الإدارة سرطان البلاد وسنعمل على إلغاء الوثائق التي أرهقت المواطنين هاجم رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أمس من قسنطينة الأحزاب الإسلامية التي قال أنها توظف الدين للحصول على مناصب و مقاعد في البرلمان، و قال أن التغيير الذي يريده حزبه إيجابي لا يعني العودة إلى الوراء و إلى سنوات التسعينات التي راح فيها 200 ألف قتيل ضحايا التعصب و التطرف. مرددا نحن مسلمون و ديمقراطيون و جمهوريون و متفتحون على العالم و يكفينا من التلاعب بالدين. بن يونس أمام المئات من أنصار حركته من عدة ولايات بالشرق امتلأت بهم قاعة المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس قال أن الرئيس بوتفليقة لم يكن مخطئا حين شبه انتخابات العاشر ماي بأول نوفمبر، و على الجزائريين المناهضين للتعصب إن ينتخبوا بقوة حتى لا يندموا يوم 11 ماي حين يجدون خصومهم و قد حصلوا على اغلبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني الذي سيكون من مهامه تعديل النص الأساسي للدولة الجزائرية. بن يونس قال ان حزبه مع القوى التي حاربت الإرهاب و الأصولية و انتصرت على الإرهاب عسكريا من قوى الدفاع الذاتي و الباتريوت و عناصر الأمن و الدرك و الجيش، واعدا بعدم نسيان أبناء ضحايا الإرهاب الذين سيقع لهم ما وقع لأبناء الشهداء بعد الإستقلال، و قال و هو ابن شهيد أن تلك الفئة مطلع الستينات كانت تسمى أولاد 20 دورو بينما كان أبناء الحركى يتقاضون أربعة آلاف فرنك كمعاش. بن يونس انتقد الإدارة الجزائرية و قال انها موروثة عن الإدارة الاستعمارية و وعد بالتخلص من عدد من الوثائق التي تثقل كاهل المواطن و على رأسها شهادة الميلاد الخاصة "أس 12" التي لا توجد إلا في الجزائر و يتطلب استخراجها مشاق كبيرة، كما وعد بإلغاء شهادة الجنسية إلا في حالات و شهادة السوابق القضائية التي تطلبها الإدارة و تحكم بموجبها بالحرمان من العمل مدى الحياة على مواطن ارتكب خطأ ذات مرة و قضى العقوبة و دفع ما عليه من دين للمجتمع، و يرى بن يونس أن الإدارة الجزائرية ينبغي أن تتطور و لا تكتفي بالعمل للمصادقة على نسخ الوثائق لإثبات أنها مطابقة للأصل بينما تسمح التكنولوجيا بتوفير تلك الخدمة البسيطة، ووصف الإدارة بأنها سرطان البلاد. و يرى بن يونس أن من حق الفقراء ان يتملكوا كالأغنياء الذين يتبختر بعضهم بممتلكات فاخرة و يثير حنق و غضب البسطاء من أبناء الشعب، و من هؤلاء الذين كانوا أمراء في الجبال و نزلوا بملايير من أموال الجماعات الإسلامية المسلحة "الجيا" و بنوا فيلات فخمة على بابها "هذا من فضل ربي" و يقودون سيارات رباعية الدفع عليها عبارة "ماشاء الله". عمارة بن يونس قال انه ليس ضد الشبان الذين نزلوا من الجبل لأنهم كانوا ضحايا مغرر بهم تعرضوا للتغليط و لكنه ضد الذين يواصلون تعنترهم على الشعب بعدما كانوا سببا في تقتيل مئتي ألف جزائري. عن الربيع العربي قال بن يونس أنه لا يرى ربيعا لا في تونس و لا في مصر حينما قامت ثورتان شعبيتان ضد نظامي الرئيسين بن علي و مبارك، لكن "ماحدث في ليبيا كان ثورة قام بها ساركوزي و اوباما و ملوك السعودية و أمراء قطر على القذافي، و تساءل هل لدولة تمنع فيها المرأة من قيادة السيارة أن تقدم لنا دروسا في الديمقراطية، مؤكدا أن الجزائر تبقى بمنأى عن هزات ما يسمى بالربيع العربي لأنها البلد الوحيد الذي قام بثورة مسلحة لتحرير وطنه من الاستعمار و هو ما لم يفعله أي بلد عربي آخر، و لأنها البلد الوحيد الذي واجه الإرهاب و انتصر عليه عسكريا و دون مساعدة من الخارج، و لأن الرئيس بوتفليقة ليس زين العابدين بن علي و لا هو حسني مبارك مختتما بالقول أن لديه الثقة في الرئيس و في قيادته و في حب الشعب له و ذلك ضمان لاستقرار الجزائر حسب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية. عمارة بن يونس كان أول أمس قد نشط تجمعا بقاعة عيسات إيدير بمدينة سكيكدة دعا خلاله الشعب إلى التصويت بقوة في التشريعيات لمنع وصول أحزاب التيار الإسلامي للحكم، منتقدا وضعية عناصر الدفاع الذاتي و رجال المقاومة ضد الإرهاب الذين لا يجدون ما يأكلون و يعانون في صمت، معبرا عن وقوف حزبه فى صفهم.