عائلات تغير عطلتها الصيفية إلى شهر سبتمبر شهد منتصف شهر سبتمبر الجاري إقبالا كبيرا على السفر من أجل السياحة و الاستجمام بالنسبة للمواطنين الذين لم يتمكنوا من قضاء عطلتهم المعتادة في فصل الصيف ، الذي عرف هذه السنة مواعيد هامة و حاسمة غيرت الكثير من برامجهم ، وعلى رأسها بطولة كأس العالم التي أخرت انطلاق موسم الاصطياف ، وشهر رمضان المبارك الذي تربع على أهم فترة مفضلة لعطلة الصيف بالنسبة للعديد من الأسر حيث أكدت الكثير من الوكالات السياحية في ولاية قسنطينة أن الإقبال على الحجوزات لتونس و تركيا و المغرب عادت بقوة، مباشرة بعد شهر رمضان في الأيام الأولى من العيد ، و قالت أنها تلقت معظم الطلبات من قبل عائلات ليس لديها أطفال متمدرسين أو من الزيجات الحديثة،والذين فضلوا برمجة عطلتهم السنوية في فصل الخريف بعد انقضاء موسم الاصطياف الذي تعرف فيه الفنادق عادة ازدحاما كبيرا و ارتفاعا في الأسعار . و أشارت بعض الوكالات السياحية التي تجري حجوزات الفنادق لزبائنها الراغبين في السفر لتونس لقضاء العطلة ،انه لم يتبق في اليوم الثالث من العيد أي غرف شاغرة في الفنادق التونسية التي يتعاملون معها. انخفاض الأسعار وراء إقبال متوسطي الدخل على السفر في سبتمبر يفضل الكثير من الموظفين ذوي الدخل المتوسط تأجيل عطلهم السنوية إلى غاية فصل الخريف ، و ذلك بسبب الانخفاض المحسوس الذي تعرفه أسعار حجوزات الفنادق في تونس ، و الذي يصل حسب ما قاله السيد جمال عميرة المسئول عن الحجوزات في "وكالة نوميديا للسفر" إلى 20 بالمائة بالمقارنة مع أسعار فصل الصيف. و من بين الأسباب الأخرى لهذا الإقبال النسبي على السفر في فترة الدخول المدرسي و الاجتماعي، هي تجنب الاكتظاظ الكبير الذي عرفه شهر جويلية، الشهر الوحيد الذي اختصر موسم الصيف لهذه السنة ، حيث يشير السيد عميرة أن الكثير من زبائن الوكالة قاموا بحجوزاتهم لشهر سبتمبر في بداية الصيف ، عندما تعذر عليهم الذهاب في جويلية ، بسبب امتلاء كل الفنادق أو عدم تمكنهم من أخذ إجازة . و هو ما قاله لنا زوج إلتقيناه في أحد الوكالات رفقة زوجته و الذي أتى لأخذ تذاكر سفره إلى تركيا : " أنا و زوجتي نعمل معا في شركة عمومية و قد تعذر علينا أخذ إجازتنا معا في نفس التوقيت ، ففضلنا تأجيل العطلة إلى ما بعد شهر رمضان ، حتى يعود باقي الموظفين من عطلهم و يتسنى لنا الخروج سويا في إجازة قررنا قضاءها لأول مرة في تركيا رفقة ابننا الصغير ذو الأربع سنوات". و رغم الانخفاض المحسوس الذي عرفته الأسعار في مختلف الوكالات ، تبقى الأسعار مرتفعة بعض الشيء ، خاصة بالنسبة لبعض البلدان الأكثر طلبا كتركيا و المغرب ، حيث تبلغ كلفة السفر لتركيا مثلا بالنسبة لعائلة صغيرة من أربعة أفراد ما يقارب الأربعين مليون سنتيم ، ما يجعل أغلب الزبائن يفضلون السفر إلى تونس الذي تبلغ كلفة الأسبوع فيه تقريبا النصف . حيث عملت معظم الفنادق التونسية حسب السيد زكريا بن لهزيل العامل في الوكالة السياحية "قالكسي فواياج"على التخفيض في أسعارها لإنقاذ آخر الموسم ، " خاصة بعد أن فشلت الفنادق التونسية في استثمار برنامجها السياحي الجزائري الخاص بشهر رمضان ، و الذي لم ينجح في استقطاب السواح الجزائريين خلال شهر الصيام. إذ يؤكد السيد زكريا أن أحد زبائن الوكالة الذي سافر إلى تونس في أول أيام رمضان لم يستطع البقاء بها ، وإكمال مدة حجزه و عاد للوطن مباشرة في اليوم الموالي ، لأنه كما أخبرهم لم يستطعم الصيام بعيدا عن عادات بلاده التي لا غنى عنها في هذا الشهر الفضيل، رغم ما اجتهدت فيه الفنادق من تحضير مختلف الأطباق الجزائرية على الإفطار و السحور ، و تنظيم السهرات الفلكلورية و الفنية الجزائرية مؤكدا "أن الجزائريين لا يحتملون الابتعاد عن الوطن في شهر رمضان". و من جهة أخرى أكد السيد صلاي محمد الهادي من وكالة "نوبا للأسفار" أن تونس بهذا البرنامج السياحي الخاص بشهر رمضان استطاعت أن تقلص من خسائرها في شهر أوت ، رغم انه لم ينجح كما كان مرجوا له. و هو يتوقع أن يلقى هذا البرنامج السنة المقبلة إقبالا أكبر من طرف الجزائريين الذين لم يستسغ أغلبيتهم فكرة تمضية رمضان في تونس. بينما شهدت الحدود التونسية إقبالا كبيرا في أيام العيد، حيث اختار العديد من المواطنين تمضية هذه المناسبة فوق أراضيها، مستغلين ارتفاع درجة الحرارة التي ميزت تلك الفترة، للاستجمام و الاستمتاع بالبحر قبل العودة للمدارس و للعمل. و ذكر السيد حمزة مدير وكالة "نوبة للأسفار" من جهته أن فكرة السفر و الاستجمام لدى الكثير من الجزائريين لم تعد تقتصر على فصل الصيف، حيث أصبح الكثير من الزبائن يتفطنون لفكرة السفر في باقي الفصول الأخرى كالخريف و الربيع. و أشار إلى أن وكالته تقترح برنامج جولات سياحية في جنوب الوطن ، يزور فيها الزبائن العديد من المدن كبسكرة وغرداية وتمنراست و غيرها من المناطق ، و الذي ستشرع وكالتهم في تنظيمها طيلة السنة و إلى غاية موسم الصيف المقبل . و في الوقت الذي تسارع فيه الكثير من العائلات الجزائرية لاغتنام آخر أيام السنة المعتدلة الجو للذهاب في عطلة ،حتى و لو كان ذلك بالنسبة للبعض منهم على حساب تمدرس أبنائهم اللذين يتغيبون بأعذار طبية في الأسبوع الأول من الدخول المدرسي حسب ما أشار له السيد زكريا بن لهزيل ، بدأ العديد من الزبائن الشباب يستفسرون عن عروض رأس السنة في تونس .