يمكن أن نعتمد على الجزائريين في مجال التعاون الأمني لم نفرض أية ضريبة جديدة على السيارات الجزائرية التي تدخل التراب التونسي اعترف سفير تونسبالجزائر محمد نجيب حشانة أمس، بأن المؤسسة الأمنية في تونس عرفت ضعفا خلال الثورة لكنها بدأت تتأقلم مع الوضع تدريجيا وهي في تحسن، موضحا بأن بلاده تواجهها تحديات جديدة على رأسها الارهاب، مؤكدا في هذا السياق على بروز تحالف جديد بين الجماعات الارهابية و شبكات التهريب الدولية لما توفره هذه الجماعات من حماية للمهربين الذين بدورهم يدعمونهم بالمال لشراء الأسلحة وغيرها لتنفيذ عملياتها الاجرامية. السفير التونسي و خلال لقاء مع الوكالات السياحية الجزائرية بفندق صبري في عنابة، تحدث عن التفجير الانتحاري الأخير بمدينة سوسة، و قال بأن الأمن التونسي نجح في محاصرة الانتحاري قبل تفجير نفسه و أن الجماعة التي ينتمي إليها قامت بتفجيره عن بعد لأنه لم يستطيع تنفيذ الخطة التي كانت مرسومة، لاستهداف أكبر عدد من الأشخاص، معتبرا أن الارهاب لا حدود ولا جنسية له بدليل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عاشت حادثة مماثلة بلوس انجلس على اثر إقدام إرهابي بإطلاق النار على رجال أمن بالمطار. وأضاف السفير بأن بلاده كانت بصدد المساهمة بخبرتها في المجال السياحي للترويج للسياحة الصحراوية بالجزائر و قال في هذا الخصوص "لسوء الحظ حادثة تقنتورين أجهضت البرنامج الذي كان مسطرا لكن مع مرور الوقت سنتجاوز هذا الأمر ونساهم فعلا بتنمية السياحة في الصحراء الجزائرية". واعتبر السفير قضية إعفاء الحكومة التونسيةالجزائريين من استخدام جواز السفر لدخول إ أرضيها مجرد إشاعات، ذلك أن جواز السفر يعتبر إجراء أمنيا بالدرجة الأولى ولا يمكن اسقاطه خاصة في الظرف الراهن الذي تعرفه تونس، و لأنه يسمح أيضا بمعرفة هوية المجرمين والمطلوبين دوليا. كما فنّد قيام السلطات التونسية بفرض ضريبة جديدة على السيارات الجزائرية التي تدخل التراب التونسي موضحا بقوله " نحن التزمنا بتعليمات المنظمة الجمركية العربية التي فرضت نموذجا جديدا للتأمين على السيارات يحمل شعار جامعة الدول العربية، ولم نقم بفرض ضريبة جديدة". وكشف عن قرب تفعيل اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين سنة 2005 من أجل إعطاء مرونة أكثر للمبادلات التجارية، حيث سيتم تحديد قائمة تخص البضاعة المعنية بالإعفاء من الرسوم تمهيدا لإلغاء الحواجز الجمركية كليا، وذلك من أجل تحرير التجارة وإعطائها دفعا قويا بين البلدين. وأكد السفير التونسي على العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين، واصفا الجزائر بالشقيقة الكبرى، مشيدا بمستوى التعاون الكبير في جميع المجلات خاصة التنسيق الأمني على الحدود لكبح نشاط الجماعات الإرهابية التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الشعب التونسي. وأشار إلى التوجه الجديد في العلاقات بين البلدين نحو اللامركزية بتفعيل اتفاقيات التوأمة المجمدة منذ سنوات لخلق تبادل جدي في مختلف المجالات الثقافية، الرياضية، التعليمية، وغيرها " بهدف الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى استراتيجي لا يمكن العودة به إلى الوراء ". ولدى تطرقه إلى حركة الجزائريين خلال سنة 2013 نحو تونس سواء للسياحة أو العلاج كشف بأن العدد عرف ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية بنسبة 6.5 بالمائة، حيث ثم تسجيل دخول 900 ألف جزائري التراب التونسي هذه السنة بزيادة قدرها 200 ألف سائح سنة 2012، معتبرا ذلك مؤشرا إيجابيا يؤكد تضامن الشعب الجزائر مع أشقائه ، وكسر المخاوف التي تتحدث عن التدهور الكبير في الوضع الأمني، مشيرا في المقابل إلى تسجيل خلال سنة 2013 دخول 400 ألف تونسيالجزائر وهو رقم اعتبره مهما جدا و يؤكد متانة العلاقات بين البلدين.