تلميذات في المتوسط و الثانوي يسقطن في أوحال الانحراف و جرائم ال"بورتابل" ما يناهز ال 35 بالمائة من الأحداث الجانحين، بنات مراهقات و أغلبهن تلميذات لا يتجاوزن ال 16 أو ال 17 ربيعا يدرسن في الطور المتوسط أو الثانوي، ينتمين لأسر مستقرة متوسطة الحال أو ميسورة، ، و سقطن في غفلة عن أوليائهن و أساتذتهن في قبضة الانحلال الأخلاقي الانحراف بمختلف أشكاله من سرقة و تعاطي المخدرات و المتاجرة بها و الضرب و الجرح العمدي بالسلاح الأبيض إلى الفرار من البيت و الدعارة و تداول الأفلام الخليعة. واقع مر دفع المختصين العاملين بمصلحة الملاحظة و التربية بالوسط المفتوح "سويمو"، التابعة لمديرية التضامن و النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة إلى دق ناقوس الخطر و دعوة الآباء و الأمهات إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء فلذات أكبادهم و المساهمة الفعالة في إنقاذهم من شتى المخاطر المحدقة بهم منددين بالاستعمال اللأخلاقي و الاجرامي للهواتف النقالة في حالات كثيرة. تغير خصائص الفتيات الجانحات و الأولياء في قفص الاتهام المكلف بالإعلام و الاتصال بالمؤسسة أوضح في لقاء ب "النصر"، بأن الدوافع المعروفة و المتداولة قبل سنوات بمجتمعنا من فقر أو طلاق و تفكك أسري أو رسوب في الدراسة لم تعد تقود لوحدها إلى جنوح الأحداث و تعرضهم لمختلف الأخطار المعنوية و الأخلاقية كما أن الظاهرة لم تعد تقتصر على الذكور القصر المقيمين بأحياء شعبية فقيرة، فقد سجلت المصلحة تزايدا مخيفا في أعداد الفتيات الجانحات اللائي صدرت في حقهن أوامر قضائية ليتم التكفل بهن من طرف طاقمها المتخصص إلى غاية إعادة إدماجهن مجددا في الوسط المدرسي و المجتمع. الملفت أكثر أن أغلبهن تتراوح أعمارهن بين 16 و 17 عاما من العمر متمدرسات و ينتمين لأسر مستقرة ماديا و اجتماعيا و آباءهن و أمهاتهن تربطهم أواصر الزواج و لديهن إخوة و أخوات و يقمن بمختلف أحياء و بلديات قسنطينة. و العديد من المخالفات و الجرائم المسجلة تقترف داخل المؤسسات التعليمية أو بتواطؤ أو تورط الزملاء و الزميلات . نتائج التحقيقات الاجتماعية التي يجريها أعضاء طاقم المصلحة بينت بأن الغالبية العظمى من شكاوى المواطنين حول اختطاف و اختفاء بناتهن القصر تتعلق في الواقع بحالات فرار من بيت الأسرة رفقة الأصدقاء. و رصدت التأثير المدمر للقنوات التليفزيونية التي تنمو كالطحالب و الشبكة العنكبوتية و رفاق السوء و غياب الوازع الديني و الأخلاقي و استقالة الأولياء من مسؤولياتهم إزاء فلذات أكبادهم، ضمن مقدمة الأسباب المؤدية إلى انتشار الظاهرة . و شدد المربي المتخصص الرئيسي محمد الأمين رحايلية من جهة أخرى، بأن الجانحات القاصرات اللائي يشرف على متابعة وضعيتهن و التكفل بهن في وسطهن الأسري يعمدن إلى استعمال الحيل و الأكاذيب لإخفاء ما يرتكبن من أخطاء أو خطايا عن أهل تعودوا على عدم محاورتهن و الاهتمام بانشغالاتهن و بالتالي ما خفي من مخاطر أعظم مما يتم رصده في أغلب الأحيان لكن المربيين و المساعدين الاجتماعيين و النفسانيين بالمصلحة يبذلون قصارى جهدهم للكشف عن المستور و فك العديد من الألغاز التي ارتبطت ببعض الحالات و باستعمال الهواتف النقالة أسوأ استعمال و هدفهم المشترك إنقاذ هذه الفئة الهشة من الضياع دون إثارة فضائح قدر الامكان. ذاكرة الهاتف تكشف فصول "العشق الممنوع" "إيناس" التي أطلقنا عليها هذا الإسم مجازا هي تلميذة في ال 16 من عمرها تدرس بإحدى المؤسسات التعليمية بقسنطينة تنتمي لعائلة مستقرة و متوسطة الحال، لكن حياتها انقلبت رأسا على عقب منذ أن تعرفت على نجار شاب في ال 22 من عمره.فقد كانت تلتقي به خلسة و تستمتع بكلامه المعسول و وعوده المغرية و تتصور نفسها بطلة لمسلسل تركي أو مكسيكي ملتهب بالعواطف الجياشة و بالطبع هو الفارس و البطل الوسيم .و استسلمت أكثر فأكثر لأحلام و أوهام المراهقة عندما رافقته عدة مرات إلى كوخ يملكه أحد أقاربه بضواحي المدينة .و في أحد الأيام شاهدهما أحد الجيران و بادر بإبلاغ رجال الدرك الوطني و تمت مداهمة المكان و ضبط الثنائي في وضعية خليعة و لدى حجز هاتف إيناس النقال، اتضح بأنه مليء بالصور المخلة بالحياء و الأفلام الخليعة التي استنبطت منها فصول قصتها مع النجار. و تمت متابعته فورا بتحويل قاصر و تحريضها على الفسق و فساد الأخلاق و أودع الحبس.