ميلاد حزب إخواني جديد بالجزائر عقدت حركة البناء الوطني التي تضم قيادات وإطارات سابقة من حركة حمس و التغيير مؤتمرها الأول بالعاصمة بحضور وفود حزبية وطنية و أجنبية، وتزامن تاريخ تنظيم المؤتمر الذي يحمل شعار "على نهج الشيخين" مع مرور الذكري العاشرة لوفاة مؤسس حمس الشيخ محفوظ نحناح. و اعتبر رئيس الحركة مصطفى بلمهدي في افتتاح الأشغال أمس الجمعة الحزب الجديد بأنه إضافة إيجابية للحياة السياسية الوطنية ومنبرا للخيرين من أبناء الوطن وهي استمرار لمشروع ومنهج الشيخ محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني يضع حماية وحدة الجزائر من الانقسام والتهديدات هدفا له وابرز أن الأوان لتخرج الجزائر من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية والديمقراطية الحقيقية النابعة من قيمنا والتداول على السلطة لتعود السيادة للشعب، بالتوارث الآمن السلس. و قدم نائب رئيس حركة البناء الوطني نصر سالم شريف المؤتمر على انه "فضاء للتربية والتكوين والتدريب، موضحا أنه سيكون فرصة للإصلاح والتغيير والبناء. كما يعد فضاء للحوار والمنافسة العلمية والسياسية لبلورة مشروع الإقلاع الحضاري، و مجال لتعميق روابط التآلف والتأخي بين أبناء الحركة، وهو أيضا مجالسة مباشرة للعلماء والمفكرين من أجل الاستفادة من علمهم وفكرهم ، ومناقشة القضايا الكبرى للأمة كي تتلاقح الأفكار وتتبلور الرؤى. ليلخص كلامه بمقولة الشيخ البشير الإبراهيمي :" لمن أعيش؟ ....للإسلام وللجزائر" وهذه هي حركة البناء الوطني. و تدخل ممثلون لتيار الإخوان المسلمين عن الأردن و مصر و ليبيا وفلسطين والمغرب، دعوا فيها لنجاح الحدث، كما حضر ممثل عن حركة النهضة باسم تكتل الجزائر الخضراء و جبهة العدالة والتنمية فيما غاب ممثلو حركة حمس و التغيير ، الذين يعارضون فكرة إنشاء حزب جديد يزاحمهم الوعاء السياسي و الانتخابي. وتحدث في المؤتمر الطاهر بن بعيبش نيابة عن "مجموعة 14 " داعيا لإحياء المرجعيات وتجديد الآمال و أبرز لخضر بن خلاف جبهة العدالة والتنمية تدهور حال الأمة كأنها في عنق الزجاجة. وأشار القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم إلى أن الجزائر عاشت مرحلة صعبة وقف في وجه تحدياتها الشيخ محفوظ نحناح، حيث كانت له نظرة بعيدة عن الأنانية الحزبية بل انتصر للوطن للألوان الثلاث: الأبيض ، الأحمروالأخضر. و أرسل وزير الشباب والرياضة ممثلا له للمشاركة في المؤتمر، حيث شدد على أن الأمن الاجتماعي من أهم قضايا الساعة، وتمنى بمناسبة المؤتمر فتح المجال أمام الشباب وشدد في هذا الخصوص على أن الوزارة تدعم كل المبادرات التي تساهم في البناء. وابرز ممثل التكتل الأخضر يزيد بن عائشة أن الأمن الاجتماعي يأتي على أعلى سلم حقوق الإنسان ، وهو مطلب تاريخي من " جمهورية أفلاطون"، إلى مدينة الفارابي الفاضلة ونهاية بالعقل الاجتماعي لفيلسوف جون جاك روسو، والأمن الاجتماعي يبدأ بسلم المرء مع نفسه ثم يأتي السلم الاجتماعي واقيم على هامش المؤتمر معرض حول الشيخ نحناح ، ويتبع بندوة دولية بالموازاة مع مؤتمر مشترك لحركتي حمس و التغيير لنفس الغرض. وينظر قياديون من حركة حمس و التغيير إلى ميلاد حركة البناء و التغيير بأنه انتكاسة لجهود توحيد فرقاء حمس السابقين تحت مظلة واحدة. في حين يعتقد متتبعون لشان الحركة الإسلامية أن الحزب الجديد يترجم تشرذم تيار الاخوان المسلمين في الجزائر في غياب مرجعية له وطغيان الطموحات الشخصية على حساب القيم المؤسسة لها.ويرى الحزب الجديد نفسه وريثا شرعيا لأفكار الراحل محفوظ نحناح، و حامل لمشروعه السياسي. ووفق مصادر من المنظمين فان المؤتمر، يهدف أساسا للتعريف بالحزب الجديد و التأقلم مع أحكام قانون الأحزاب السياسية، الذي يلزم الاحزب الجديدة بعقد مؤتمراتها في ظرف سنة بعد الحصول على رخصة من وزارة الداخلية، و أمام الوزارة مهلة و من شهرين لاعتماد التشكيلة السياسية الجديدة.