المدينة تغرق في القمامة بعد رفض سكان الزفزاف مرور شاحنات البلدية تشهد الأحياء السكنية بمدينة سكيكدة هذه الأيام وضعا مزريا من حيث نظافة البيئة والمحيط جراء الانتشار الفظيع للقمامة، والقاذورات المتراكمة بالطرقات، والأرصفة وأمام المقرات العمومية والعمارات وحتى مؤسسات تربوية، وهي صورة قاتمة باتت تشكل ديكور يومي بهذه المدينة الساحلية. فالزائر لها يلاحظ من أول وهلة تكدس القاذورات والنفايات الصلبة والسائلة تنبعث منها روائح كريهة ومقززة وهو الأمر الذي آثار استياء شديد لدى المواطنين، حيث ذكروا في تصريحاتهم للنصر أن القمامة لم ترفع من طرف شاحنات البلدية منذ قرابة أسبوع مما أدى إلى تراكم قناطير من القاذورات والنفايات المنزلية أمام العمارات والمحلات التجارية والأماكن العمومية وهو الوضع الذي ينذر حسبهم بكارثة صحية وبيئية إن لم تسارع السلطات المحلية في رفع الأوساخ من الأحياء السكنية. وأثناء مرورنا بحي الممرات صادفتنا قمامة مكدسة أمام مقر الصندوق الوطني لغير الإجراء وقد اشتكى الموظفون والعمال من الروائح الكريهة المنبعثة منها، مما أثر على ظروف عملهم، والأمر كذلك بالنسبة للتجار الذين أعابوا على مصالح النظافة بالبلدية عدم التحرك إزاء هذه المشكلة وما يزيد من خطورة الأمر هو تحلل هذه القاذورات وما تفرزه من ميكروبات تهدد الصحة العمومية لاسيما بالنسبة للأطفال الصغار. وغير بعيد على مديرية الثقافة توجد قمامة مكدسة أثارت تذمر المواطنين لاسيما وأن موقع تواجدها الذي يشهد حركة نشيطة نظرا لقربها من مقر مديرية التربية القديم والساحة العمومية التي تعتبر نقطة التقاء وترفيه لسكان المدينة. و علم أن أسباب تأخر البلدية في رفع القمامة يعود إلى اعتراض سكان حي "الزفزاف" أين يتواجد مركز ردم ورسكلة النفايات على مرور شاحنات القمامة احتجاجا على الوضع المعيشي الصعب الذي يتخبط فيها سكان المنطقة، حيث طالبوا من السلطات المحلية بضرورة الالتفاف إلى الحي وتخصيص مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عن السكان، وذكروا على وجه الخصوص مدرسة ابتدائية، قاعة علاج وتعبيد وتهيئة الطريق وقنوات الصرف. هذا وقد علمنا أن نائب "المير" المكلف بالمالية والبيئة تنقل إلى منطقة الزفزاف وتحاور مع السكان واستمع إلى انشغالاتهم ،حيث اشترطوا التوقيع على وثيقة تلتزم بموجبها البلدية بحل المشاكل المطروحة وهو ما تم بالفعل ،غير أن المحتجين واصلوا احتجاجهم بقطع الطريق المؤدي إلى مركز معالجة النفايات في وقت تبقى الشاحنات التابعة للبلدية مركونة في الحظيرة وهي محملة بالقمامة، في وقت رفضت العديد من البلديات استقبال هذه الشاحنات. وقد حاولنا الاتصال برئيس بلدية سكيكدة لأخذ موقفه من القضية لكننا لم نتمكن. كمال واسطة