' الإيطالية، قائلا: ''يجب أن يبت في القضية نهائيا، حتى لا تثار الشكوك وسط الشارع الجزائري حول مآل المتورطين فيها''. ودافع عمارة بن يونس عن إنجازات الرئيس بوتفليقة طيلة مساره الرئاسي. وأكد مجددا أن حركته تدعم بوتفليقة لعهدة رابعة لأسباب وصفها بالموضوعية والمنطقية. بينما استجمع الحاصل من اضطرابات وحروب أحيانا في المنطقة العربية، ليقول إن الشعب الجزائري مع الرئيس بوتفليقة، متحدثا عن عدم استجابة الشعب للاستفزازات التي رافقت ما سمي بثورات الربيع العربي. ورافع بن يونس عن شخص الرئيس وقال إنه بإمكانه العطاء أكثر، فيما يشبه الرد على أطراف تنتقد ما يتردد عن احتمال ترشح الرئيس لعهدة رابعة. وردا على سؤال حول ما إذا كان رحيل أحمد أويحيى من على رأس التجمع الوطني الديمقراطي وعبد العزيز بلخادم من حزب جبهة التحرير الوطني، بالإضافة إلى سعيد سعدي الذي استقال من الأرسيدي، ثم استقالة حسين آيت أحمد من منصبه على رأس جبهة القوى الاشتراكية، على علاقة بترتيبات الانتخابات الرئاسية ,2014 قال عمارة بن يونس: ''هناك اختلافات في وضع الأحزاب المعنية بهذه التغييرات، فوضع الأرسيدي والأفافاس يختلف عن وضع الأرندي والأفالان''. وأضاف: ''إن كانت إزاحة بلخادم من على رأس الأفالان أو أويحيى من قيادة الأرندي تتصل بترتيبات رئاسيات ,2014 فهما المخولان بقول ذلك''. وتحاشى عمارة بن يونس الخوض بعمق في هذه التغييرات، وقال: ''أظن أن كل حزب له أسبابه في حدوث ما حصل، سواء استقال هؤلاء أو أقيلوا، فهذه مسائل داخلية''. وتابع: ''مبدئيا هذا ما كان يجب أن يحدث، هناك رؤساء أحزاب عمّروا أكثر من 20 سنة في مناصبهم، ولا يمكنني أنا أن أعمر مثلهم على رأس الحركة الشعبية.. هذا غير معقول، وأتساءل كيف لهؤلاء أن مكثوا كل هذه المدة في مناصبهم''. وركز بن يونس على الحاصل الإقليمي وتأثيره على الجزائر، وقال إن حركته لا تقبل قرارات تأتي من باريس أو من الدوحة. وردا على استفسار بخصوص ما الذي تنتظره الحكومة من أجل فتح مجال السمعي البصري والتخفيف من حدة التأثير الإعلامي الخارجي على الجزائريين، أكد بن يونس أن ''قضية السمعي البصري إشكال حقيقي، وما أعرفه أن قانون السمعي البصري يشارف نهاية صياغته لعرضه على الحكومة''. وتابع أن ''الهدف الأساسي من القانون هو أن نصل إلى مرحلة يصبح فيها الجزائري يستقبل المعلومات من إعلام جزائري''. لكنه أكد بخصوص قنوات تبث وفقا للقانون الجزائري، أنه ''مشكل مطروح ويجب أن يكون هناك حل''.
