لا نخشى الكوت ديفوار وسنلعب من أجل الفوز والتأهل اعترف الناخب الوطني رابح سعدان بصعوبة مأمورية " الخضر" سهرة اليوم أمام منتخب كوت ديفوار، لكن و مع فقد أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة التشكيلة الجزائرية على رفع التحدي و كسب تأشيرة المرور إلى المربع الذهبي، مؤكدا في هذا السياق بأن مرحلة النضج التي بلغها اللاعبون و الإرادة الكبيرة التي يتسلحون بها تجعله ينتظر منهم رد فعل إيجابي، من دون أن يخشى مواجهة أي منافس مهما كانت قوته، ليخلص إلى القول بأن النخبة الوطنية لها كلمتها ستقولها في هذه المقابلة المصيرية، و ذلك بالدفاع عن حظوظها في التأهل إلى غاية آخر لحظة، و السعي لمواصلة المشوار المؤدي إلى منصة التتويج. سعدان و في مداخلة عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية صبيحة أمس السبت، قال أن العناصر الوطنية جاهزة لخوض مقابلة ربع النهائي ضد المنتخب الإيفواري، و أن الأمور داخل معسكر " الخضر " على حد قوله تسير في الاتجاه السليم، لأن التشكيلة تحضر بجدية لهذا الموعد الهام، و الجميع على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأن المسعى يتمثل في تقديم مباراة في المستوى، وبذل قصارى الجهود من أجل كسب الرهان و الظفر بتأشيرة المرور إلى نصف النهائي ، ولو أن الشيخ استطرد قائلا في هذا الشأن" حقيقة أن المواجهة ستكون صعبة للطرفين لكننا ليس لدينا ما نخسره، بعد نجاحنا في تحقيق الهدف المسطر و تجاوز عقبة الدور الأول، لكننا لن ندخل أرضية الميدان بغرض تحصين الدفاع و تحمل عبء المباراة، و إنما من أجل البحث عن الفوز، و تأدية مقابلة تليق بالمستوى الذي بلغته الكرة الجزائرية التي ستمثل العرب في مونديال جنوب إفريقيا، و عليه فإننا سنلعب ورقة الهجوم للظهور بكامل إمكانياتنا". مشاركة شاوشي ومقني مستبعدة جدا وتأكيد على جاهزية زماموش للحراسة على صعيد آخر أوضح سعدان بأن مشاركة الحارس فوزي شاوشي في لقاء اليوم تبقى غير مؤكدة، لأنه أحس بالآلام حين عاد سهرة أول أمس الجمعة إلى أجواء التدريبات بصفة تدريجية ، حيث ركض على إنفراد مع مدرب الحراس بلحاجي و أحس بآلام في الظهر، و شاوشي - حسب تصريح سعدان يبقى يخضع لعلاج مكثف ، و مصيره سيتحدد صبيحة اليوم خلال الاجتماع الذي سيكون بين الطاقمين الفني و الطبي، و لو أن الناخب الوطني عمد إلى التأكيد على أن الحارس محمد لمين زماموش خضع لبرنامج تحضيري خاص تحسبا لهذه المقابلة، حيث تم إعداده من الناحية النفسية للعب كأساسي ضد كوت ديفوار، و هو على أتم الاستعداد لحراسة عرين " الخضر" لأول مرة كما كان عليه الحال مع شاوشي في المقابلة الفاصلة ضد المنتخب المصري بالسودان، و قد أكد الناخب الوطني في هذا الصدد بأنه ليس متخوف من قضية حراسة المرمى لأن الثقة كبيرة في زماموش لتأدية مباراة في المستوى..من جهة أخرى أشار سعدان إلى أن مشاركة اللاعب مراد مقني في هذه المواجهة تبقى رهينة الضوء الأخضر من الطاقم الطبي، لأن لاعب نادي لازيو روما الإيطالي كان قد أحس بآلام بعد مشاركة في نحو 20 دقيقة من مواجهة أنغولا، و شارك في الحصة التدريبية لسهرة الجمعة، إلا أن القرار الأخير يبقى بيد الطاقم الطبي، لأن مقني ليس في أحسن أحواله الصحية مقارنة بما كان عليه في التصفيات. احتفظ بنفس التشكيلة وصايفي خارج التعداد إلى نهاية الكان و بخصوص التعداد ، أكد الناخب الوطني بأنه يعتزم الاحتفاظ بنفس التشكيلة التي خاضت لقائي مالي و أنغولا، لأن المنتخب أدى مقابلتين كبيرتين و ظهر بوجهه المعهود سواء من الناحية البسيكولوجية أو من حيث العطاء البدني، و هنا عاد سعدان للحديث عن العمل الجاد الذي قام به في التربص الذي أقيم بكاستيلي جنوبفرنسا، و عليه فإن مدرب " الخضر" سارع إلى التأكيد على أنه يعمل دوما على ضمان الاستقرار و الاستمرارية في العمل، مادامت التشكيلة الوطنية أظهرت انسجاما كبيرا، و الدفاع تمكن من المحافظة على نظافة الشباك على مدار 180 دقيقة أمام منافسين يملكون أقوى خط هجوم في هذه الدورة، و " التغييرات إذا كانت فهي حتمية، فغياب شاوشي و تعويضه بزماموش قد يكون التغيير الوحيد الذي قد ندخله على تشكيلتنا عند ملاقاة