أغلب العائلات الجزائرية تفضل برمجة عطلتها السنوية في فصل الصيف للترويح عن نفسها واستعادة نشاطها. اقتربت "النهار" من بعض العائلات الجزائرية لمعرفة كيف وأين تقضي عطلتها الصيفية. وأول عائلة اتصلنا بها كانت عائلة "محمد.ف" التي تتكون من ثلاثة أطفال، ومن خلال احتكاكنا بهذه العائلة أكد لنا رب الأسرة "محمد"، 49 سنة، أنه يفضل برمجة عطلته السنوية وزوجته في شهر أوت، بما أن العمل يصبح قليلا بالمقارنة بالأشهر الأخرى من السنة، كما أن أطفاله يكونون في عطلة. وحسبه، فإن الإجازة الصيفية تقترن بالسفر سواء داخل أو خارج البلاد. ويقول إنه تعوّد وعائلته كل سنة على السفر خارج الجزائر العاصمة باتجاه المناطق الساحلية كبجاية وجيجل، وقام في العام الماضي بزيارة تونس الشقيقة، نظرا لما تقدمه من خدمات سياحية وبتكاليف أقل مقارنة بالجزائر، وخاصة إذا ما أراد قضاء عطلته في نزل. أما الزوجة وهي أستاذة بثانوية فراحت تشاطر رأي زوجها، وترى بأن السفر فرصة للاستفادة من الوقت وعدم تضييعه، فيما إذا بقيت في المنزل فإنه يضيع في السهر أمام التلفزيون والنوم ساعات كثيرة، وبذلك يمل الأطفال من هذه الإجازة، لأن السفر يدفع الشخص الى استثمار الوقت في الاستكشاف والتمتع بالمناظر الخلابة، فلا تضيع أية دقيقة دونما استغلال. وكشفت لنا أنهم يرتبون هذه السنة حقائبهم للسفر إلى تركيا، خاصة وأن الأطفال أرادوا ذلك بعد متابعتهم للمسلسلات التركية "نور" و"سنوات الضياع" وتأثرهم بالثقافة التركية، كما أن هذا البلد قام بعدة تخفيضات كبيرة تحفز على السفر إليه مقارنة بالسنوات الماضية. والملفت للانتباه أنه أثناء سؤالنا مجموعة من المحامين عن كيفية قضائهم لعطلة الصيف، وجدنا أن هناك محامين كثر يفضلون عدم قضاء عطلتهم السنوية في الصيف لسد الفراغ الذي يتركه زملاؤهم الذين هم في عطلة، وهي حسب بعضهم فرصة ذهبية لربح الأموال أكثر، حيث أكد المحامي "صالح.خ" أنه سيكون في الصيف "مشغولا جدا"، فمدة 3 أشهر كافية جدا لجمع المال من أجل تغطية مصاريف الشتاء. أما البعض الآخر فيفضلون برمجة عطلتهم في فصل الصيف لأنهم لا يطيقون فكرة الاشتغال فيه، وكذا قضاءها خارج البلاد كفرنسا وأمريكا، ويبررون توجههم إلى الخارج بتغيير الأجواء، لذا ليس لديهم من حل سوى السفر إلى خارج البلاد للترفيه عن النفس.