عودة سريعة لوفاق تبسة إلى قسم ما بين الرابطات استطلاع: صالح فرطاس انتزع فريق وفاق تبسة إحدى تأشيرات الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، بعد تتويجه بلقب بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة عن جدارة و استحقاق، في إنجاز كان منتظرا على اعتبار أن الوفاق كان قد دخل المنافسة في ثوب أكبر مرشح لاعتلاء منصة التتويج، بحكم خبرته الطويلة في القسم الأعلى، فضلا عن تسطير إدارته الصعود كهدف رئيسي، و بالتالي تمرير الاسفنجة بسرعة البرق على نكسة الموسم قبل الماضي، حيث أجبر على توديع بطولة ما بين الرابطات في آخر محطة من المشوار. هذا و لم يكن سقوط الفريق من المجموعة الشرقية لبطولة ما بين الجهات كافيا لضرب استقرار الوفاق من الناحية الإدارية، لأن الرئيس بلقاسم عيادي أصر على ضرورة مواصلة مهامه، مع تسطير الخروج السريع من غياهب الأقسام الجهوية كهدف رئيسي للموسم، رغم أن أسرة الوفاق التبسي ظلت متشبثة بأمل اللعب في قسم ما بين الرابطات، بعدما راجت أخبار عن إمكانية تعديل نظام المنافسة، حيث استقدمت مجموعة من اللاعبين، بغرض خوض مغامرة جديدة في القسم الأعلى، إلا أن تمسك المكتب الفيدرالي بقراره القاضي الاحتفاظ بنفس صيغة المنافسة، وضع وفاق تبسة أمام الأمر الواقع، باللعب في الجهوي الأول لرابطة عنابة، حيث دخل السباق كأبرز مرشح للظفر بأولى تأشيرات الصعود، بالنظر إلى خبرة عناصره و ثراء تعداده بلاعبين محنكين في هذا القسم، فضلا عن توفره على كل ظروف التألق، سيما بعد التخلص من مشكل أرضية الميدان الذي كان طيلة المواسم الفارطة بمثابة أكبر هاجس للفرق التبسية، لأن تغطية أرضية مركب 04 مارس بالعشب الإصطناعي من الجيل الخامس بدلا من العشب الطبيعي فك هذه العقدة، لتنطلق بعدها رحلة البحث عن ورقة الصعود بثلاثة إنتصارات متتالية، اعتبرها المتتبعون إنذارا من الوفاق لباقي فرق المجموعة، رغم أن الأمور ظلت غامضة بتواجد فرق راودها نفس الطموح، كشباب هيليوبوليس، نجم القالة، أولمبي قلعة بوصبع، جيل سيدي سالم و أولمبي الونزة، و هو ما أبقى الصراع قائما على أشده على مدار النصف الأول من المشوار، حيث إحتفظ الفريق التبسي بصدارة الترتيب منذ الجولة السادسة، غير أنه تقاسمها في بعض المرات مع فرق أخرى من كوكبة الملاحقة، من دون أن يتنازل عنها، مما مكنه من إحراز اللقب الشتوي بفارق 3 خطوات عن الوصيف نجم القالة. للإشارة فقد تعقدت أمور وفاق تبسة نسبيا في بداية مرحلة العودة، لأن انهزامه في البسباس على يد النجم المحلي فتح باب الطموحات أمام باقي المنافسين لخطف الريادة، سيما و أن تشكيلة المدرب شاشوي لم تكن قوية بعيدا عن تبسة، بدليل أنها إكتفت في أغلب سفرياتها بالتعادل، مقابل تلقيها هزيمتين فقط في القالة و البسباس، لكن قوة الفريق كان في عقر الديار، لأنه قهر جميع ضيوفه و بطريقة إستثنائية، مادامت لغة الأرقام تؤكد بان وفاق تبسة لم يتلق أي هدف في ملعبه طيلة 15 مباراة، كما أنه لم يتنازل عن أية نقطة، الأمر الذي جعله يحصد كامل الزاد، و لو أن منعرج الصعود كان عند إستقباله لثنائي المطاردة نجم القالة