إفطار جماعي في منتصف النهار بساحة الزيتونة في تيزي وزو شهدت ولاية تيزي وزو أمس حادثة فريدة من نوعها في الجزائر، بإقدام عشرات الأفراد على إفطار علني بساحة الزيتونة العمومية الواقعة بمحاذاة مقر مديرية الأمن الولائي، عملية الافطار التي يقول المبادرون بها أنها احتجاج على تدخل السلطات في حرياتهم الفردية بعد توقيف شاب أفطر علنا في منطقة ثيفري بتيقزيرت، جرت في أجواء هادئة ودون تدخل لمصالح الأمن التي راقبت الوضع عن بعد. عملية التجمع في الساحة المذكورة بدأت في حدود الساعة الحادية عشر صباحا رغم ارتفاع درجة الحرارة حيث تم تسجيل قدوم أشخاص من عدة مناطق لا سيما من بلدية إيلولة أومالو مسقط رأس المغني فرحات مهني الذي أطرت حركته الانفصالية العملية واعتلى ممثلها منصة الخطابة فيها وكذا تيقزيرت وعزازقة، وعند منصف النهار أقدم العشرات من المتجمعين على الافطار بتناول عصائر ومياه معدنية و "ساندويتشات". وشاركت في التجمع عدة فئات من الكهول والشيوخ والشباب إلى جانب الفنان القبائلي زداك مولود و بوعزيز آيت شبيب رئيس "الماك". وسجلنا توافد عشرات الفضوليين على الساحة ، وفي الوقت الذي عبر البعض عن انزعاجهم من الانتهاك العلني لحرمة رمضان، خصوصا وان المنطقة معروفة بطابعها المحافظ، أبدى البعض عدم اكتراثهم واعتبروا ما قام به المفطرون حرية فردية. ولم تسجل أية حادثة في ساحة الاحتجاج، حيث لوحظ تواجد لرجال أمن بالزي المدني اكتفوا بمراقبة الوضع من بعيد دون تدخل. وقد تدخل خلال التجمع بوعزيز آيت شبيب قيادي في حركة الماك الانفصالية معتبرا الاحتجاج دعوة إلى احترام الحقوق الفردية ورفضا لما اسماه بمحاكم التفتيش. ولوحظ بعين المكان ان اغلبية المؤطرين والحضور من الحركة المذكورة. وبعد نحو ساعة من بداية التجمع غادر المحتجون في هدوء، ودون أي تدخل لمصالح الأمن كما توقع مراقبون واعلاميون هرعوا باكرا إلى ساحة الزيتونة. يذكر أن وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله كان استبق هذا الاحتجاج بتصريحات صحفية أكد فيها ان دستور البلاد يحترم الحريات الفردية وادرج الافطار العلني ضمن المساس بالآداب العامة داعيا المفطرين إلى التستر من باب إذا أبتليتم فأستتروا. كما دعا المجتمع على توعية المفطرين.