بن يونس ينتقد تقرير لجنة صديقي ''بعض الأحزاب تعلق فشلها على شماعة التزوير'' لم يول عمارة بن يونس، الذي احتل حزبه المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية، بحصده 1500 منتخب في 43 ولاية ويشرف على تسيير 91 بلدية، أهمية كبيرة لتقرير اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، باعتبار، كما قال، أن ''رئيس اللجنة هو ممثل حزب سياسي، وبالتالي نعرف رئاسته لهذه اللجنة كيف كانت ومطالبها كيف كانت''. وبالنسبة لرئيس الحركة الشعبية الجزائرية ''هناك أحزاب تشارك في كل الانتخابات، ولكن بمجرد أن تفشل فيها تعلق إخفاقاتها على التزوير''. وذكر عمارة بن يونس: ''قبل الانتخابات قلت بأننا لسنا في سويسرا، والانتخابات لن تكون شفافة ونزيهة مائة بالمائة لظروف مختلفة''. ويرى بن يونس بأن حزبه لو يصل إلى نتيجة مزورة ''لن يشارك في هذه الانتخابات''. وردا على ما وصفه ب''القوالب الجاهزة'' لدى هذا الحزب بخصوص التزوير، قال بن يونس: ''نحن مقبلون على الاستفتاء على الدستور وعلى الانتخابات الرئاسية في 2014، وسنسمع عن نفس هذا الحزب تصريحات تقول إنها انتخابات مزورة''. الجزائر: ح. سليمان
قال إن تحديد العهدات الرئاسية ليس مقياسا للديمقراطية المشكل ليس في النظام السياسي وإنما في كيفية الوصول إلى السلطة قال بن يونس، بشأن تعديل الدستور المقبل، إن حزبه يرافع من أجل تحقيق 4 مبادئ أساسية، إقامة نظام شبه رئاسي والحفاظ على النظام الجمهوري والديمقراطي، والإبقاء على مجلس الأمة والثلث الرئاسي، وتكريس كل الحريات الديمقراطية. وبرأي بن يونس، فإن ''المشكل ليس في طبيعة النظام السياسي المعتمد، وإنما في كيفية الوصول إلى السلطة عن طريق انتخابات شفافة''. وذكر المتحدث أن الشعب الجزائري له ''علاقة بنظام شبه رئاسي'' وليس لديه ''تقاليد النظام البرلماني''. ومن هذا المنطلق، أشار بن يونس إلى أن ''الأغلبية من الأحزاب مع النظام شبه الرئاسي، وليس هناك سوى تيار حزبي واحد إسلاموي، هو من يطالب بالنظام البرلماني''. وردا على سؤال عن موقف حزبه من تحديد العهدات الرئاسية أو تركها مفتوحة، يعتقد بن يونس بأن ''هناك دولا تحدد العهدات ولكنها تعيش نظاما ديكتاتوريا، وهناك أنظمة مفتوحة وديمقراطية''. ومن هذا المنظور، أكد بن يونس بأن ''تحديد العهدات ليس مقياسا للديمقراطية، المقياس الأساسي للديمقراطية هو الانتخابات''. من جهة أخرى، اعترف بن يونس بأن ''الزعامات'' لم تمنح الفرصة للتيار الديمقراطي ل''التقدم''، بحيث بقي رهين خلافات قياداته الذين كان من ''المستحيل أن يتناولوا فنجان قهوة مع بعض''. ودعا بن يونس إلى إعادة النظر في المفهوم والمعنى الذي تم فيه تأسيس ما كان يسمى ''القطب الديمقراطي''، بالنظر إلى تغير الكثير من المعطيات السياسية، مذكرا في هذا الصدد ''القطب الديمقراطي لما تأسس كان ضد الفيس، وبعد نجاحنا في إقصاء التيار المتطرف من العمل السياسي لم يبق هناك سوى الأحزاب الدستورية''. ومن هذا المنطلق، شدد بن يونس ''لابد أن يتشكل قطب القوى الديمقراطية، لأنه بدونها يستحيل فرض الحل الديمقراطي في الجزائر الذي يحتاج إلى توافق سياسي''. الجزائر: ح. سليمان
''استقرار الجزائر يزعج الكثير من الأطراف'' حذر عمارة بن يونس من الآثار السلبية للفوضى والاضطرابات الأمنية في دول الجوار، من المغرب إلى مصر، على الأمن الوطني الجزائري. وقال ''تصوروا لو تندلع حرب أهلية في مصر التي تضم 80 مليون نسمة، ماذا ستكون تبعاتها على ليبيا والجزائر ''؟. وفي رأيه، فإن استقرار الجزائر يزعج الكثير من الأطراف، وهذا يجعلها هدفا للجماعات الإرهابية التي نفذت أول هجوم لها ضد منشأة الغاز في تيفنتورين بعد التدخل الفرنسي في مالي. وأشار بن يونس إلى أن وجود مئات الآلاف من قطع السلاح التي سرقت من مخازن الجيش الليبي، هو تهديد لأمن المنطقة وبلدنا على وجه الخصوص''. وتابع: ''إن الأمن الوطني يتأثر بحالة عدم الاستقرار في المنطقة، ما يدعو الجزائريين من مختلف المشارب السياسية لتغليب المصلحة الوطنية في هذه المجال''. ودعا أيضا إلى اعتماد تفكير مصلحي في سياستنا الإقليمية والتأقلم مع المتغيرات والتخلي عن العاطفة في معاملاتنا مع محيطنا الجيو سياسي.