و شباب هيليوبوليس، حيث أن هذا الثنائي خرج من تبسة بنفس الفاتورة، بثلاثية نظيفة، لتتضح الرؤية أكثر عقب نجاح الوفاق في فك العقدة التي كانت تلازمه خارج الديار، بعد نجاحه في العودة بإنتصار عريض من الونزة، عبد الطريق إلى منصة التتويج. و لعل ما جعل المتتبعين يجمعون على أن صعود وفاق تبسة كان منطقيا سياسة العمل التي إنتهجتها إدارته، لأن اسرة الفريق أصرت على ضرورة لعب ورقة الصعود، بعدما إستخلصت العبر و الدروس من تجربتها القاسية في قسم ما بين الرابطات، حيث تم تدعيم التعداد بكثير من العناصر أمثال الحارس كحل الراس من شباب هيليوبوليس، المهاجم عولمي صديق من أولمبي بوخضرة، و المدافع الواعر نذير و كذا عبد العزيز وليد، مع الإحتفاظ بركائز التشكيلة في صورة القائد سفيان معلم و المدافع المحوري شارف، إضافة إلى الهداف حدايدي و علي نورة، في الوقت الذي تمت فيه المراهنة منذ الجولة الأولى على 4 عناصر من صنف الأواسط، من بينهم الظهير اليسر بوخضرة عيسى الذي كان في أغلب المباريات أساسيا، و كذا المهاجم المتألق ساحلي شكري، لأن وفاق تبسة يبقى يراهن دوما على التكوين و العمل القاعدي. و بلغة الأرقام فإن نقطة قوة وفاق تبسة تمكن في صلابته داخل الديار، لأنه أحرز 45 نقطة في تبسة، مقابل نجاحه في العودة ب 5 إنتصارات من خارج القواعد، ثلاثة منها كان بعد ترسيم الصعود، بينما كانت حصيلته النهائية 8 تعادلات خارج تبسة، لكن ذلك لم يمنع الوفاق من تأكيد سيطرته على جميع الأصعدة، بدليل أنه إنتزع لقب أقوى خط هجوم، بوصوله في 71 مناسبة إلى شباك المنافسين، كما أنه يمتلك أقوى خط دفاع، على إعتبار أن حارسه كحل الراس رمزي لم يتلق سوى 14 هدفا، كلها كانت خارج الديار، و هي أرقام لم تكن كافية لتشكيلة المدرب شاشوي لترسيم الصعود سوى قبل ثلاث جولات من نهاية المشوار، لن السباق ظل متواصلا على أشده، بسبب المطاردة اللصيقة لكل من نجم القالة و شباب هيليوبوليس، لأن الفارق عن اقرب المطاردين لم يكن يتجاوز 5 نقاط، ليتم بعدها الإطمئنان نهائيا على اللقب في الجولة ما قبل الخيرة، عند قصف الضيف إتحاد سدراتة بسداسية نظيفة، و لو أن هذا الإنجاز لم يمنع وفاق تبسة من إطلاق بارود شرفي، بإنهاء المشوار بفوز شكلي في سوق أهراس. من جهة أخرى فقد كان موسم الوفاق التبسي ناجحا في الأصناف الصغرى، لأن تشكيلة الأواسط نجحت في تحقيق إنجاز تاريخي للكرة التبسية ببلوغها المربع الذهبي لمنافسة كاس الجمهورية، قبل الإقصاء على يد جمعية وهران، و هو نفس الفريق الذي وصل إلى نصف نهائي دورة " البلاي أوف " و أقصي أمام الملعب السطايفي، لأن أواسط وفاق تبسة توجوا أيضا بلقب البطولة الجهوية لرابطة عنابة، حالهم حال الأصاغر الذين نشطوا نهائي الدورة الجهوية لتحديد البطل و إنهزموا أمام نظرائهم من إتحاد عنابة، بينما أنهى الأشبال المنافسة في المركز الثاني خلف بطل المجموعة وفاق سوق أهراس، و هي نتائج تجسد نجاح سياسة التكوين المنتهجة من طرف الطاقم المسير للنادي، لأن الرئيس بلقاسم عيادي أكد بأنه سيعطي الأولوية للعناصر الشابة الموسم القادم، لأن الهدف لن يتعدى حدود السعي