كشف أمس السيد محمد نجيب حشانة سعادة سفير تونسبالجزائر في تصريح حصري خص به جريدة «الشعب» عن إجراءات جديدة لفائدة الجزائريين الراغبين في العمل والإقامة في تونس بتسهيلات إغرائية تتمثل في إلغاء العمل بشهادة الإعفاء من تأشيرة عقد الشغل بالنسبة للمواطنين الجزائريين المقيمين وغير المقيمين بتونس من الراغبين في ممارسة أي نشاط بها، معلنا عن منح بطاقة الإقامة لكل مواطن جزائري يستظهر عقد شغل موقع من طرف مؤسسة متواجدة بتونس دون المطالبة بترخيص العمل، وقال ان هذه الإجراءات التي تعكس عمق أواصر علاقات الأخوة تدخل حيز السريان في الفاتح جوان الداخل. أكد سعادة سفير تونسبالجزائر محمد نجيب حشانة في زيارة خص بها جريدة «الشعب» أن القمة المغاربية من المقرر ان تعقد ببرقة التونسية، في الفترة الممتدة ما بين 8 و13 أكتوبر القادم، ووقف السفير في سياق متصل على حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وصفه بالصادق والعميق لإحياء الإتحاد المغاربي من جديد بالكثير من الواقعية وبطريقة فعلية ترسي مجددا نجاعته، على اعتبار أن الإتحاد المغاربي لم تجتمع قيادته منذ سنة 1994، ويرى السفير التونسي محمد حشانة أن رغبة كبيرة يحملها قادة الدول المغاربية لتفعيل الإتحاد المغاربي، تدفعها في ذلك شعوبها التي لن تتخلى عن حلم الوحدة المغاربية. وأبدى السفير التونسيبالجزائر تفاؤلا كبيرا بإنعقاد القمة المغاربية المقبلة التي ستحتضنها برقة التونسية، والتي كما اشار يحرص فيها على تكريس وحدة البلدان المغاربية لأنها تدرك حقيقة أن مصيرها مشترك . وفي رده على سؤال يتعلق بأهم الملفات التي يرتقب طرحها على القمة المغاربية المقبلة، أوضح سعادة السفير التونسي أنه يتصدرها ملف دراسة المشاريع الكبرى المتمثلة في الطرقات والجسور وعلى اعتبار أنه يوجد ما لايقل عن 38 إتفاقية مبرمة وتقتضي إعادة مراجعتها لأن الوضع الراهن حسب رؤيته الإستراتيجية، في تطور مستمر وأعطى مثالا على ذلك بالجزائر التي قال أنها تطورت بشكل لافت لأنها شهدت نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة. ولم يخف السفير حشانة أن الملفات ذات الطابع الأمني والسياحي ستكون مطروحة بقوة خلال القمة المغاربية القادمة. التحديات الأمنية والاستقرار في الصدارة واعتبر السفير التونسي أن جريدة «الشعب» الجزائرية لديها رصيد تاريخي هام جدا وتتسم بالكثير من الإيجابيات على غرار المصداقية التي يتحلى بها هذا العنوان الإعلامي العريق اليومي والإخباري سياسيا وثقافيا ورياضيا واقتصاديا في الجزائروتونس، وذهب السفير حشانة إلى أبعد من ذلك عندما اعترف بأن جريدة «الشعب» تذكر الجميع بالملحمة التاريخية لأم الجرائد، بالنظر إلى أهمية الإعلام في إثراء وتعزيز العلاقة بين الدولتين الجارتين اللتين يجمعهما تاريخ مشترك والشاهد على ذلك دماء الشعبين الشقيقين التي سالت خلال حقبة الإستعمار، وإلى جانب الجغرافيا التي لا يمكن أن نغيرها فيستحيل أن نحول تونس إلى المحيط الهادي والجزائر إلى المحيط الهندي بحكم الجوار ووحدة المصير، ولأن الأمن القومي التونسي مرتبط بالأمن القومي الجزائري إقتصاديا وعسكريا وأمنيا. وراهن السفير التونسي على العمل المشترك بين البلدين ووصفه بالضروري والمهم جدا عن طريق دعم ومواصلة الجهود المشتركة من أجل المزيد من دعم العلاقات التي يرى أنها إذا تعلقت بين الجزائروتونس تكون دائما ممتازة، لكنها أضاف يقول تحتاج دوما إلى فيتامينات، حتى نكون في مستوى تحديات التنمية، بهدف إيلاء العناية بشعوبنا لضمان لهم الرفاه في الشغل والسكن على وجه الخصوص. ومن خلال إثارته لمسألة التحديات تطرق السفير إلى أهمية الإستقرار والأمان العاملان المهمان لإرساء أي تنمية حقيقية، ولم يخف ان المستجدات الراهنة أسفرت عن تحديات بالمنطقة خاصة أمام إقامة دولة إسلامية مستقلة بمالي، ومن خلال تشريحه قال يجب أن نكون فاعلين لمواجهة هذه التحديات التي حسبه تحمل الكثير من الخطورة، ويتطلب الأمر حسب تقديره توطيد العلاقات بين الجزائروتونس حتى يكون دعم أوسع للهيكل المغاربي للتعاون من أجل التغلب على التحديات الجديدة. الانعزال يهددنا بالزوال واعترف السفير حشانة أن الظروف الراهنة وفي الوقت الحالي يتطلب منا التكتل كون العالم صار ينصهر في تكتلات إقليمية، ولم يعد حسبه هذا الطرح خيارا بل ضرورة وحتمية، لأنه يجب أن نكون أو لا نكون ولا مجال للتفكير في الأمر، لتأكيد تواجدنا وفعاليتنا على اعتبار أن الإنعزال صار يهددنا بالزوال. وتحدث سعادة السفير محمد حشانة بلغة تفاؤلية لا تخلو من الواقعية معززة بالأرقام أن منطقة المغرب العربي بإمكانها أن تستقطب لوحدها ما لا يقل عن 25 مليون سائح لدول المغرب العربي ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في مدة لا تزيد عن 5 سنوات حسب دراسة أعدتها منظمة السياحة الدولية وتمثل 2 بالمائة من الدخل الوطني الخام حيث سيسمح كل هذا إلى خلق ما بين 20 و25 ألف منصب شغل . وأثنى السفير مطولا على التعاون الجزائري السياحي الذي انطلق في التعاون الثقافي السياحي المشترك، متوقعا تقدما واتساعا لأواصر التعاون خاصة في المجال السياحي خاصة على ضوء مل يمتلكه ويزخر به البلدان، مطمئنا بأن الوضع في تونس في تحسن مستمر والتجاوزات التي تحدث جد محدودة بالنظر إلى الوعي الكبير الذي يتحلى به المواطن والشعب التونسي وبفضل الدور الذي تلعبه المرأة التونسية من خلال حكمتها واحتراقها بالتفاني في العمل. يذكر ان الإجراءات الجديدة التي أطلقتها تونس لفائدة الجزائريين تمثلت في تسهيلات في العمل والإقامة تعكس عمق الروابط الاخوية، وحرص الأشقاء التونسيين في تقوية التعاون والإندماج بل والتكامل بين البلدين خاصة وأن شعوب المغرب العربي تحلم دوما بالوحدة وتعزيز العمل والتعاون المشترك على جميع الأصعدة الحيوية.