فلاحون يرفضون التصريح بأمراض مواشيهم وألبان غير مراقبة بالبويرة تفيد الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن مديرية المصالح الفلاحية بولاية البويرة أن المصالح البيطرية ، سجلت منذ بداية العام الجاري، 11 حالة إصابة بمرض الكلب وهي تخص اثنين من البقر ورأسا من الماعز وسبعة كلاب وحصانا، وحالة واحدة متعلقة بمرض السل بالاضافة إلى أزيد من 40 حالة إصابة بالحمى المالطية (البريسيلوز) للبقر، وهو نوع من البكتيريا ( بروسيلا ) التي تصيب الإنسان ويمكنها العيش داخل جسم الإنسان وخارجه. وهذا النوع من البكتيريا يمكنه أن يعيش لفترة طويلة من الوقت داخل الأنسجة المصابة والمجمدة على الرغم من سهولة القضاء عليه بواسطة الغلي أو البسترة أو التعريض لأشعة الشمس، كما يعيش هذا الميكروب في التربة المبللة وغير المعرضة لأشعة الشمس لمدة تصل إلى 72 يوما وفي التربة الجافة لمدة تصل إلى 40 يوما بعد تعرض التربة للتلوث ببول أو إفرازات مهبلية لحيوانات مصابة بالحمى المالطية، وهي الشروط التي توجد بدون أدنى شك عند معظم مستودعات تربية المواشي بالمواشي. ويرى المختصون في الطب البيطري، أن هذه الأرقام ليست إلا أرقاما رسمية، أو على الأقل الحالات المبلغ عنها، بينما يصبح الخطر أكبر عندما نعرف أن حركة المواشي بصفة عامة بالولاية غير منتظمة وغير مراقبة، مما يصعب التحكم في زمام الأمور، خصوصا وأن الولاية تحصي ازيد من 700 ألف رأس ماشية، ووفقا لهؤلاء، فالمربين والفلاحين لا يعلنون عن إصابة مواشيهم بأمراض مزمنة من مثل هذا النوع، خشية منهم على إقبال السلطات المعنية على ذبح المواشي المصابة كما جرت عليه العادة في مثل هذه الحالات وغلق مستودعاتهم. ومع الخطورة التي قد يشكلها هذا المرض على قطاع الثروة الحيوانية بالولاية، وعلى صحة المواطنين بشكل عام، باشرت المصالح البيطرية للولاية في إطلاق حملة توعية وفحص للمواشي في الدوائر التي اكتشفت فيها حالات الإصابة بالحمى المالطية من بينها البويرة، حيزر، بشلول، سوق الخميس، وسور الغزلان، وتم تخصيص نحو 30 مليون جرعة للتلقيح ضد مختلف الأوبئة، وبالرغم من الحملات التحسيسية التي بادرت بها مديرية المصالح الفلاحية وكذا الدراسات الاستقصائية للأوبئة التي مست جميع مناطق الولاية خصوصا الريفية والفلاحية منها، إلا أن المهمة كما يبدو ليست بالسهلة، حيث أن عوامل عديدة تتعارض مع عملية الفحص على نطاق واسع، والنتائج التي حققتها الحملات السابقة لا تزال بعيدة عن تحديد أنواع الأمراض الحيوانية في الولاية، ومن بين هذه العوامل عدم وجود ملف أو خريطة عن الثروة الحيوانية لدى المديرية المعنية، إلى جانب الفوضى التي تسود في مختلف أسواق المواشي، كما أن كميات كبيرة من الألبان المصنعة محلياً لا تخضع للفحص المخبري البيطري قبل بيعها في الأسواق الموازية، وبالتالي لا يمكن استبعاد خطر انتقال العدوى إلى البشر، ويعد استهلاك حليب المواشي الناقل الرئيسي لهذا المرض من الحيوانات إلى الإنسان، عكس اللحوم، التي تبقى نسبة استهلاكها ضعيفة مقارنة باستهلاك الحليب ومشتقاته، وذلك لضعف القدرة الشرائية لدى المواطن البويري، وتشير النتائج المستقاة من الأرقام الرسمية إلى أنه تم انتاج أكثر من 40 مليون لتر من الحليب خلال العام الماضي، مقابل تسجيل 123 منتج ألبان تم مراقبتهم من طرف مصالح الوقاية على مستوى كافة 45 بلدية، كما أن كميات كبيرة من الألبان المصنعة محلياً لا تخضع للفحص المخبري قبل بيعها في الأسواق الموازية، مما يستدعي من السلطات المعنية تكثيف فرق المراقبة على هذه المواد بغرض تفادي كارثة حقيقية قد تقضي على المئات من رؤوس الماشية التي تحوزها الولاية، أين يسجل بها أزيد من 600 ألف رأس من الماشية.