إعانة من الاتحاد الأوروبي لترميم المدينة تساءل الخبير في علم الاثار الاستاذ عبد الرحمن خليفة من جامعة الجزائر في مداخلته التي القاها، نهار أول أمس، في الملتقى الثامن لجمعية أصدقاء ميلة الذي احتضنه متحف المجاهد وحضره المنتسبون للجمعية وسكان المدينة بالإضافة لطلبة معاهد التاريخ والآثار والهندسة المعمارية لجامعتي سطيف وقسنطينة عن غياب الوعي والاهتمام عند المسؤولين وحتى المواطنين الجزائريين بتراثهم وكنوزهم التاريخية والأثرية التي لا يعملون على التعريف بها بل والحفاظ عليها ضاربا المثل بالمجاهد الراحل ابو المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوالصوف الذي استرخصت في المنزل الذي ولد وترعرع فيه داخل سور مدينة ميلة القديمة فلم تثبت على جداره لوحة رخامية صغيرة تبين وتبرز لزوار المدينة العتيقة والمارين بجنب المنزل بان هذا الاخير احتضن وضم بين جدرانه في مرحلة معينة من تاريخه أحد مفجري ثورة التحرير الكبرى، في المقابل ضرب المثل بسكان مدينة فيينا الذين تراهم يفتخرون بأبطالهم ومعالمهم فيسارعون إلى تعليق الألواح و الجداريات على الأزقة والشوارع لمجرد أن فلان أو علان مر من هناك. ذات المتحدث كشف بالمناسبة بأن مدينة ميلة تدخل ضمن مجموعة 12 مدينة جزائرية التي منح الاتحاد الاوروبي اعانة مالية لوزارة الثقافة تقدر بسبعة ملايين اورو للقيام بعدة عمليات منها ما يتعلق بتكوين المختصين وتأطيرهم أو لترميم المعالم والمدن الاثرية والحفاظ عليها و المدن المعنية بالإعانة هي الجزائر العاصمة، تلمسان، عين تموشنت، سعيدة، الشلف، مسيلة، باتنة، عنابة، سكيكدة، بجاية، و خنشلة داعيا الجمعيات والمواطنين إلى الاهتمام أكثر بتراثهم وان يكونوا قوة اقتراح وأن لا يجعلوا المدن التاريخية القديمة مثل ميلة منطقة عبور لطالبي السكن الاجتماعي أو مطمعا للمرقين العقاريين الامر الذي يجعله عرضة باستمرار للهدم والتخريب . رئيس جمعية اصدقاء ميلة البروفسور سقني عبد العزيز أبدى تفاؤله بتواجد ميلة القديمة ضمن كوكبة المدن المستهدفة بالحماية والترميم والتثمين حيث أن الورشة المنتظر فتحها بها ستدوم بين أربع الى خمس سنوات مشيرا إلى أن مخطط المدينة الدائم شرع مكتب الدراسات المختص المعين في الاشتغال عليه منذ شهر فيفري الماضي وكذلك فان أحد مطالب الجمعية وهو مشروع مركز توثيق هو الان قيد التجسيد حيث تجرى حاليا الاشغال بمشروع مركز الوثائق داخل حرم مقر الولاية ليكون جاهزا قريبا لأجل هذا تمت دعوة أحد المختصين في مجال التوثيق للطبعة الثامنة من الملتقى ويتعلق الأمر بالأستاذ محمد الصالح نابتي الذي تناول الموضوع وأفاد الحضور لاسيما في جانب الوثيقة التاريخية والقطعة الاثرية وأهميتهما في الحفاظ على هوية الجهة أو المنطقة . الطبعة الثامنة من الملتقى لم تغفل الحديث عن التاريخ حيث تم تناول اثنتين من الحقبتين التاريخيتين اللتين مرت بهما مدينة ميلة ونعني بهما الحقبة الرومانية والعثمانية حيث شدد المحاضرون على أهمية ودور مدينة ميلة في هاتين الحقبتين مثلما تمت الاشارة إلى ضرورة ان تحافظ المدينة اليوم على طابعها المعماري وكنوزها التاريخية وكذلك أن تبقي على الحرف والصناعات التقليدية اللتين كانت تتميز بهما وقد اوضح الاستاذ عيبش بأن الملكية الخاصة لمنازل المدن التاريخية تتجاوز القانون الموجود حاليا وتحول في الكثير من الحالات من تطبيقه ميدانيا وهي صعوبة أخرى تضاف لمجمل المصاعب التي تعرفها المدن التاريخية القديمة وتغير من نمط الحياة بها.