هاجم عمارة بن يونس، الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، التي حلت في المرتبة الثالثة في انتخابات المجالس المحلية، زعامات حزبية ''تطرح أفكارا تخلق مشكلا بين الرئيس بوتفليقة والمؤسسة العسكرية''، وكان بن يونس يتحدث عن قيادات قالت إن ''بوتفليقة تلقى خنجرا في ظهره'' بتصويت أفراد الجيش في المحليات، وأعلن بن يونس أن حزبه سيدعم بوتفليقة في حال ترشح لولاية رابعة. لا يخامر عمارة يونس أدنى شك في أن القيادات الحزبية التي تحدثت عن ''طعنة في ظهر بوتفليقة'' بتصويت أفراد الجيش في المحليات ''تريد تصفية حسابات مع العسكر منذ توقيف المسار الانتخابي قبل عقدين ورفض أرضية سانت إيجيديو''. وقال إن تلك التصريحات ''تسعى لخلق مشكل بين الرئيس والمؤسسة العسكرية''. وبالمقابل ذكر بن يونس، في ندوة صحفية عقدها أمس: ''على هؤلاء ألا ينسوا أن بوتفليقة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والجيش يخضع لقرارات الرئيس''. وسئل الأمين العام ل''الشعبية الجزائرية'' إن كان حزبه سيقف خلف بوتفليقة في حال تأكدت إشاعات عن نيته الترشح لعهدة رابعة، فقال ''نعم''، وقال: ''عدد العهدات الرئاسية لا علاقة لها بالديمقراطية.. إنني أفضل رجلا ديمقراطيا لعهدات مفتوحة على دكتاتور لعهدة واحدة''. وأضاف: ''أؤمن يقينا أن بوتفليقة ليس بن علي ولا القذافي ولا مبارك''، وتابع: ''ما يغيظني أن بعض قادة الأحزاب الذين شرعوا في الحديث عن رفض العهدة الرابعة موجودون على رأس أحزابهم لست عهدات أو أكثر''. ونفى بن يونس أن تكون نتيجة حزبه في المحليات ''مفاجأة أو صدفة''، وقال إن حزبه ''حصل على 524 ألف صوت وفاز ب1546 مقعد في البلديات والولايات''، وهذه النتيجة ''ليست صنيعة الإدارة بل بفعل قرار سيد من الشعب الجزائري''. واعتبر عمارة بن يونس عدم تصويت قرابة 12 مليون جزائري بأنها ''تعكس ملل كثير من الجزائريين من وجوه سياسية وليس من السياسة''. ويعتقد عمارة بن يونس أن انتهاج حزبه ل''خطاب صريح وحمله لمشروع مجتمع هو الذي صنع الفارق''، معلنا أن ''هذا الفوز يعني أن المشهد السياسي تغير''. وجدد بالمقابل دعوة ل''تجمع ديمقراطي'' لا يقصي ''الإسلاميين الذين يؤمنون بالمشروع الديمقراطي وجوهر الدستور''. ورفض بن يونس الخوض في سجال مع لويزة حنون بدعوى أن ''الحملة انتهت''، وقال فقط: ''لم أقل في حياتي إن حزب حنون تلقى تمويلا من الخارج رغم أنني أقر باختلاف تصوراتنا الاقتصادية''، لكنه رد على أبو جرة سلطاني الذي فسر نتائج ''الحركة الشعبية الجزائرية'' بلحاق زعيمها بالحكومة: ''حزب سلطاني تواجد في الحكومة منذ 1995 ولا يوجد حزب يعرف دواليب السلطة أكثر منه''. وذكر بن يونس أن حزبه سيعطي الأولوية في التحالفات داخل المجالس المحلية التي لم تحسم الرئاسة فيها بعد ل''الأحزاب المشاركة في الحكومة: الأفالان والأرندي والتحالف الوطني الجمهوري ''، وهو نفس التقليد الذي ''سيتبعه الحزب في عملية تجديد ثلثي أعضاء مجلس الأمة نهاية الشهر''.