دعا باحثون يوم الخميس بميلة إلى إيلاء مزيد من العناية و الاهتمام بالكنوز التاريخية و الأثرية التي تتوفر عليها منطقة ميلة والجزائر برمتها " حفاظا على تاريخ البلاد و تثمينا له". وأكد يوسف عيبش أستاذ التاريخ بجامعة فرحات عباس (سطيف) خلال أشغال الملتقى السابع حول "تاريخ ميلة القديمة" الذي تنظمه سنويا جمعية أصدقاء ميلة العتيقة "الأهمية التاريخية و الأثرية التي تكتسيها هذه المدينة متعددة الحضارات. ويشرف الدكتور عيبش منذ فترة على مشروع بحث جامعي أكاديمي بعنوان "العمارة والتعمير في ميلة القديمة " إذ سيتناول شتى جوانب هذه الحاضرة التي تكرس -كما قال- "مبدأ الاستمرارية الحضارية". وأبرز عرض قدمه من جهته الأستاذ نبيل بوعويرة عضو نفس مشروع البحث المتعدد التخصصات بأن المدينة القديمة تعاني من عدة مظاهر تلف لمعالمها الأثرية نظرا لعدد من العوامل الناجمة كما أضاف عن أعمال الهدم و التخريب و ضعف الصيانة و عدم الجدية في تطبيق قوانين الحماية و كذا ترميمات غير مدروسة مثلما كان عليه الأمر بالمعلم الأثري لسيدي غانم الذي يذكر مؤرخون بأن مؤسسه هو الصحابي أبو المهاجر دينار . ويكون هذا الصحابي الجليل حسب مؤرخين قد أقام بميلة مدة حولين كاملين متخذا منها مركزا للإشعاع الإسلامي أواخر القرن السادس وهو طرح تصر على تأكيده الأستاذة بوبة مجاني رئيسة مخبر الدراسات الإسلامية بجامعة منتوري قسنطينة مشيرة بالمناسبة إلى ما جاء في كتاب "التاريخ" الذي ألفه خليفة بن خياط البصري عن أقامة أبو المهاجر بميلة مدة سنتين و ذلك نقلا عن قاضي مصري معروف باسم ابن نزيعة المصري. ومن جهته أكد الأستاذ عبد الرحمان خليفة وهو باحث في الآثار بأن هذه الرواية لم يأت على ذكرها الكثير من المؤرخين مضيفا بأن " التاريخ يجب أن ينبني على معالم و شواهد أثرية تدعمه". ودعا نفس الأكاديمي إلى فتح المعالم التاريخية و الأثرية الوطنية أمام الباحثين و فرق البحث المختلفة الوطنية منها و الأجنبية " قبل فوات الأوان". أما مدير الثقافة محمد زتيلي فتطرق من جهته إلى الجهود المبذولة من طرف قطاعه لإعادة الاعتبار للتراث و آثار الولاية خاصة من خلال التحضير للمخطط الدائم للحفظ بميلة القديمة و انطلاقة دراسة ترميم معلم قصر الآغا بفرجيوة (ميلة) . و من جهته أشار الدكتور عبد العزيز سقني رئيس جمعية اصدقاء ميلة القديمة إلى أن هذه الأخيرة تحتاج تضافر جهود الجميع من سلطات و مجتمع مدني و باحثين من أجل تثمين هذا التراث و المحافظة عليه.