عاش الجمهور القسنطيني، أمس، سهرة مميزة بالمسرح الجهوي في اختتام الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للمالوف، حيث أحيا الحفل كل من الفرقة التركية بقيادة حمدي حميد ديمتري أوغلو وفرقة “مايا” من الأردن. وتزينت السهرة بأصوات نسائية من الأردن، هن سبع فنانات أدين موشحات أندلسية، ومقطوعات من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، لاقت اهتمام الجمهور وشدت مسامعه، والذي بدوره تفاعل معها إلى حد كبير، ثم تابعت الفرقة التركية برنامج الحفل الختامي بتقديم طقطوقات نمقتها بالطابع الشرقي، خاصة وأن الفنان حميد أوغلو أستاذ جامعي يدرس الموسيقى بجامعة اسطنبول ويعرف جيدا خبايا الفن الشرقي. ونشط سهرة افتتاح هذه التظاهرة التي عرفت مشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية جمع من الفنانين من ثلاث قارات هي إفريقيا، آسيا وأوروبا، بمشاركة 30 فنانا من مختلف الفئات، الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية قدم طبوعا مختلفة تنوعت بين المدارس الجزائرية الثلاث، حيث قدم مقاطع من الصنعة الغرناطية التي تميز الغرب الجزائري وعلى رأسها الغرناطي المنتشر بنواحي تلمسان، الحوزي المنتشر بالوسط والعاصمة والمالوف الذي يميز الشرق الجزائري وخصوصا قسنطينة. وكانت المشاركة الأجنبية في أول ليلة من ليالي السهر الفني التي كرمت الشيخ حسونة علي خوجة، من الشقيقة تونس، أما في السهرة الثانية فقد حملت الفنانة اللبنانية نادين باروكي الحضور إلى بلد الفن والفنانين، بلد العشق والحب، حيث أمتعت الحضور الذواق للفن الأصيل بباقة من الموشحات على غرار “لما بدا يتسني”، “بلادي أسكرة”، “من روفي اللما” و«بلغه يا قمر” وهي المقاطع التي عرفت تجاوبا كبيرا من جمهور مسرح قسنطينة الذي اكتشف نوعا جديدا من الموسيقى الأندلسية بطابع لبناني، دون أن تحرم الجمهور القسنطيني من روائح فيروز وختمتها برائعة الفنانة وردة الجزائرية “في يوم وليلة”. وجاءت السهرة الثالثة التي كرمت الشيخ إبراهيم بن العموشي صاحب تلحين رائعة الشيخ عبد الحميد ابن باديس “شعب الجزائر مسلم”، بنفحات من سحر المقام العراقي والموسيقى الأوبرالي والأندلسيات، حيث تألقت السوبرانو المغربية سميرة القادري بطبقها الثري من غنائيات البحر الأبيض المتوسط والموسيقى العريقة والمهجنة قبل أن تترك الركح لسيّد المقام المقرئ العراقي سعد الأعظمي المعروف ب«سيد العتابة” لحفظه الألف بيت، الذي أمتع الجمهور بمختلف المقامات العراقية متنقلا بين حجاز وكرد وعجم ورصد شرقي بالإضافة إلى أغان من التراث العراقي الأصيل. وعادت الأصوات القسنطينية في السهرة الرابعة بأصوات كل من شيخ المالوف العنابي ديب العياشي، سليم الفرقاني، جمال عراس، كمال بودة، الذين أمتعوا الجمهور الذواق في ليلة فنية متميّزة. وحملت السهرة الخامسة من المهرجان التي خصصت لتكريم الشيخ الراحل عبد الحميد بلبجاوي، بصمة إسبانية بأنغام الفرقة الموسيقية “جاكوآل ميزيكانتي” المتكونة من أربعة عازفين وعازفة كمان والتي استلهمت عملها من التراث الموسيقي العريق ببلاد المشرق بدءا بالقسطنطينية مرورا بشمال إفريقيا منتقية أنغاما بنكهة الموسيقى الأندلسية. أما السهرة السادسة فقد عرفت بصمة شرقية من خلال أداء الفنانة المصرية ريهام عبد الحكيم وفرقتها بقيادة عازف القانون المعروف صابر عبد الستار، حيث أمتع المصريون من على ركح المسرح الجمهور الحاضر بباقة أنغام من الطرب العربي الأصيل وسط انسجام كبير لعشاق اللحن والشعر الجميل.