يجب على فرنسا أن تتخلى عن نظرتها الأبوية إلى الجزائر
اتهم عمارة بن يونس النخب السياسية الفرنسية، خصوصا الجديدة منها، بجهل التحولات التي عرفتها الجزائر بعد الاستقلال، لافتا إلى أن هذه النخب لازالت أسيرة الصورة النمطية والأحكام المسبقة الموروثة من مرحلة الاستعمار. وأضاف أن مجموعة عوامل تلوث هذه العلاقات، تتقدمها ما أسماها ''جزائر أبي'' أو دعاة الجزائر الفرنسية، ثم مجموعة من الجزائريين الذين فاتهم قطار الثورة والذين يحملون فرنسا كل مشاكل بلدنا، إلى جانب جهل الطبقة السياسية الفرنسية للواقع الجزائري. مستغربا عدم قيام زعيم أحد أكبر الأحزاب السياسية في فرنسا بزيارة الجزائر. وأضاف: ''فيما نعرف نحن في بلادنا الكثير عن فرنسا، فإن الفرنسيين لا يعرفون عنا شيئا، وخلال مقابلتنا مع ممثلي الحكومة الفرنسية بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر أيام 19 و20 ديسمبر الماضي، اكتشفنا أنهم لا يعرفون الكثير عن بلادنا''. واستثنى بن يونس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من هؤلاء فهو، حسب قوله، يعرف الجزائر. وطالب بن يونس فرنسا بالتخلي عن نظرتها للجزائر بأنها تتبع لها أو ما أسماه بأبوتها، في سبيل بناء علاقات متزنة بين الجانبين، مسجلا بهذا الخصوص حاجة البلدين لبناء علاقة قائمة على المصالح، وترك مسائل التاريخ للباحثين. الجزائر: ف. جمال
قال ضيف ''الخبر''
سوريا تحولت إلى مكة للمرتزقة لقد توجهت المعارضة في سوريا مباشرة إلى حمل السلاح قبل أن تجرب الحوار السياسي، وهو أمر لم يحدث من قبل، إذ عادة ما يكون اللجوء إلى السلاح بعد استنفاد كل الحلول الأخرى. وهذه المعارضة لا تحمل أي مشروع، وما يسمى بالجيش الحر لا أحد يعرف قائده ولا عناصره، ما جعل سوريا تتحول إلى ''مكة للمرتزقة'' القادمين من أفغانستان وباكستان وغيرهما من الدول. ولذلك نحن نقول إننا ضد الإرهاب في الجزائر وفي ليبيا وفي سوريا.. طويت كليا صفحة الأرسيدي قال عمارة بن يونس إنه مسح اسم الأرسيدي، حزبه السابق، من ''تيليكوموند''، وطوى صفحته كليا من تفكيره، ولم يعد يهمني ما يجري في هذا الحزب، وليس لدي أي علاقة مع مسؤوليه ولا مع مناضليه. مع الاعتراف السياسي بدور الحرس البلدي قال عمارة بن يونس إن أعوان الحرس البلدي قاموا بدور أساسي في محاربة الإرهاب، وهذه الشريحة عانت كثيرا ولديها مشاكل اجتماعية شرعية، وهناك حوار جار مع وزارة الداخلية لمعالجتها. نحن مبدئيا مع الاعتراف السياسي من طرف الدولة بدور هذه الشريحة. شاركوا بن علي في تونس وقاطعوا احتفالات أول نوفمبر بالجزائر ذكر رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، أن هناك سياسيين جزائريين كانوا لا يشاركون في احتفالات أول نوفمبر في الجزائر، لكنهم كانوا يحضرون الاحتفالات بعيد الثورة في تونس مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.