تكريم رسمي للشاعر السوري سليمان العيسى صديق الثورة الجزائرية في أربعينيته نظم أمس المجلس الأعلى للغة العربية حفلا تكريميا رسميا بمناسبة أربعينية الشاعر السوري سليمان العيسى اعترافا لوقوف هذا الشاعر الكبير إلى جانب الثورة الجزائرية وتقديرا لرصيده الثري من النصوص التي يمجد فيها ثورة أول نوفمبر فضلا عن ما قدمه بصفة عامة للغة العربية. الحفل المنتظم بمتحف المجاهد في رياض الفتح بالعاصمة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ووزراء المجاهدين والشؤون الدينية والثقافة: إلى جانب عدد من الكتاب والشعراء و عائلة الفقيد، جاء في شكل ندوة تم خلالها تقديم مداخلات تم فيها استعراض السيرة الذاتية للشاعر الراحل إلى جانب بعض الشهادات لمن سبق لهم وأن التقوه على غرار المجاهد والوزير الأسبق لمين بشيشي والشاعر عز الدين ميهوبي. وفي كلمته الافتتاحية أبرز رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي محطات هامة من حياة هذا الأديب المولود سنة 1921 والذي ارتبطت أشعاره بالجزائر وتاريخها، فضلا عن استعراض مسيرته الأدبية التي قال أنها امتزجت بقضايا أمته وفي مقدمتها الثورة الجزائرية. وقال ميهوبي '' إن الشاعر الفقيد ومن فرط حبه لأرض الشهداء نازعنا في حب الجزائر فنازعناه في حب شعره"، مشيرا بالمناسبة إلى اللقاءات التي جمعته بالمرحوم في العديد من المناسبات، مضيفا '' لقد كان سليمان العيسى في كل مناسبة لا يخفي ارتباطه وحبه للجزائر حتى قال ذات مرة أنا لست صديقا للثورة الجزائرية وإنما إبن لها". من جهته أشار الوزير الأسبق لمين بشيشي بدوره إلى أن الشاعر الراحل أن على غرار شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا تعرض للسجن في العديد من المرات بسبب قصائده ومواقفه القومية لا سيما أثناء فترة الانتداب الفرنسي بسوريا، كما نوه إلى أن العيسى الذي توفي يوم 9 أوت الماضي شارك في ترجمة عدد من الكتب الأدبية برفقة زوجته الدكتورة ملكة أبيض أهمها آثار الكتاب الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية كمالك حداد الذي استقبله في بيته بسوريا سنة 1961، فضلا عن إسهامه في ترجمة قصص ومسرحيات من روائع الأدب العالمي للأطفال. ولدى تدخله أكد الدكتور معن العيسى - نجل الشاعر الراحل ( وهو طبيب جراح ) أن والده أحب الجزائر فاحتضنته بصدق و وفاء، معتبرا ان تكريمه بالجزائر تحت الرعاية السامية للرئيس بوتفليقة وبحضور الوزير الاول سلال يعد تكريما لسوريا وللجزائر وللشاعر العيسى ولعائلته، وعاد بالحاضرين في مداخلته الى سنوات الخمسينيات التي طبعها اشتعال الثورة الجزائرية الثورة، مشيرا إلى تفاعل والده عبر شعره وقصائده مع معاناة الشعب الجزائري ونضاله من أجل الحرية و الانعتاق. وتم بالمناسبة إلقاء بعض قصائد المرحوم بالعربية قبل أن تترجمها الإعلامية كريمة جنات من الإذاعة الوطنية إلى الأمازيغية وهو ما قوبل بعاصفة من التصفيقات إلى جانب قراءة لشاعر إبراهيم صديقي قصيدة رثى فيها الشاعر الراحل وتضمنت تعبيرا منه عن حسرته على ما تعيشه سوريا من أوضاع مضطربة. من جهته قرأ الشاعر العصامي الشعبي ميدوني محمود المعروف بمولاي به به وهو من أدرار بالمناسبة أشعارا ذات طابع صوفي.وتوجت تأبينية الشاعر سليمان العيسى تقديم جملة من الهدايا الرمزية لعدد من المشاركين في الندوة يتقدمهم نجل الفقيد نيابة عن أسرته. ومعلوم ان سليمان العيسى الذي ولد سنة 1921 بالنعيرية في أنطاكيا بسوريا و تلقى تعليمه وثقافته الأولى على يد أبيه أحمد العيسى في القرية فحفظ القرآن والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات من الشعر العربي، قبل أن يشارك بقصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي ضد الانتداب الفرنسي على سوريا وهو في الصف الخامس والسادس الابتدائي ليواصل دراسته الثانوية في حماة و اللاذقية دمشق. و اشتغل الفقيد في مساره المهني مدرسا بدار المعلمين ببغداد وفي مدارس حلب وموجها أول للغة العربية في وزارة التربية السورية، كما فاز الفقيد الذي كان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب سنة 1969 بالعديد من الجوائز و حظي بتكريمات من بينها وسام " صديق الثورة الجزائرية"، سنة 2004 الذي أسداه اياه الرئيس بوتفليقة، وفي سنة 1990 انتخب المرحوم عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق وتحصل سنة 2000 على جائزة الإبداع الشعري.