لحظات للتأمل في التراث التركي و الشامي على أنغام دميرجي أوغلو و «نايا» الأردنية أحيا الفنان التركي حمدي دميرجي أوغلو و فرقته السداسية حفل السهرة الختامية للطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة أعقبه التخت النسائي الأردني»نايا» الذي قدمت عناصره باقة من التراث الغنائي الشامي و الأندلسي بصوت مغنية الفرقة لينا صالح. استهل الحفل الذي استمر حوالي ساعتين و نصف وعرف حضور جمهور غفير من مختلف الأعمار جوق الفنان التركي حمدي دميرجي أوغلو الذي انسجم الحضور مع الباقة النغمية التي انتقاها نجم السهرة و المفعمة بروح المقامات العربية بين رصد و نهاوند و حجاز، و طبعها التنوّع الكبير في الموسيقى التركية الكلاسيكية و النيوكلاسيكية بالإضافة إلى الموشح، حيث أهدى الفنان الجمهور مقتطفات من أشهر الأغاني التراثية و الموشحات منها «يا طيري طيري يا حمامة»، و غيرها من الأنغام و التقاسيم على مقام الرصد قبل الانتقال إلى مقام النهاوند باختيار أغنية «بنت الشلابية»، فمقام الحجاز «قدك المياس» تحت تصفيقات و هتافات الجمهور. الجزء الثاني من السهرة الختامية ميّزته النغمة الشامية، حيث جابت المغنية الشابة لينا صالح بالأسماع بين التراث الأردني و بعض الأندلسيات فغنت «المهاديج»، الورد جميل»،»يا غصن نقا»، «مسعد يا تنور»،»رق الحمام»...و غيرها من المقتطفات الغنائية التراثية المعروفة التي رددها البعض مع الفرقة النسائية المشكلة من عازفتين على آلة القانون، عازفتي إيقاع و عازفتي عود. و كانت السهرة السابعة و الأخيرة من المهرجان قد خصصت لتكريم الشيخ الراحل سي طاهر بن كرطوسة الذي اشتهر بالعزف على آلة الناي و حفظه الواسع للمضامين الشعرية الخاصة بالمالوف، الزجل و المحجوز و كذا الحوزي. و عقب الحفل قال الفنان التركي دميرجي أوغلو للنصر ، بأنه بعد زيارته لقسنطينة و اكتشافه لموسيقى المالوف بات متحمسا لخوض تجربة في هذا النوع من الموسيقى، مشيرا إلى إعجابه بالجمهور و سحر مدينة الجسور المعلّقة. من جهتها، قالت مغنية فرقة نايا لينا صالح، بأنها سعيدة لمشاركتها و أعضاء فرقتها لأول مرة في مهرجان موسيقي بالجزائر. محافظ المهرجان جمال فوغالي، أكد من جهته على هامش السهرة الفنية الختامية بأن المحافظة أرادت أن تكون الطبعة السابعة بوابة لتلاقي الموسيقى العربية العريقة انطلاقا من بلاد الرافدين مرورا بالشام و مصر وصولا إلى المغرب العربي و انتقالا إلى بلاد الأندلس بشبه الجزيرة الإيبيرية للتأكيد على أن المالوف واحد من مشتقات هذه الموسيقى العريقة، و على المؤمنين بموسيقى المالوف معانقة هذه الأنواع الموسيقية و التعرّف على الألوان الأخرى حتى يتمكنوا من الحفاظ على المالوف و ذلك بتشجيعهم على التعمّق في البحث و الدراسة في هذا المجال. عن سبب غياب المحاضرات حول المالوف و الموسيقى الأندلسية عموما، قال محافظ المهرجان بأن الطبعات الأولى شهدت غياب المختصين و المهتمين بهذا المجال و هو ما لم يشجعهم على تنظيم محاضرات فكرية كما جرت العادة حسبه. بخصوص الميزانية المخصصة للطبعة السابعة للمهرجان، أكد المحافظ بأنها لم تتجاوز الملياري سنتيم، مسترسلا بأنه خشي في البداية ألا تكفي لتسديد مستحقات الفرق المشاركة من داخل و خارج الوطن.