مواطنون لم يستطيعوا سحب أجورهم بسبب الإكتظاظ في مكاتب البريد إضطر عدد هائل من أصحاب الحسابات البريدية الجارية من المتقاعدين و العمال والموظفين و الأسلاك النظامية إلى الوقوف لساعات طويلة في الطوابير من أجل سحب أجورهم من المكاتب البريدية بقسنطينة خلال أسبوع قبل حلول عيد الأضحى المبارك. وقد تحتم على كثيرين منهم تكرار المحاولة لأكثر من مرة بعد ساعات من الإنتظار دون أن يصلوا إلى الشباك وتحقيق رغبتهم. وقد خلقت كالعادة هذه الأجواء توترا في أعصاب الواقفين في الطوابير خاصة عندما يحين وقت إغلاق المكاتب البريدية عبر أحياء مدينة قسنطينة على الساعة الثانية عشر زوالا متسائلين عن عدم مواصلة العمل تجاوبا مع الظرف الإستثنائي الذي يفرض على أرباب الأسر الحصول على أجورهم من أجل شراء أضحية العيد. و تعد فترة توقف المكاتب عن العمل وسط النهار في نظر المواطنين طويلة جدا إذ تمتد لساعتين ونصف الساعة من الساعة الثانية عشر إلى الساعة الثانية و النصف بعد الزوال ثم بعد استئناف العمل تأتي ساعة الإغلاق على الساعة الخامسة مساء. ويعيش الذين لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى الشباك لحظات حرجة وقت إغلاق المكاتب فحسبما لاحظناه أن الناس يبقون ينتظرون لآخر لحظة أملا في تمديد ساعات العمل .. لكن عندما تصفر صفارة الإعلان عن انتهاء العمل تصيب الناس خيبة أمل وتذمر كبيرين وينطلقون في إطلاق تعليقات كثيرة تصب كلها في خانة تحميل إدارة البريد مسؤولية عدم تلبية رغبتهم في تمكينهم من سحب أجورهم. خاصة وأن الأطفال في البيت ينتظرون متى يسمعون الخبر الأهم بالنسبة إليهم هذه الأيام وهو إعلان الوالد عن شراء كبش العيد أو قراره بالذهاب لشرائه. في مقابل هذا يرى المدير الولائي لبريد قسنطينة أن جميع المكاتب جندت لهذه المناسبة وتعمل بكل طاقاتها والدليل على ذلك كما قال حركة السيولة التي تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالأيام العادية، فمثلا وخلال صبيحة يوم الجمعة التي تم فيها فتح مكاتب البريد الرئيسية في وسط مدينة قسنطينة وفي المدينة الجديدة على منجلي وحي الكدية و حي الدقسي تم استقبال ما يزيد عن 3000 شيك. كما يتم تمديد ساعات العمل بنفس المكاتب في أيام الأسبوع إلى الساعة السابعة مساء. ويعود الإكتظاظ الملاحظ هذه الأيام في نظر نفس المسؤول إلى الأجور التي صبت مسبقا من طرف صندوق التقاعد و قطاعات الوظيف العمومي دفعة واحدة خلال أيام قليلة. كما أشار إلى ظاهرة أخرى يقع ثقلها على ولاية قسنطينة وهي قدوم سكان ولايات مجاورة لسحب أجورهم من مكاتب بريد قسنطينة بسبب أزمة الإكتظاظ الدائمة في ولاياتهم. يضاف إلى هذا عامل التعطلات التي تحدث في أجهزة الإعلام الآلي التي تحدث مرارا بسبب تشبع الشبكة. وذكر مدير البريد أن ضغط الجمهور يدفع بعض الموظفين في الشبابيك إلى المجازفة أحيانا وهذا على مسؤوليتهم فيؤشرون على الشيكات أثناء توقفات نظام مراقبة الإمضاءات. وعن تحديد سقف المبلغ المسحوب بثلاثين ألف دينار التي لاحظنا عبارتها مكتوبة في لافتات أمام الشبابيك في مكتب بريد 20 أوت قال مدير البريد أنه لا يوجد أي سقف والمواطن حر في سحب المبلغ الذي يرغب فيه إلا في حالة توقف نظام مراقبة الإمضاءات. كما أشار إلى أنه سمح لرئيس وكالة حي البير بالإستمرار في العمل بعد منتصف النهار بطلب منه وقال له إذا قبلت بتحمل المسؤولية واصل العمل فقبل تحمل المسؤولية وواصل العمل. في حين أن المكاتب الأخرى التي لم يطلب رؤساؤها مواصلة العمل لم يلزمها بالمواصلة. و حتى الموزعات الآلية التي تساهم في تخفيف الضغط على الشبابيك تتعرض هي الأخرى للتوقف من حين لآخر بسبب التشبع.