ما حدث في برج باجي مختار نزاع قبلي محض والدولة متحكمة في الوضع المتورطون سيعاقبون من طرف العدالة أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأول أن الدولة لن تتسامح مع الذين يسعون لضرب استقرار وأمن البلاد، وأن الجزائر التي حققت نتائج جد مرضية في مكافحة جميع أشكال الارهاب لديها من القوة ما يمكنها من ردع أولئك الذين يستهدفون أمن وسلامة البلاد . وقال سلال: "ما تسمعونه في تيزي وزو والبويرة لا يدهشنا وقد قلتها مؤخرا اننا نمتلك قوة نستعملها في الحفاظ على استقرار بلادنا ومواطنينا". مجددا موقف الجزائر من الاوضاع المتأزمة في دول الجوار المبنية على الدعوة الى الخير وعدم التدخل في شؤون الغير. الوزير الاول ولدى تطرقه على عجل للأحداث التي تشهدها مدينة برج باجي مختار أشار الى أن النزاع هو بين قبيلة وقبيلة "وليس له انعكاس آخر إلا الانعكاس القبلي المحض " والدولة واقفة ومتحكمة في الوضع" مضيفا "كل من سولت لهم انفسهم أن يتعدوا او قاموا بجرائم سيعاقبون من طرف العدالة الجزائرية وفقا للقوانين المعمول بها". وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي قال الوزير الأول أن الحكومة أعطت كلمة شرف لرئيس الجمهورية من أجل مواصلة العمل بصفة دائمة ومستمرة لتجسيد البرنامج الرئاسي والذي تعهدت به أمام البرلمان وتجنيد جميع الامكانيات اللازمة لإنجازه وما الزيارات الميدانية الى ولايات الوطن ومنها المسيلة التي تفقد بها اول أمس عديد المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي على أن تليها زيارة ولاية النعامة الأسبوع الجاري ،مشيرا في نفس الصدد الى ما تطرقت اليه الحكومة في اجتماعها الأخير يوم الأربعاء الماضي من ملفات أهمها دراسة المخطط الخماسي القادم 2015 -2019 والذي تم التركيز فيه على الجانب الصناعي.عبد المالك سلال تحدث بلغة فيها الكثير من التفاؤل حول ما يجب أن يأخذه القطاع الصناعي في الجزائر من أبعاد المشاركة في المدخول الوطني الذي أكد أنه لا يتجاوز في الوقت الحالي 4,5 بالمائة وهذا كان نتيجة حسبه للأوضاع التي عاشتها البلاد خلال التسعينات من القرن الماضي من غلق للمصانع واحالة العمال على البطالة حيث تم اتخاذ قرار سياسي حكومي، استشرافي لدفع عجلة التنمية الصناعية بعد ان بدأت ملامح التحرك نحو هذا المسعى الاستراتيجي الذي" نطمح من خلاله الى تحقيق زيادة ب10 بالمائة خلال المخطط الخماسي القادم" مضيفا أنه من شأن هذا البرنامج استرجاع صناعتنا تدريجيا بالموازاة مع القفزة الهامة التي حققها القطاع الفلاحي في السنوات الأخيرة وبلوغ الاكتفاء الذاتي في انتاج الخضر والفواكه. واختصر الوزير الأول الطريق لطمأنة الجزائريين على الوضع الاقتصادي للبلاد الذي يعتمد على البترول الذي قال أن هناك من يعتبره نقمة علينا لكننا في وضع مختلف نعتبره يساعدنا على تطوير البلاد مضيفا بالقول بانه ليس هو رأس المال الوحيد في ظل توفر الجزائر على امكانيات طبيعية وبشرية هامة يمكن من خلال تطويرها الاطمئنان على مستقبل الوطن خصوصا في الجانب السياحي حيث أوضح هنا ان الوقت قد حان لاستغلال ما تكتنزه البلاد من أشياء أصبح لابد حسبه تبليغها للعالم من خلال السواح الأجانب.وأشار في هذا الصدد الى أن الحكومة لديها رغبة كبيرة في احياء القطاع السياحي من حيث الرفع من قدرات الاستقبال التي لا تتجاوز في الوقت الراهن 85 ألف سرير بمعدل 1100 فندق أقل من 50 بالمائة منها تقدم مستوى خدماتي مقبول ورغم اعترافه بالتأخر الذي يعرفه تطوير القطاع وحالة الانغلاق على النفس التي تعيشها البلاد في هذا المجال أوضح الوزير الأول أن فتح قطاع السمعي البصري يعتبر خطوة ايجابية في مسار الانفتاح على العالم حيث لم يعد مقبولا يضيف أن نستمر في الانغلاق على أنفسنا. وفيما تعلق بالاجتماع المرتقب بين الحكومة ومختلف الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين مطلع شهر سبتمبر المقبل كشف سلال عن الخطوط العريضة لهذا اللقاء ومن ضمنها تحديدا الاستفادة من أفضل الطرق التي تكون مفيدة لخلق الثروة في الجزائر مشيرا الى ان هذا امر لابد منه ان نحن أردنا حقيقة تغيير النظرة الاقتصادية حيث ألغى في نفس الوقت جميع الأفكار التي تفيد بدعم الشركات العمومية الوطنية ماليا وانما تكون هذه المساعدة والدعم غير مباشر توازيا مع مساعدة القطاع الخاص على الاستمرار