كوت ديفوار، على أمل المواصلة بنفس الديناميكية و الوتيرة" إستطرد الشيخ سعدان قبل أن يكشف عن قرار إبقاء المهاجم رفيق صايفي بعيدا عن التعداد و خارج دائرة الإستغلال إلى غاية نهاية دورة أنغولا ، لأن هذا اللاعب تعرض لإصابة ، و لم يتمكن من المشاركة مع زملائه في التدريبات، حيث إكتفى بالركض الخفيف في الحصة التدريبية لسهرة أول أمس ، و الطاقم الفني حسب سعدان لا يمكنه أن يغامر بهذا المهاجم، لأن حالته الصحية تتطلب خضوعه لعلاج مكثف، و هي الحالة التي قلصت تعداد " الخضر " في هذا " الكان" إلى 20 لاعبا فقط، بعد مغادرة لموشية المنتخب، و كذا عودة بزاز إلى فرنسا للعلاج من الإصابة الخطيرة التي تعرض لها على مستوى الركبة، و لو أن القائمة مرشحة للتقلص في حال المرور إلى نصف النهائي، لأن الحارس شاوشي قد لا يتمكن من العودة إلى أجواء المنافسة في هذه الدورة. رفض الحديث عن قضية زياية وعنتر يحيي دوما في الإحتياط بالموازاة مع ذلك أكد الشيخ سعدان بأن المدافع عنتر يحي لن يكون أساسيا في مباراة اليوم و أن المهام الدفاعية ستسند لكل من العيفاوي، حليش، بوقرة و بلحاج، لأن عنتر يتواجد حاليا في مرحلة إعادة التأهيل البدني، كونه ظل بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية منذ مقابلة السودان قبل شهرين، بسبب الإصابة التي تعرض لها، و مع ذلك فقد قال المدرب الوطني بأن صانع ملحمة أم درمان يبقى تحت تصرف الطاقم الفني الوطني، وتواجده ضمن قائمة الإحتياطيين قد يرغم الطاقم على الاعتماد عليه في أية لحظة من المباراة، خاصة إذا إقتضت الضرورة ذلك، لأن عنتر يحي له من المؤهلات الفردية ما يسمح له بالعودة بسرعة إلى مستواه الحقيقي، و المخاوف تبقى من تفاقم حالته الصحية.. سعدان أبدى استياءه الكبير من الأطراف التي تسعى إلى التدخل في صلاحيات الطاقم الفني خاصة بالحديث عن إمكانية الاستنجاد بخدمات المهاجم عبد المالك زياية في محاولة لإعطاء ديناميكية أكبر لخط الهجوم الذي كان عقيما في مباريات الدور الأول، حيث رفض سعدان الحديث عن هذه القضية و اعتبرها تشكيك في قدرات الطاقم الفني وخياراته، قائلا : دعونا نعمل ونحن مسؤولون عن خياراتنا، و على دراية بكل خطوة نقوم بها". الرطوبة العالية وأرضية الميدان أكبر هاجس في لقاء اليوم من جهة أخرى أشار سعدان إلى أن الظروف المناخية تبقى أكبر هاجس يخشاه الطاقم الفني في مباراة اليوم، إلى نسبة الرطوبة بمدينة كابيندا أعلى مما كانت مسجلة في العاصمة الأنغولية لواندا، لأن " الخضر" و كما قال " تدربوا سهرة الجمعة في ظروف مناخية استثنائية لأن نسبة الرطوبة عالية جدا و تقارب- 90 بالمئة، وهي نفس الظروف التي من المنتظر أن تجرى فيها هذه المقابلة لأننا تدربنا في نفس التوقيت و وقفنا على مشكل الرطوبة، فضلا عن إشكالية أرضية الميدان التي تبقى غير صالحة، و ملعب العاصمة لواندا أحسن بكثير من ملعب كابيندا، و قد أثار الإيفواريون هذا العائق و تحدثوا عنه بحدة، لكن المشكل سيكون مطروحا بالنسبة للمنتخبين " و قد عمد سعدان إلى التأكيد على أن العناصر الوطنية تعودت على اجواء أنغولا، خاصة بعد قضاء أزيد من أسبوعين في هذا البلد. معاينة أشرطة فيديو للوقوف على إمكانيات الفيلة و إذا كان مدرب الفيلة قد أكد بأنه اعتمد على أشرطة الفيديو للمقابلات الخمس الأخيرة التي أجراها المنتخب الجزائري، فإن الشيخ سعدان أكد بدوره بأنه يعتمد على نفس السلاح ، حيث عاين رفقة الطاقم الفني العديد من أشرطة المباريات التي خاضها منتخب كوت ديفوار خاصة في التصفيات المزدوجة، و ذلك بغرض السماح للاعبين بأخذ نظرة شاملة عن إمكانيات المنافس، و قد أوضح سعدان بأن منتخب " الفيلة" منافس من العيار الثقيل ، يبقى على حد قوله من أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، فضلا عن كونه يبقى من أقوى المنتخبات على الصعيد الإفريقي لأنه تأهل للمرة الثانية على التوالي إلى المونديال، مع عدم تلقيه أية هزيمة في التصفيات ، وهذا المنافس يضم حسب سعدان لاعبين من الطراز الرفيع لكنها لا تخفينا، لأن كل منتخب يعرف جيدا خبايا منافسه، والاحتفاظ بالتركيز و التوازن يبقى أبرز مفتاح لكسب الرهان في هذه المباراة.
