الرائد يعمق جراح البوبية تجرعت مولودية باتنة هزيمة مرة في حديقتها على يد الرائد اتحاد بلعباس في مقابلة اتسمت بالإثارة والاندفاع البدني، ولو أن مستواها الفني كان متوسطا، بفعل قلة التركيز ونقص الفعالية، حيث فضل كل طرف مراقبة اللعب وتحين أخطاء منافسه، الأمر الذي جعل الصراع يشتد أكثر في وسط الميدان، رغم أن المحليين كانوا السباقين إلى صنع اللعب، من خلال حملهم مبكرا مشعل المبادرات، إلى جانب السرعة في نقل الكرة إلى منطقة المنافس. هذه العوامل مكنت الباتنيين من مراقبة اللعب وفرض ضغط على دفاع الاتحاد الذي كان منضبطا، ورغم حالة الإحباط النفسي وضيق هامش المناورة، إلا أن أصحاب الأرض أبانوا عن نواياهم الجادة في إحداث التفوق، حيث رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، فيما اعتمد الضيوف على تجميد اللعب والاكتفاء بالمقاومة، ما جعلهم يتحملون ضغط البوبية الذي لم يكن كافيا لتجسيد السيطرة الميدانية في غياب النجاعة الهجومية واللمسة الأخيرة، خاصة بالنسبة للمودع إثر كرة ثابتة(د9)، قبل أن يخفق هلال في مخادعة فراجي، رغم وجوده في وضعية ملائمة(د17). ومع ذلك، لم يفقد أشبال بيرة ثقتهم في النفس، فحاولوا الرفع من ريتم الأداء وإقلاق سكينة الحارس الباتني بالاعتماد على المرتدات الخطيرة التي كادت أن تثمر لولا تسرع غاريش(د21) وكذا بن قورين الذي تصدى الحارس بن مالك لمحاولته على مرتين (د26)، لتأتي الدقيقة (33) التي أدار فيها الحظ ظهره لمهاجم البوبية غريبي بعد أن أخفق في خطف هدف السبق، رغم تواجده أمام شباك شاغرة. وهو ما أعطى شحنة بسيكولوجية للزوار الذين خرجوا من قوقعتهم وقاموا بسلسلة من الهجمات، أثمرت إحداها هدفا جميلا حمل توقيع غزالي برأسية محكمة عقب فتحة من أشيو وفي غفلة من الدفاع الباتني الذي كان مرتبكا(د45 + 1). دفاع الضيوف الذي عانى الأمرين في ال45 دقيقة الأولى، تحمل عبء اللعب خلال الشوط الثاني الذي دخله رفقاء عراس بكثير من العزم على إعادة الأمور إلى نصابها، في ظل انتعاش قاطرتهم الأمامية، إلى درجة أنه لم تمض ثماني دقائق حتى أهدر بن منصور فرصة سانحة لهز شباك فراجي. تراجع الضيوف إلى الخلف، واكتفائهم بتشتيت الكرة مع القيام بهجمات خاطفة في صورة محاولة غزالي(د65) صعب من مهمة الباتنيين الذين جانبوا التهديف بواسطة هلال الذي أدار له الحظ ظهره في هذا اللقاء(د75)، قبل أن يضيع عاتق فرصة مضاعفة مكسب فريقه(د79). ومع مرور الوقت، انخفض ريتم الأداء لدى التشكيلتين تزامنا مع إقدام أبناء المكرة على غلق كل الممرات وتسيير النتيجة والوقت بالاقتصاد في الجهد، إلى غاية نهاية المباراة بفوز كرس معاناة المحليين وعجزهم عن طرد النحس بأول نوفمبر.