أما الفتاة فأنكرت كل ما حدث و قالت بحضور والدها و والدتها اللذين لم يتحملا هول الصدمة بأنها لا تعرف شيئا عن الأفلام الخليعة و ربما كانت ملكا لصديقتها التي أعطتها الذاكرة الالكترونية لهاتفها النقال. ندى تضيف تهمة أخرى لصديقها المسجون بصور ال"بورتابل" جذب انتباه قاضي تحقيق منظر فتاة حزينة تجلس مطولا برواق المحكمة و بالضبط قرب القاعة التي يتم فيها التحقيق مع متهم موقوف بتهمة محاولة القتل العمدي في ال 35من عمره من ذوي السوابق القضائية.و بعد أن طال جلوسها خرج القاضي و نظر إليها مليا ثم سألها عن عمرها لأن ملامحها تدل بأنها لا تزال قاصرا ، فتنبهت للأمر و قالت له بأنها في ال19 من عمره فحجز هاتفها النقال و عندما اتصلت أمها طلب منها الحضور و معها الدفتر العائلي لاستلامها.و سرعان ما تبين بأن فتاة الرواق، و اسمها المفترض "ندى"، تلميذة في ال 17 من عمرها تقريبا تدرس في المرحلة الثانوية تنتمي لأسرة متوسطة الحال و كانت تربطها علاقة غرامية سرية و طويلة بجارها المتهم الذي تربطه علاقات وطيدة بوالدها و إخوتها . و عندما فتش القاضي مجددا الهاتف النقال الذي كان بحوزة صديقها الموقوف، تأكد بأن الصور التي توجد به التقطت لها في وضعيات خليعة و بذيئة جدا .و هكذا وجهت له تهمة أخرى وهي إبعاد قاصر و تحريضها على الفسق و فساد الأخلاق. شيماء تدعي إصابتها بمس من الجن اضطر أب لرفع شكوى لدى المصالح المعنية ،بعد مرور 24 ساعة من اختفاء ابنته "شيماء" ذات ال16 ربيعا وهي تلميذة بالرابعة متوسط ، مؤكدا بأنها خطفت بعد خروجها على الساعة الخامسة من المتوسطة التي تدرس بها و بأنه سأل زميلاتها و أساتذتها و كافة الجيران و الأقارب دون أن يعثر عليها . و شدد بأن ابنته معروفة بالتزامها الديني و الأخلاقي و سيرتها الحسنة و تفوقها في دراستها.و بعد ساعات طويلة من الانتظار و الخوف و الدموع و الألم عادت الفتاة إلى المنزل و كأن شيئا لم يكن . و ردت بسرعة على تساؤلات أفراد عائلتها المتلهفين بخصوص اختفائها قائلة:"خرجت من المتوسطة و شرعت كالعادة في عبور جسر سيدي مسيد في طريقي إلى البيت ،فشعرت بالدوار و أغمي علي فجأة و عندما استرجعت وعيي وجدت نفسي في منزل غريب و أمامي رجل ملتح تبدو عليه علامات الطيبة و الوقار و معه زوجته و أبناؤه.و بعد أن قام بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم شعرت ببعض التحسن فعرض علي الرقية الشرعية لأنني كما أكد أعاني من العين و الحسد و مس الجن فوافقت و رافقني هو وزوجته إلى منزلنا". والدا "شيماء" شكرا الزوجين و صدقا بأن ابنتهما "مسكونة"و رددا بنية خالصة:"مسلمين مكتفين "و سحبا الشكوى فورا فعادت للدراسة و اواصلت حياتها المريحة. و بينت التحقيقات بأن مظاهر التدين و الالتزام لم تمنع الفتاة من إنشاء علاقة عاطفية مع زميلها بالمتوسطة أمين.و في أحد الأيام اتفقا بعد انتهاء توقيت الدراسة على التنزه معا و مرت الدقائق و الساعات بسرعة في خضم تبادل الأحاديث و الأحاسيس و بدأ الظلام يسدل ستائره على المدينة. و قرر الثنائي البحث عن حيلة لتبرير ما حدث، لأن الفتاة لم تتعود على التأخر عن مواعيدها اليومية.و لم يجد أمين حلا أفضل من اصطحابها إلى منزل عمته القريب و قضت ليلتها هناك. عنف و ضرب و تجارة بالمخدرات من يدعي بأن ترسانة الاجراءات السارية المفعول جعلت مؤسساتنا التعليمية في منأى من العنف فليزر طاقم مصلحة الملاحظة و التربية في الوسط المفتوح الذي يتكفل بالأحداث الجانحين داخل مؤسسات إعادة التربية و في وسطهم الأسري و الاجتماعي . من بين الحالات التي عالجها نشوب شجار عنيف بين تلميذتين في ال 16 من عمرهما داخل إحدى المتوسطات، بسبب شاب مخادع تعتقد كل منهما أنه يحبها و وفي لها و النتيجة رشق إحداهما الأخرى بمرآة، فأصابت شظاياها وجهها بجروح خطيرة و تشوهات .كما سجلت حالات لتلميذات من نفس العمر يحترفن سرقة الهواتف النقالة ثم يكلفن زميلاتهن ببيعها و حالات أخرى لتلميذات يستغلهن شبان في سن الرشد في بيع و ترويج المؤثرات العقلية و قطع "الشيرة" مقابل لحظات مهربة من مسلسلات و أفلام أو مواقع إنترنيت. إلهام.ط