وقف، يوم أمس، ببسكرة، مجموعة من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني أمام مقر المحافظة، للمطالبة بتغيير القيادة المحلية وإعادة الحزب إلى مساره الصحيح، غير أن هذه الوقفة قابلها حضور مناضلين محسوبين على المحافظ والبرلماني السابق رشيد شنيني، وسط حضور أمني، ما دفع بالجناح الأول إلى الانسحاب. عكس المرات السابقة التي كانت فيها مظاهر الاحتجاج والاعتصام لمناضلي حزب جبهة التحرير ببسكرة يصنعها جناح ما يسمى ''البنفليسيين''، أي المحسوبين على الأمين العام السابق علي بن فليس، فإن الحراك هذه المرة جاء من التيار الذي يحسب على الجهة التي تحكم الحزب، حيث لوحظ تململ عقب الانتكاسات التي مني بها الأفالان في المحليات وفي التجديد النصفي لمجلس الأمة، ما جعل الأغلبية الساحقة تطالب بالتصحيح ومراجعة مكامن الخلل. واللافت أن المحتجين الذين كان من بينهم رئيس بلدية بسكرة الأسبق، كلاتمة أحمد، قصدوا المحافظة وأرادوا من خلال هذه الوقفة تسجيل حضورهم وتوزيع البيان الذي نسبوه إلى مناضلي الحزب. وجاء في البيان أن هذه الوقفة السلمية أملاها الوضع الكارثي الذي وصل إليه الحزب العتيد، ومن أجل إطلاع القيادة المركزية بالمؤامرات التي تحاك في القواعد. وتأسف أصحاب البيان للنتائج الكارثية التي سجلها الحزب الذي فقد رئاسة بلدية بسكرة والمجلس الولائي وكبريات البلديات بسبب كما قالوا ''المجازر'' التي عرفتها عملية إعداد القوائم، إضافة إلى خروجه منهزما في انتخابات مجلس الأمة. وحمل هؤلاء مسؤولية هذا التراجع إلى المحافظ والبرلماني السابق، رشيد شنيني، الذي برأيهم تحول مطلب رحيله قاسما مشتركا لجميع الأفالانيين. ودعا المحتجون في بيانهم القيادة المركزية إلى التحرك وتعيين قيادة أخرى في مستوى الحزب العتيد تحسبا للاستحقاقات القادمة. كما تجمهر، أمس، عشرات المناضلين أمام وداخل محافظة الأفالان بسكيكدة، مطالبين برحيل أمين المحافظة الذي يتهمونه، في بيان وزع على الصحافة، بجملة من النقاط، من بينها الانفراد بالتسيير، وضرب عرض الحائط بالتعليمات الصادرة عن القيادة وتجاهل القانون السياسي والنظام الداخلي، وغموض كلي في التسيير المالي وتهميش وإقصاء إطارات، مطالبين برحيل أمين المحافظة وتزكيتهم لعضو المحافظة عبد الحميد بن النية. أمين المحافظة من جهته صرح ل''الخبر'' بأن الأختام التي يحملها البيان مزورة، وأنه رفع شكوى لدى الشرطة، متهما البعض بتكسير أقفال مقر المحافظة، مضيفا بأن الذين تجمهروا داخل المقر هم ليسوا مناضلين في الحزب بل طلبة جامعيون وأشخاص أوتي بهم من خارج الحزب، وهذا خدمة للمصلحة الخاصة على حساب الحزب.