لضمان البقاء. قالوا عن الصعود عبد الوهاب شاشوي (مدرب الفريق) لم أشك لحظة في قدرة الوفاق على تحقيق الصعود "ما يمكن قوله أن صعودنا إلى قسم ما بين الرابطات كان ثمرة العمل الجاد الذي قمنا به طيلة موسم كامل، لأن فريقنا كان مرشحا منذ البداية للظفر بورقة اللقب، و قد سطرنا هذا الهدف قبل إنطلاق المنافسة، رغم أن الجميع كان يعتقد بأن سقوط الفريق قد يجعله يمر بفترة إستثنائية، إلا أن اسرة النادي أصرت على إستعادة مكانتها في القسم الأعلى، الأمر الذي كان بمثابة سلاح ذو حدين بالنسبة لنا، لأن الوفاق كان مستهدفا من طرف جميع الفرق، و التي كان مسعاها الإطاحة بالرائد، لكن ذلك زاد تشكيلتنا إصرارا على رفع التحدي، و قد تجسد ذلك في رد فعل اللاعبين في المباريات الهامة و المصيرية ضد كل من هيليوبوليس و القالة، لأننا كنا نمتلك مجموعة منسجمة و متكاملة تعمل بجدية من أجل تحقيق هدف واحد، و كسب ثقة الطاقمين الفني و الإداري في مرحلة العودة كان كافيا للمحافظة على الريادة، و المهمة لم تكن سهلة أمام فرق قوية، و لو أنني لم اشك لحظة واحدة في مدى قدرة الوفاق على التتويج باللقب". سفيان معلم ( قائد الفريق) الصعود أنساني نكسة السقوط التي كانت قبل سنة "الأكيد أن فرحة الصعود تكون أغلى ما يمكن أن نقدمه للأنصار الأوفياء و كذا الطاقم المسير، لأنني أتذكر جيدا صور خيبة الأمل التي أنهينا بها الموسم قبل الماضي، لما سقط الفريق إلى الجهوي، لكن بسلاح الإرادة و العزيمة نجحنا في إعادة الوفاق إلى مكانته، و الأمر لم يكن سهلا، لأن المنافسة كانت قوية، و جهوي عنابة يضم فرقا قوية، كما أن تواجدنا في الريادة في أغلب الجولات جعلنا مستهدفين من جميع المنافسين، بدليل أننا فشلنا في اغلب مباريات الذهاب من الفوز خارج تبسة، حتى أمام فرق تحتل مؤخرة الترتيب، لأننا كنا نخشى الهزائم، إلا أننا أظهرنا مستوانا الحقيقي في اللقاءات الحاسمة، و بالتالي فغن صعودنا كان مستحقا، و نأمل أن يكون مشوارنا أفضل في بطولة ما بين الجهات ". بلقاسم عيادي (رئيس النادي) عودتنا السريعة دليل على نجاح سياسة التكوين "الحقيقة أن صعود الوفاق إلى قسم ما بين الرابطات كان بمثابة الإنجاز الذي جعلني أنسى بسرعة نكسة السقوط، لأننا لم نكن نستحق اللعب في الجهوي، لكننا ذهبنا ضحية نشاط الكواليس، و بالتالي فإنني أعتبر الصعود كرد فعل إيجابي من اسرة الفريق، لأنه ليس من السهل المحافظة على الإستقرار بعد المرحلة الصعبة التي مر بها النادي، و قد سطرنا لهذا السبب الصعود السريع كهدف على المدى القصير، خاصة و أن السلطات المحلية قدمت يد المساعدة للطاقم المسير، خاصة البلدية، الولاية و مديرية الشباب و الرياضة، و لو أن بحثنا عن الخروج من القسم الجهوي لم يدفعنا إلى التغيير من سياستنا المنتهجة في العمل، و المبنية أساسا على التكوين و الإهتمام بالأصناف الشبانية، حيث كان تأهل أواسطنا إلى نصف النهائي دليل قاطع على أن وفاق تبسة من المدارس الكروية التي تعتمد على التكوين، و هو مكسب لا بد أن نستثمر فيه، حيث أنني شخصيا قررت منح الفرصة للعناصر الشابة من أبناء الفريق الموسم القادم، و