الوساطة الجزائرية بين مصر و إثيوبيا واردة عقد اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية بعد رمضان بالقاهرة اتفق وزيرا خارجية الجزائر ومصر، مراد مدلسي وكامل عمرو أول أمس بالجزائر على عقد قمة اللجنة الثنائية العليا المشتركة بعد شهر رمضان مباشرة في القاهرة، وأكدا وجود إرادة قوية لدى الطرفين لتوسيع التعاون الثنائي إلى كل المجالات، كما شددا على ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة التي يتخبط فيها الشعب السوري في أقرب وقت. كما بحث الطرفان أيضا الأزمة القائمة بين مصر و اثيوبيا حول مياه النيل. وأوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العلاقات الجزائرية- المصرية ايجابية ولا تسمح إلا بالايجابيات، وقال في الندوة الصحفية التي نشطها رفقة نظيره المصري كامل عمرو مساء أول أمس الخميس بالعاصمة، أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي ستنعقد بعد شهر رمضان المبارك مباشرة بالقاهرة ستخرج ببرامج طموحة وقابلة للتنفيذ تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيوسياسية المسجلة في البلدين، وأن هناك تلاقيا وتلاحما أكبر بين البلدين ليس فقط في ملاعب كرة القدم بل في كل المجالات. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري كامل عمرو أن الجزائر ومصر دولتان محوريتان وهناك تنسيق كامل بينهما، وتوجد مسائل متعددة تتطلب هذا النوع من التنسيق، وهو لا يصب فقط في مصلحة البلدين و إنما في مصلحة العالم العربي برمته، مشيرا إلى أن اللقاءات التي جمعه وستجمعه بمسؤولين جزائريين ستنظر في حجم ما تحقق مند عقد اللجنة العليا المشتركة في 2008 والتحضير للدورة المقبلة بالقاهرة. وقال أن العلاقات بين البلدين واسعة وعلى المسؤولين القيام بواجبهم في هذا المجال. و عبّر مدلسي عن وجود إرادة قوية بين كل الفاعلين في البلدين لتوسيع التعاون إلى مجالات أخرى ليس فقط في الغاز والبترول إنما إلى قطاعات اقتصادية واجتماعية، مشيرا أن هذا التعاون ملموس اليوم من طرف شعبي البلدين. وفيما يتعلق بالملف السوري، أكد مراد مدلسي أن مواقف البلدين مما يعانيه الشعب السوري متطابقة، عدا ربما في عدم وجود سفير مصري في دمشق، وذكّر بهذا الخصوص أن الجزائر ومصر كانتا من أوائل الحاملين لمشعل الحل السياسي مند بداية الأزمة، وقد كانتا ممثلتين في اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، وقد تنقلت هذه اللجنة إلى دمشق والتقت الرئيس بشار الأسد، ومنذ ذلك الوقت لم يدخر أي منهما جهدا من أجل حل مرضٍ يعيد سوريا إلى مقامها بين العرب وفي العالم. وعن لقائه الأخير مع وزير الخارجية الروسي بموسكو، أوضح مدلسي أن هذا الأخير يبذل جهودا كبيرة من أجل تجسيد فكرة جنيف 2 على أرض الواقع، و قال " فهمت من لقائي معه أن هذا الجهد وهذه الإرادة لا تزال ولو أنه ليس من السهل تحضير مؤتمر بهذا الحجم في هذا الوقت". أما وزير الخارجية المصري، فقد أكد أن موقف بلاده من الأزمة السورية كان واضحا منذ البداية وهو إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب السوري وإلى جانب الحل السياسي لأن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار. و اعتبر جنيف 2 الفرصة الأخيرة لإخراج الشعب السوري من محنته، مشيدا في ذات الوقت بالجهود الكبيرة التي يبذلها المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في هذا الشأن. و رفض وزيرنا للشؤون الخارجية الحديث عن احتمال قيام الجزائر بوساطة بين مصر وإثيوبيا على خلفية الصراع حول مياه النيل، خاصة إذا علمنا أن وزير الخارجية الإثيوبي سيحل هو الآخر ببلادنا غدا الأحد، لكن كامل عمرو اعتبر القضية جد حيوية بالنسبة لمصر. محمد عدنان