تراجع الإقبال على شراء السكاكين و السواطير المقلدة عشية العيد أكد عدد من باعة السكاكين و السواطير بقسنطينة تراجع نسبة مبيعات سلعهم، مقارنة بالسنوات الماضية التي شهدت إقبالا ملفتا على مختلف السكاكين، فيما أكد البعض الآخر بأن أغلب المواطنين اكتفوا هذا العام بسن سكاكينهم القديمة، في ظل الأعباء المادية الكثيرة التي فرضها تتالي المناسبات و ما نجم عنه من إخلال بميزانية الأسر. و قد تراجع مشهد عرض السكاكين و السواطير على الأرصفة و بمداخل الأسواق و المحلات بالكثير من المناطق هذه السنة، عكس السنوات الماضية التي عرفت تنافسا كبيرا بين باعة أكثر الوسائل المستعملة في عيد الأضحى، و التي كانت تعرض أسابيع قبل موعد المناسبة، حيث يتفنن الباعة في رصها و توجيهها إلى أشعة الشمس حتى تنعكس عليها لجذب انتباه الزبائن و الفضوليين الذين يقفون للحظات طويلة يتأملون هذه الأسلحة البيضاء التي تسوّق بكل حرية و دون رقابة تذكر في هذا الموسم الذي يعتبره البعض موسما مربحا، لما يجنونه من كسب بفضل الإقبال الكبير على كل ما هو حاد. و ذكر عدد من الباعة بمدينة قسنطينة بأن سوق السكاكين عرفت نوعا من الركود هذه السنة، مشيرين إلى اكتفاء أغلب الزبائن بسن ما عندهم من سكاكين قديمة، حيث ذكر البائع لمين عطوي بأن الإقبال تضاعف أكثر على آلات الشواء الكهربائية و حتى التقليدية أكثر من السكاكين التي قل الطلب عليها مقارنة بالسنوات الأخيرة التي شهدت إقبالا على كل أنواع السكاكين و السواطير و بمختلف الأحجام و الماركات. و أشار بعض من تحدثنا إليهم إلى الأنواع المقلّدة التي غزت الأسواق، و تحقيقها لأكبر نسبة مبيعات بسبب أسعارها المغرية التي تراوحت بين 200و 650دج كالنوع المعروف باسم "كران داري" الذي أكد بعض الباعة تزايد الطلب عليه طيلة العام و ليس فقط عشية عيد الأضحى. و قال البائع موسى سعيدي بأن عددا مهما من الشباب يؤكدون على ماركة "أوبينال" رغم غلاء أسعارها و إن كانت هذه الأخيرة لم تنج من ظاهرة التقليد التي طالت كل مقاسات أحجامها المختلفة بدءا من الرقم 5الذي يصل مقاس شفرته الستة سنتيمتر إلى الرقم 13الذي يزيد حجم شفرته عن العشرين سنتيمتر مشيرا إلى استمرار احتلال السلع الصينية للصدارة من حيث نسبة المبيعات لأسعارها المنخفضة حسب ذات البائع. و ذكر أحد الزبائن الذي كان ينتقي سكينا بسوق بطو بوسط مدينة قسنطينة بأنه لجأ إلى صديق له خبير في السكاكين لأجل مساعدته على انتقاء سكاكين الذبح و السلخ كما قال، و استرسل آسرا بأنه يضطر كل سنة لشراء سكاكين جديدة لأن السكاكين القديمة لا تحافظ على حدتها رغم إعادة سنها. و سرد أحد الباعة بأن ثمة من الزبائن من تعوّدوا على شراء و لو سكينا واحدا جديدا، لاستعماله في عملية النحر معلّقا بأن الماركة أو البلد المنتج لا يهم الزبائن المتعوّدين على اقتناء السكاكين الجديدة في كل عيد أضحى، بل وحده السعر يتحكم في عملية الشراء. و ذكر آخر بأن الكثير من الزبائن يطلبون منهم نصائح و تدابير للحفاظ على حدة السكين أطول مدة ممكن، مؤكدا بأن السلع الأوروبية تبقى الأكثر طلبا من قبل المهتمين بالجودة، بالإضافة إلى السكاكين المطوية ذات الشفرة الرقيقة المستعملة بشكل خاص في عملية السلخ. و تبقى السكاكين المتراصة أمام المحلات و على الأرصفة تعلن عن نفسها بانعكاس أشعة على شفراتها الحادة وسط فضول الكثير من المارة الذين يتأملونها مطوّلا قبل شراء بعضها أو الاكتفاء بالمشاهدة فقط.