سكان القصدير يحتجون أمام دائرة البوني للمطالبة بالترحيل شهدت بلدية البوني أمس حركة إحتجاجية قام بها العشرات من سكان الأحياء الفوضوية، خاصة التجمع السكني جمعة حسين و حي خالد بن الوليد، و الذين طالبوا السلطات المحلية لولاية عنابة بضرورة التدخل الفوري و إتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بإدراجهم ضمن قوائم العائلات المعنية بالترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة ضمن الدفعة القادمة من حصة دائرة البوني في إطار برنامج القضاء على السكن الهش. المحتجون تجمعوا أمام البوابة الرئيسية لمقر الدائرة، و ألحوا على ضرورة الحصول على ضمانات و تعهدات كتابية من مسؤولي الدائرة تقضي بإستفادتهم من سكنات جديدة في أقرب الآجال. المحتجون أكدوا بأن مصالح دائرة البوني كانت قد وعدت في بداية السنة الجارية بتخصيص حصة من برنامج القضاء على السكن الفوضوي لحي جمعة حسين، لكن هذه الوعود لم تجد حسبهم طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، لأن الجهات المعنية لم تقم باي إجراء ميداني من شأنه أن يكشف عن شروع الدائرة في دراسة الملفات المطروحة على طاولتها منذ نحو ثلاث سنوات. الأمر الذي دفعهم إلى القيام بحركة إحتجاجية أمام مقر الدائرة للتعبير عن تذمرهم من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، خاصة و أن فصل الصيف على الأبواب، و المعاناة تبلغ ذروتها، على إعتبار أن العائلات تقطن بيوتا قصديرية تشكل خطرا على حياة السكان في موسم الحر، بصرف النظر عن الوجه الآخر من المعاناة، لأن حي جمعة حسين الفوضوي يعتبر من المناطق التي تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة، و أكوام الأوساخ و القاذورات تحاصر السكنات، و لا وجود فيه لشبكة الصرف الصحي، مما جعل العائلات المحتجة تطالب بضرورة الحصول على تعهدات كتابية من رئيس الدائرة للترحيل في أقرب الآجال. إلى ذلك فإن وحدات الأمن عززت من تواجدها في محيط مقري بلدية و دائرة البوني تحسبا لأي إنزلاق في الأوضاع، رغم أن الإحتجاج كان سلميا برفع شعارات تطالب بالترحيل الفوري بعد معاناة مع القصدير، من دون تسجيل اية تجاوزات أو أحداث عنف و تخريب، و لو أن الحركة الإحتجاجية أخذت بعدا مغايرا بعدما قررت 12 عائلة الإعتكاف على مقربة من البوابة الرئيسية لمقر الدائرة، تسعة منها تقيم بحي جمعة حسين و ثلاثة من حي خالد بن الوليد، مع التلويح بالدخول في إضراب عن الطعام للمطالبة بتحرك السلطات المحلية و ترحيلها إلى سكنات إجتماعية جديدة، لأن بلدية البوني شهدت خلال السنوات الثلاثة الفارطة إنجاز ما لا يقل عن 5000 وحدة سكنية ذات طابع إجتماعي إيجاري، أغلبيتها بالقطب الحضري الجديد بمنطقة بوخضرة. بالموازاة مع ذلك أكد مسؤولو دائرة البوني بأن مخطط محاربة السكن الفوضوي و الهش لا يزال ساري المفعول وفق خارطة الطريق التي رسمتها السلطات المحلية بالولاية، و أن عملية الترحيل تتم على دفعات، و تمس بالأساس العائلات التي شملها الإحصاء الذي قامت به لجان الدائرة قبل سنة 2008، لأن الإشكال القائم حاليا على مستوى بعض الأحياء يمكن في عدم إدراج العائلات المحتجة ضمن القوائم الأولية للمستفيدين من السكن، كونها لم تكن معنية بالإحصاء، و العديد من السكنات القصديرية و الهشة بحي جمعة حسين تم بيعها لأشخاص آخرين إستغلوها للمطالبة بالترحيل في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، بعدما كان مالكوها الأصليين قد إستفادوا من عملية ترحيل في سنوات سابقة، و هي التلاعبات التي كانت محل تحقيقات معمقة من طرف الجهات الأمنية بالتنسيق مع لجان الدائرة، قبل ان يتقرر هدم كل سكن فوضوي مباشرة بعد عملية الترحيل. ص / فرطاس