تعيش جل مكاتب البريد الواقعة على مستوى ولاية قسنطينة، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل سنة، اكتظاظا واسعا وطوابير لامتناهية حيث باتت العائلات القاطنة بالولاية تسارع عقارب الساعة لاستخراج مبالغها المالية و أجرة الشهر من مراكز ومكاتب البريد، في صورة نمطية صرنا ننتظر حدوثها مع اقتراب كل مناسبة، بغية اقتناء حاجيات ومستلزمات العيد خاصة الأضحية. بعد أقل من أسبوع عن حلول عيد الأضحى المبارك، خرجت ‘'آخر ساعة” في جولة ميدانية إلى بعض مراكز ومكاتب بريد عاصمة الشرق الجزائري، للإطلاع على الأجواء التي تعيشها هذه الأخيرة بمناسبة اقتراب موعد العيد المبارك، الذي تستعد له العائلات الجزائرية كافة والقسنطينية خاصة بطريقة مميزة، على غرار باقي شعوب العالم الإسلامي، وهناك وقفت على حجم الفوضى والإكتظاظ والطوابير اللامتناهية التي تتخبط فيها مكاتب البريد بكل من البلديات التابعة للولاية على غرار الخروب وعين اعبيد والبريد المركزي ..الخ، نتيجة ضيقها وعدم توفر الخدمات التقنية والضرورية بها كمقاعد الانتظار من جهة و لاستقبالها كم هائل خلال المناسبات الدينية والوطنية كرمضان والعيد من جهة أخرى. إكتظاظ رهيب ومعاناة بمكتب بريد قسنطينة تشهد بلدية قسنطينة اكتظاظا جد رهيب للمواطنين من داخل شبابيك المكتب وصولا الى قارعة الطريق ، الواحد تلو الأخر يصطفون و كأنهم في البقاع المقدسة لتأدية مناسك الحج تحت حر أشعة الشمس اللاذعة وجفاف الحلق نظرا للحرارة الشديدة التي تعرفها المنطقتان هذه الايام اقتربنا من بعضهم بصعوبة كبيرة للتحدث معهم ، نظرا للاكتظاظ والازدحام الرهيب، هؤلاء وضعهم لا يحسد عليه بتاتا سواء الذين يصطافون بداخل المكتب أو بخارجه لأنهم يعانون من مشكلة واحدة الإكتظاظ وارتفاع درجات الحرارة دون وجود مكيفات أو واقيات أو كراسي لأخذ قسط من الراحة قبل حلول دورهم، إذ يسابق هؤلاء المواطنون عقارب الساعة لاستخراج مبالغ مالية، من أجل اقتناء كبش العيد خاصة مع بداية العد التنازلي لحلول عيد الأضحى، توجهنا نحوهم وكان لنا الحديث معهم، حيث أعربوا عن استيائهم الشديد والواضح من الوضعية الكارثية التي يعيشها المكتب البريدي الضيق والذي يستقطب يوميا مئات المواطنين من مختلف الأحياء، وأثناء تواجدنا اغتنموا الفرصة ليجددوا مطالبتهم للسلطات البلدية والمعنية بغية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية الذي أرهقتهم كثيرا، حيث يضطر معظمهم إلى تحمل الوقوف لساعات طويلة من الزمن وسط الاكتظاظ والازدحام، بسبب ضيق المقر وكثرة عدد المتوافدين عليه وهذا ما لا يمكن احتماله. أعطاب في جهاز الكمبيوتر وعدم توفر السيولة المالية..حجج حفظها المواطنون عن ظهر قلب ببريد''الخروب‘' ومع انتقالنا إلى بلدية الخروب وبالضبط بالمركز البريدي الواقع بحي 1600 مسكن، حيث يشتكي قاصدو مكتب البريد المتواجد بهذا الحي، من الوضعية الكارثية التي يعرفها هذا الأخير، نتيجة قلة الخدمات وعدم قدرته على استيعاب طلبات السكان الذين يتوافدون عليه من الحي والأحياء المجاورة، خاصة خلال هذه الأيام الفاصلة عن حلول عيد الاضحى المبارك. إذ يعمل المكتب البريدي بشباكين فقط لكشف الرصيد وسحب المبالغ المالية، ما يسبب اكتظاظا كبيرا بالمواطنين ويؤدي في أحيانا كثيرة إلى تسجيل حالات إغماء لبعض كبار السن ومرضى الربو - على حد تصريحات من التقيناهم -. وما زاد الطين بلة إلى جانب كل النقائص التي يعرفها المكتب هو حدوث عمليات السرقة، حيث يلجأ بعض اللصوص إلى اغتنام فرصة الازدحام والاكتظاظ للسطو على جيوب الناس، في سياق مماثل صرح بعض المواطنين ل''آخرساعة'' أنهم يضطرون أحيانا للانتظار ساعات طويلة دون سحب أموالهم بسبب أعطاب في جهاز الكمبيوتر أو عدم توفر السيولة المالية، كما يكون الموزع الآلي في اغلب الأحيان معطل أو لا يحتوي على الأموال، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى التنقل للمكاتب البريدية بالبلديات المجاورة. فوضى عارمة وضغط كبير ببريد عين أعبيد هذه الأخيرة يعيش المكتب البريدي ضغطا كبيرا بسبب إقبال عدد هائل من سكان أحياء البلدية عليه، بغية استخراج مبالغ مالية بهدف شراء كبش العيد الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أربعة ايام. و يأتي هذا الضغط نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية بالبلدية خلال السنوات الأخيرة، بسبب التوسع العمراني المذهل الذي شهدته المنطقة، ما نتج عنه ظهور أحياء جديدة آهلة بالسكان، بالإضافة إلى عمليات الترحيل المختلفة التي كانت باتجاه المنطقة ذاتها، غير أن سكانها لم يستفيدوا من مكاتب بريدية إضافية لخدمة مصالح مواطنيها في ظروف لائقة، حيث يضطرعشرات السكان إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مكتب البريد لاستخراج مبالغ مالية لتلبية حاجياتهم اليومية، في هذا الصدد أبدى معظم من التقتهم يومية'' آخر ساعة'' هناك، لاسيما الطاعنين في السن ممن لا تقوى أجسادهم على تحمل الوقوف لفترات طويلة تصل في أحيان عدة إلى ساعتين إلى حين مجيء أدوارهم لاستخراج معاشاتهم أو دخلهم، عن إستيائهم الشديد من هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه كلما توجهوا إلى مكتب البريد الوحيد على مستوى البلدية استنادا إلى تصريحات بعضهم.