الإستقدامات من خارج تبسة لن تكون إلا في حالات نادرة و إستثنائية". عيسى بوخضرة ( مدافع من الأواسط) تتويجي المزدوج زاد من طموحاتي في إطالة مشواري الكروي "مما لا شك فيه أن المساهمة في صعود الفريق تبقى أغلى ذكرى في مشواري الكروي، لأنه ليس من السهل إدماج عنصر من صنف الأواسط في تشكيلة تلعب أدوارا طلائعية في البطولة، لكننا حظينا بثقة الطاقم الفني منذ إنطلاق التحضيرات، و إندمجنا بسرعة مع المجموعة، إلى درجة أنني نسيت إطلاقا بأنني من صنف الأواسط، بحكم أنني حظيت بدعم معنوي كبير من باقي الزملاء، كوننا شكلنا مجموعة منسجمة و متكاملة، بذلت قصارى الجهود من أجل تحقيق هدف الصعود، كما أن مشواري مع الأواسط كان متميزا، بعد نجاحنا في التأهل على نصف النهائي لمنافسة كاس الجمهورية، و قد حلمنا بتنشيط النهائي و إهداء الولاية أول لقب وطني، لكننا إصطدمنا بقوة جمعية وهران، و بالتالي فإنني أعتبر الإنجاز المزدوج الذي حققته هذا الموسم بمثابة مؤشر إيجابي يحفزني على المثابرة و العمل بجدية على أمل الظفر بعقد إحترافي في أحد أكبر الأندية الجزائرية، لأن حلمي هو اللعب في الرابطة المحترفة الأولى"، رمزي كحل الراس (حارس المرمى) فرحت بالصعود و تمنيت التحاق البوليس بالركب "صدقوني إذا قلت بأنني وجدت نفسي أقضي موسما إستثنائيا، لأن إلتحاقي بوفاق تبسة في الصائفة الماضية كان بنية اللعب في قسم ما بين الرابطات، إلا أن ترسيم سقوط الفريق دحرجنا إلى الجهوي الأول و اللعب في فوج يضم فريق شباب هيليوبوليس الذي تربيت فيه، بعدما قضيت مواسم طويلة في حراسة مرماه، و من باب الصدف أن وفاق تبسة و " البوليس " كان من بين أطراف معادلة الصعود، و قد تمنيت صعود الفريقين معا إلى ما بين الرابطات، لكن الميدان منح فريقي الحالي الأفضلية إلى جانب نجم القالة، رغم أن الجميع يعترف بأننا كنا القوى في البطولة، و قد جسدنا ذلك بعدم تلقينا أي هدف في جميع المباريات التي أجريناها بتبسة، و سر ذلك يكمن في تلاحكم التشكيلة، لأننا لا نفرض أية ضغوطات خارجية على ضيوفنا، و قوتنا الميدانية كانت واضحة للجميع، و أملي أن ينجح شباب هيليوبوليس في تحقيق الصعود الموسم القادم". عبد الرزاق حدايدي (هداف الفريق) تصدري لائحة الهدافين كان بفضل مجهودات كل المجموعة "هذا الصعود كان منتظرا بالنسبة لنا، لأننا كنا قد سطرنا هدفنا قبل إنطلاق البطولة، و إصرارنا على رفع التحدي زاد من عزيمتنا على تخطي جميع العقبات، لأننا كنا على دراية مسبقة بان المهمة لن تكون سهلة، و قد مر الوفاق بفترة مماثلة قبل ثلاث سنوات، و بالتالي يمكن القول بان هذا الإنجاز كان نتيجة سلاح الإرادة، حيث أننا كنا القوى على جميع الأصعدة، و تشكيلتنا كانت ثرية، حيث أن الغيابات المسجلة في بعض الأحيان لم يكن لها تأثير كبير على المردود الجماعي، و مع ذلك فإنني كنت أسعى إلى إستغلال أكبر عدد من الفرص المتاحة لتسجيل الهداف، ليس من أجل التتويج بلقب هداف الفريق، و إنما للمساهمة في صنع إنتصارات الوفاق، و تصدري لائحة الهدافين كان ثمرة مجهودات جماعية من باقي الزملاء، لأن هذه التجربة الناجحة جعلتنا اسرة واحدة".