250 عائلة ببوخضرة تطالب بالاستفادة من مشاريع سكنية تنجز في حيها طالبت نحو 250 عائلة تقطن في سكنات قصديرية و هشة بحي بوخضرة التابع إداريا لبلدية البوني بضرورة التدخل الفوري للسلطات المحلية لولاية عنابة من أجل مراعاة الظروف الإجتماعية القاهرة التي تعيش فيها، و بالتالي إتخاذ إجراءات ميدانية تدفع بمسؤولي دائرة البوني إلى إدراج العائلات المنكوبة ضمن قوائم المستفيدين من سكنات اجتماعية إيجارية في إطار الحصة التي سيتم الإفراج عنها خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية،لأن العائلات المعنية أكدت بأنها الأجدر بالترحيل إلى سكنات تم إنجازها في نفس الحي الذي كابدت فيه ويلات المعاناة لفترة طويلة، مادامت عشرات العائلات تبقى تعاني في سكنات قصديرية لا تختلف كثيرا عن المحتشدات الإستعمارية منذ أزيد من نصف قرن. و أشار ممثلون عن العائلات المنكوبة بحي بوخضرة في مراسلة وجهوها أمس إلى والي عنابة أن البيوت التي يقيمون فيها عبارة عن ملاجئ جماعية كانوا قد إتخذوها كمقرات للإقامة بسبب تفاقم أزمة السكن، لأنهم كانوا يترقبون الإستفادة من عمليات ترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة، بحكم أن ضاحية بوخضرة تحولت في السنوات الفارطة إلى منطقة للتوسع العمراني، بإنجاز ما لا يقل عن 12 ألف وحدة سكنية، لكن المخطط الذي سطرته السلطات الولائية كان يقضي بتوجيه حصة الأسد من هذه المشاريع لتجسيد برنامج القضاء على السكن الهش و الفوضوي ببلدية عنابة، خاصة أحياء لاكولون، " البلاص دارم " و برمة الغاز، و هو ما إعتبره سكان بوخضرة إجحافا في حقهم، مادامت معاناتهم مع السكن ظلت متواصلة إلى إشعار آخر، و البيوت الجماعية التي يقطنونها تفتقر إلى أدنى شروط و متطلبات الحياة الكريمة، ناهيك عن التلوث الكبير في محيط هذا الحي، الذي يبقى مرتعا للجرذان، و الحشرات الضارة، و الثعابين التي تصنع " ديكورا " يوميا لأفراد العائلات، و ما ينجر عن ذلك من أمراض، خاصة و أن أزقة الحي تعرف إنتشارا كبيرا للبرك و المستنقعات المائية، التي تنبعث منها روائح كريهة. هذا و قد إستغلت العائلات المعنية فرصة توجيه مراسلة إلى السلطات المحلية للمطالبة بتخصيص حصة من القائمة التي تعتزم مصالح دائرة البوني الإفراج عنها خلال الأسابيع القليلة القادمة، على غرار ما تم العمل به على مستوى منتجع " لاصاص " بسيدي سالم، سيما و أن السكان أبدوا إستعدادا كبيرا للتصدي لكل المتخصصين في البزنسة بالسكنات الفوضوية عند برمجة عمليات الترحيل، و ذلك بتجسيد برنامج البلدية الرامي إلى الهدم الفوري لكل منزل هش بمجرد حصول قاطنيه على قرار الإستفادة، لأن هذه الظاهرة كانت سببا في تزايد عدد طالبي السكن على مستوى هذه الضاحية. من جهة أخرى فقد أطلق المشتكون صفارات الإنذار بخصوص الظروف التي يعيشون فيها، لأن معاناتهم متعددة الأوجه، إنطلاقا من مشكل انعدام الكهرباء مرورا بعدم التزود بالماء الشروب، لأن حنفيات منازلهم غالبا ما تسيل بمياه ملوثة، و غير صالحة للإستهلاك ، جراء إختلاطها بمياه الصرف، بسبب فوضى شبكة المياه القذرة، و لو أن هذه المعاناة تبلغ ذروتها مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، لأن أسقف المنازل تصبح عرضة للإنهيار بسبب تساقط الأمطار، كما أنها لا تكفي لتوفير الحماية لأفراد العائلات، و هي الوضعية التي جعلت السكان يؤكدون بأنهم يعيشون ظروفا قاهرة، مادامت التوصيلات الكهربائية العشوائية تبقى تهدد حياتهم، كون الأسلاك الكهربائية تتوسط كل الشوارع و الأزقة، فضلا عن الكارثة الوبائية التي تهدد السكان، جراء إنتشار برك المياه القذرة و إختلاطها بشبكة التزود بالماء الشروب ، و عليه فقد حاولت العائلات المعنية لفت إنتباه السلطات المحلية عشية الإفراج عن حصة جديدة موجهة إلى حي بوخضرة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش و الفوضوي . من الجهة المقابلة فقد أكد مصدر من دائرة البوني ل " النصر " بأن حي بوخضرة يبقى من أكبر التجمعات السكنية بولاية عنابة، و إنتشار البيوت القصديرية فيه صعب من مهمة السلطات المحلية في تجسيد برنامج تخليص هذا الحي نهائيا من القصدير، رغم أن هذه الضاحية تنال حصتها في كل القوائم المفرج عنها، و العملية القادمة ستكون وفق نفس النظام، شريطة أن تكون العائلات المستفيدة مدرجة في إحصاء 2008، كون الإشكال أصبح مطروحا مع عائلات لم يتم إحصاؤها، و مع ذلك فإنها تطالب بالترحيل الفوري من القصدير.