شهدت غالبية مكاتب البريد بالجزائر العاصمة أمس اكتظاظا رهيبا تزامنا مع عيد الأضحى المبارك، إذ لم تخل المراكز البريدية من طوابير لامنتهية سواء عبر الشبابيك أو أمام مراكز الدفع بالبطاقة المغناطيسية. وقد سارع المواطنون منذ الساعات الأولى من صباح أمس إلى المراكز البريدية، لا سيما أن ذلك تزامن مع يوم عطلة نهاية الأسبوع، لسحب مرتباتهم قبل موعدها لتمكين أرباب الأسر من شراء أضحيات العيد. وكانت وجهتنا الأولى إلى مركز بريد شارع رضا حوحو بالعاصمة فكانت الطوابير الممتدة إلى نهاية الشارع تلفت الانتباه من بعيد، حيث كان جانب للبطاقة المغناطيسية وآخر للشبابيك. وما إن اقتربنا من هذه الأخيرة في حدود الساعة الثانية زوالا، حتى قابلنا اللوح الإلكتروني يشير إلى الزبون رقم 759. واصطف الزبائن وأخذوا أماكنهم ظنا منهم أننا نحاول التسلل لربح الوقت. سألنا سيدة كانت تحمل رقم 870 قالت وهي متذمرة إنها توجهت إلى مركز البريد منذ الساعة العاشرة صباحا ولم يصل دورها بالشباك بعد. وقالت أخرى إنها وصلت إلى مركز البريد صباحا وسحبت تذكرة الدور، وراحت تجوب كل شوارع العاصمة لتمضية الوقت، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ورجعت إلى البريد دون أن يقترب دورها في السحب من الشباك. مناوشات وملاسنات بين الزبائن بمراكز البريد عرف مراكز بريد "فرحات بوسعد"، القبة، وباب الوادي والبريد المركزي ضغطا طوال أيام الأسبوع لا سيما يوم أمس للإقبال الكبير من الزبائن الذين يؤمون هذا المركز لسحب أموالهم، فتسبيق المعاشات والرواتب قبل أوانها سبب عجزا كبيرا بالمركز على الرغم من اتساعه. وقد تسببت الطوابير اللامتناهية في مناوشات وملاسنات بين الزبائن أو بين موظفي المركز، إذ يحمّل كل واحد سبب تأخر دوره إلى تباطؤ وتقاعس الموظف بالشباك. تذمر وقلق من تعطل الشبكة لشراء الأضاحي عبر مواطنون التقيناهم بمراكز البريد بالعاصمة عن تذمرهم جراء حاجتهم الماسة لسحب أموالهم، فيما تساءل آخرون عن أسباب المشاكل المتكررة التي تعرفها مكاتب البريد، حيث امتد غياب السيولة المالية أياما ليفاجأ بعدها زبائن بريد الجزائر بتعطل الحواسيب وخلل بالشبكة. وانتشرت حالة من القلق في أوساط المواطنين الذين اصطفوا في طوابير طويلة دون جدوى، في حين برر أعوان مكاتب البريد الخلل المسجل في تعطلات مستمرة في الشبكة. وانتقد المواطنون سوء التسيير الذي بات سمة تتصف بها كل أعياد الجزائر، وطالبوا بالتدخل السريع لوزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، لوضع حد لهذه الوضعية، حيث أصبح انعدام السيولة المالية وتعطلات شبكة الحواسيب من الردود الجاهزة بهذه المكاتب للرد على الطوابير التي تتشكل كل مرة، خاصة في الأيام التي تتزامن مع سحب رواتب ومعاشات الموظفين. وزيرة البريد تعترف اعترفت وزيرة البريد وتكنولجيات الإعلام والاتصال، دردوري زهرة، بالمشكل العويص الذي تواجهه مراكز البريد، وشددت على ضرورة رفع عدد هذه المكاتب للقضاء على الاكتظاظ وتحسين الخدمة للمواطن وتقليل المدة الزمينة الخاصة بقضاء حاجياته بهذه المكاتب. وأضافت الوزيرة أن "الرفع من عدد مكاتب البريد سيقلل من مدة انتظار المواطن من معدل زمني يترواح من 15 دقيقة إلى معدل ما بين 5 و10 دقائق"، معتبرة أنه بالإمكان الوصول الى معدل تقديم الخدمات في دقيقة واحدة في المستقبل القريب. وأشارت السيدة دردوري إلى أن الوصول إلى هذا المعدل يتطلب "تنظيما جيدا لمكاتب البريد وموظفين في المستوى، كما يجب أيضا على المواطن احترام موظفي مكاتب البريد". وفي انتظار تحقيق ذلك تبقى معاناة المواطن قائمة، تتكرر بحلول كل مناسبة دينية أو اجتماعية.