كانت كاتبة انطوائية مولعة بنجمة كاتب ياسين و بأشعاره قال الروائي أمين الزاوي للنصر أنه كان له حظ الالتقاء بيمينة مشاكرة و التحاور معها مرتين أو ثلاث، تعرف فيها عن كثب على شخصيتها الأدبية ككاتبة شفافة جدا قابلة للانكسار في أي لحظة فأدرك أن قوتها تكمن في هذه الشفافية. حيث حدثنا عن هذه اللقاءات التي جمعتهما و عن معرفته الشخصية بها، و خاصة من الجانب الأدبي قائلا أنه رغم أنها لم تنشر سوى روايتي " المغارة المتفجرة " و " آريس" لكن كتاباتها القليلة هذه كان لها أثر بالغ على المشهد الأدبي الجزائري بعد الاستقلال، و رغم أنها لم تكن تحظ بحضور إعلامي كبير لأن الإعلام حسبه ظلمها كثيرا و لأنها أيضا انطوائية بطبعها، إلا أن روايتيها و كتاباتها كانت موضوع العديد من المذكرات و الأطروحات الجامعية في العديد من أقسام اللغة الفرنسية أو الترجمة عبر مختلف جامعات الجزائر خاصة روايتها " المغارة المتفجرة ". و أشاد أيضا بشاعريتها الكبيرة حتى في كتابتها النثرية "المتفجرة" حسب كاتب ياسين الذي كتب تقديم باكورتها الأولى " المغارة المتفجرة " و قال عنها أنها " امرأة من بارود " لأنها عرفت كيف تفجر الواقع في كتاباتها و استطاعت العودة إلى موضوع الثورة و الشخصيات الثائرة التي تتنقل بين الجزائر و تونس. حسب الزاوي فإن أغلب شخصياتها الروائية تشبهها في هشاشتها و قابلة للهوس و الجنون لأن الحرب الظالمة التي عاشوها لا تترك إنسانا سويا فهي حرب ضد سيكولوجية الفرد الذي يجد نفسه في مواجهة عدوان طاغ و موت بشع. أما أكثر ما يميز جوانب شخصيتها الأخرى فهي خجلها و هشاشتها كامرأة كتومة لا تتكلم كثيرا لأنها تنتمي إلى العالم الشعري أكثر من الواقعي، كما قال الزاوي، مضيفا أن من يحاورها يشعر بأنها مصابة بألم داخلي عميق لا يسمح لها بمواجهة الواقع إلا من خلال شاعريتها التي علمتها الاختصار و الاقتصاد في الكلمات، و عكس الكثير من الكتاب الآخرين فهي جد منطوية و تخشى مواجهة العالم الخارجي مباشرة. أمين الزاوي عاد بذاكرته للقاءات القليلة التي جمعته بالكاتبة التي كانت دائما تصر أنها شاعرة تنتمي إلى قبيلة الشعراء أكثر من الروائيين. فقد كانت قارئة كبيرة للشعر و من شعرائها المفضلين الشاعر الفرنسي روني شار حسب ما أخبرته، أما من الكتاب الجزائريين فقد كانت من أشد المعجبين بكاتب ياسين الذي كانت تعشق شعره بجنون بدء من ديوانه الأول " مناجاة ". و أسرت له بأنها كانت تعيد قراءة رواية "نجمة" مرة كل سنة لدرجة أن من يقرأ روايتها الأولى يجد الكثير من نقاط التقاطع بينهما، لأنها نص مركب لا يسلم نفسه للفهم بسهولة. و قد كان هذا الإعجاب الأدبي بينها و بين كاتب ياسين متبادلا فهو الآخر كان يحب كثيرا كتاباتها و يحترم شخصيتها الأدبية كما قال أمين الزاوي : " لو كانت هناك سلالات أدبية فسأصنف يمينة مشاكرة في سلالة كاتب ياسين الأدبية ". و أشار في الأخير على أنه على اتصال دائم بأفراد عائلتها و يعرف أنها كانت تكتب كثيرا في الفترة الأخيرة من حياتها و لديها العديد من المخطوطات التي لم تر النور. أمينة.ج