والنمو والتطور. فارس قريشي في مشاريع أعلن عنها الوزير الأول أول أمس انطلاق انجاز سد أمجدل العام القادم وتحويلات لأربعين مليون متر مكعب من سطيف والبرج أعلن الوزير الاول عبد الملك سلال نهاية الأسبوع عن انطلاق انجاز مشروع سد أمجدل جنوبالمسيلة مع حلول العام القادم بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من الدراسة في غضون الشهرين المقبلين، مؤكدا على ضرورة استغلال المياه السطحية من خلال انجاز أكبر عدد من الحواجز المائية تفاديا لضياعها بعد أن عرفت المياه الجوفية بالولاية انخفاضا خطيرا في السنوات الأخيرة نتيجة حالة الجفاف التي ضربت المنطقة.الوزير الأول وخلال اللقاء الموسع مع ممثلي المجتمع المدني بقاعة المحاضرات بجامعة المسيلة الذي استمع خلاله لانشغالات ومطالب سكان الولاية والمنتخبين المحليين وعرض للنقائص قدمه والي المسيلة أعلن عن استفادة الولاية من برنامج استدراكي يشمل قطاعات الري، الفلاحة السكن الريفي وهنا كشف عن منح 2000 وحدة سكنية جديدة وانجاز ازدواجية الطريق الوطني 08 الرابط بين عين الحجل والمسيلة وانجاز الطريق الوطني 46 على مسافة 57 كلم بالإضافة 100 كلم من الطرق الولائية ونفقين أرضيين لتسهيل حركة السير بوسط مدينتي بوسعادة وبعاصمة الولاية.كما تضمن البرنامج المعلن عنه من قبل عبد المالك سلال على حماية 7 مدن من الفيضانات بغلاف مالي يقدر ب500 مليون دج وانشاء 5 مناطق صناعية جديدة مع تهيئة واعادة تأهيل 4 مناطق صناعية قديمة الى جانب 100 كلم من الكهرباء الفلاحية وملعب بسعة 15 ألف متفرج ببوسعادة وكذا قصر للثقافة بعاصمة الولاية ،هذا بالإضافة الى معهد فلاحي لتكوين الفلاحين ببوسعادة والذي سيتم برمجته لاحقا بعد التنسيق بين وزارتي الفلاحة والتكوين المهني بالنظر لعدة اعتبارات ميدانية أهمها دعم منطقة المعذر الفلاحية التي تحولت في السنوات الاخيرة الى قطب فلاحي بإمكانها تمويل جميع ولايات الوطن بالمنتوجات الفلاحية.وقبل هذا كان الوزير الأول طمأن سكان الولاية على مستقبل القطاع الفلاحي بعد الانتهاء من انجاز المشاريع الجاري تنفيذها وتلك المبرمجة في قطاع الري بعد تخلص مشروع سد سوبلة من المشاكل والعراقيل التي حالت دون انطلاقه في وقته المحدد الى جانب مشروع جلب مياه سد كدية أسردون بالبويرة التي ستزود أربع بلديات وهي سيدي هجرس سيدي عيسى وعين الحجل وبوطي السايح بالمياه الصالحة للشرب فيما سيتم تحويل شبكة توزيع مياه البيرين بالجلفة الى عاصمة الولاية للقضاء على أزمة العطش بها.ويضاف لهذه المشاريع التحويلات الكبرى التي سيتم انجازها على المدى المتوسط ومنها جلب مياه شمال الصحراء انطلاقا من المنيعة ومسعد بالجلفة التي تتوفر على قدرات مائية جوفية عذبة هائلة باتجاه خط تيارت غربا وجنوبالمسيلة وهو المشروع المبرمج في اطار المخطط الخماسي القادم 2015 و2019 وهناك مشروع أخر لتحويل المياه من سدود ايغيل أمدا وبئر راقد وتابلوط ببجاية وجيجل نحو سدود ذراع المدايس بالعلمة وسطيف باتجاه شمال المسيلة حيث توفر هذه السدود مجتمعة حوالي 500 مليون متر مكعب تسقي 45 الف هكتار من الأراضي الفلاحية بمنطقة الهضاب العليا. وكان الوزير الأول اطلع خلال زيارته لبوسعادة على مشاريع السكن والتعليم العالي والري والفلاحة حيث أعطى توجيهات للمسؤولين المحليين ومن خلالهم بعث رسالة واضحة لسكان المنطقة قصد العمل على استرجاع تاريخ المدينة السياحي حيث قال ان الوقت قد حان لأن تسترجع لؤلؤة الصحراء بريقها السياحي واستقطاب السواح الأجانب كما رفض أثناء تلقيه شروحات حول مشروع المركز الجامعي موقع المشروع داعيا القائمين على المشروع اعادة النظر في الموقع الحالي الذي يحاذي الطريق الوطني 08 وأيضا بالنسبة للمخطط العمراني للقطب الحضري الذي قال أنه لابد أن يتوفر على مختلف المرافق الترفيهية والخدماتية وتفادي تحويل هذه التجمعات السكانية الى مراقد تتسبب في الاخير حسبه في اصابة المواطنين من السكان بالإحباط والجنون.وبالمسيلة عبر سلال عن تفاؤله لمدى تطور القطاع الصناعي بالجهة بعد وقوفه على مصنع حضنة حليب ومغرب بيب لصناعة انابيب المياه حيث اشار الى ضرورة أن تكون هذه المؤسسات قدوة لباقي المؤسسات الخاصة في طريقة التسيير وتطوير الانتاج حيث قال أن الولاية سلكت في الجانب الصناعي طريقا صحيحة تجبر الدولة على مرافقة ودعم هكذا مؤسسات. فارس قريشي