لا نخشى أي منافس وهدفنا العودة باللقب القاري اعتبر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة تأهل الخضر إلى المربع الذهبي بمثابة خطوة عملاقة نحو تجسيد الحلم الذي يراود 36 مليون جزائري، و المتمثل في التتويج باللقب القاري ، لأن التشكيلة الوطنية على حد قول ذات المتحدث- استعادت كامل روحها المعنوية، و برهنت لكل المتتبعين بأنها من أقوى المنتخبات على الصعيد الإفريقي، كما أن الأمل عاد إلى قلوب الجزائريين، بعد الانطلاقة الكارثية و التي تبقى أسبابها الظروف المناخية القاسية و كذا الضغوطات النفسية الكبيرة التي فرضت على اللاعبين من نواديهم الأوروبية عقب حادثة الاعتداء على المنتخب الطوغولي. راوراوة، وفي مداخلة عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية صبيحة أمس الاثنين، قال أن الأداء الذي قدمه" الخضر" ضد كوت ديفوار كان كافيا للكشف عن العودة القوية للكرة الجزائرية على الصعيدين القاري و العالمي، و أن هذا المردود مكن التشكيلة الوطنية من الظهور بنفس الوجه الذي كانت عليه في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى " الكان و المونديال" ، خاصة من الناحية المعنوية، لأن اللاعبين " خاضوا لقاءات الدور الأول تحت تأثير الضغط النفسي خوفا من الإقصاء المبكر، سيما بعد الهزيمة المفاجئة أمام مالاوي، لكن بلوغ الدور الثاني، فك هذه العقدة، و ملاقاة كوت ديفوار كانت بنية السعي للظهور بوجه يليق بالسمعة التي أصبحت تحظى بها الكرة الجزائرية منذ تحقيق حلم التأهل إلى المونديال"..و انطلاقا من هذه المعطيات أوضح رئيس الفاف بأن تجاوز عقبة " الفيلة" بالأداء و النتيجة يبقى مؤشرا إيجابيا على قدرة المنتخب الوطني على مواصلة المشوار الإيجابي في الكان" من موقع قوة، و النظر إلى منصة التتويج من زاوية التفاؤل، لأن المنتخب الإيفواري كان أبرز وأكبر المرشحين للظفر باللقب الإفريقي، والإطاحة به بعد مباراة بطولية دليل ميداني صريح على قوة التشكيلة الجزائرية على جميع الأصعدة، ليخلص راوراوة إلى التأكيد على أن المرور إلى المربع الذهبي يجعل "الخضر" لا يخشون ملاقاة أي منافس كان في نصف النهائي، لأن النخبة الوطنية تطمح للعودة من الأراضي الأنغولية بالتاج القاري، و أن مسؤولي الاتحادية كانوا قبيل انطلاق الكان قد حددوا اللقاء النهائي كهدف أساسي من المشاركة في هذه الدورة، و الثقة التي تسلح بها اللاعبون و الطاقم الفني بعد السقوط المدوي أمام مالاوي تبقى سر العودة القوية للمنتخب الوطني في هذه الدورة . لا مخاوف على شاوشي وزياني ومقني وغزال تحت العناية الطبية على صعيد آخر، كشف رئيس الفاف إلى أن الحارس فوزي شاوشي تم نقله إلى مستشفى مدينة كابيندا مباشرة بعد نهاية مباراة سهرة أول أمس، أين خضع لفحوصات طبية مدققة، كشفت بأن الإصابة التي يعاني منها حارس مرمى الخضر كانت خفيفة لا تثير المخاوف، وأن شاوشي حسب تأكيد روراوة- سيواصل الخضوع للعلاج ، و أنه سيكون حاضرا في لقاء نصف النهائي هذا الخميس، في الوقت الذي أكد فيه الرجل الأول في المنظومة الكروية الوطنية بأن العطاء البدني البطولي للاعبين انعكس بصورة مباشرة على الحالة الصحية لبعض العناصر و في مقدمتهم كريم زياني الذي لم يتمكن من مواصلة الوقت الإضافي بعد تعرضه لإصابة، و هو ما يبقي هذا اللاعب تحت الرقابة الطبية المركزة، حيث أنه أجرى فحصا دقيقا بالأشعة سهرة أول أمس، و مشاركته في مباراة بصف النهائي تبقى معلقة إلى غاية تلقي الضوء الأخضر من الطاقم الطبي للمنتخب بقيادة الدكتور محمد بوغلالي، و كذا الطبيب الألماني الذي استنجدت الفاف بخدماته في هذه الدورة، و لو أن روراوة أشار في نفس السياق إلى أن مراد مقني يعاني بدوره من إصابة، و أنه اضطر إلى طلب تغيير بعدما أحس بآلام خفيفة ناجمة عن الإصابة التي ظل يعاني منها منذ بداية العرس الكروي القاري، في الوقت الذي أكد فيه روراوة بأن إصابة غزال تجبره على البقاء تحت العناية الطبية المركزة تحضيرا للقاء هذا الخميس، ومع ذلك فقد أبدى رئيس الاتحادية تفاؤلا كبيرا بمشاركة كل العناصر الوطنية في المقابلة الهامة التي ستجرى بعد غد، لأن الطاقم الطبي سيعمل المستحيل لإعادة تأهيل اللاعبين من الناحية الصحية و جعلهم على أهبة الاستعداد لمواصلة المشوار بجدية نحو منصة التتويج، سيما وأن اللاعبين الجزائريين كما قال ذات المتحدث اعتادوا على تحدي الإصابات من أجل المشاركة في المواعيد الكبرى على غرار ما حدث قبيل مقابلتي القاهرة و الخرطوم من أجل كسب تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. السفر إلى بانغيلا والشروع في التحضير لنصف النهائي و بخصوص برنامج تحضيرات الخضر لمباراة نصف النهائي، أوضح روراوة بأن مشكل ضيق الوقت يبقى أكبر هاجس يخشاه الجزائريون قبيل هذا الموعد الهام و المصيري، لأن النخبة الوطنية لعبت مباراة بطولية على امتداد 120 دقيقة قدم خلالها اللاعبون مجهودات بدنية معتبرة، وهم مضطرون لخوض مقابلة أخرى أكثر أهمية ، وبعد هذا التأهل فإن مسؤولي الاتحادية على حد قوله اتخذوا كافة الإجراءات من أجل تمكين الطاقم الفني من تجسيد البرنامج الذي سطره، وذلك بطلب طائرة خاصة من اللجنة المنظمة للدورة لضمان التنقل في أفضل الظروف من كابيندا إلى مقاطعة بانغيل، و يكون الخضر قد غادروا كابيندا و حطوا الرحال ببانغيلا في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، على أن ينطلق التحضير لمباراة نصف النهائي بداية من ظهيرة اليوم ، ولو أن روراوة أعرب عن تفاؤله الكبير بمواصلة الخضر مغامرتهم الناجحة في العرس الكروي القاري، لأن الأجواء السائدة داخل المنتخب تبعث حسبه على الكثير من الارتياح، والمجموعة منسجمة ومتماسكة وتحدوها عزيمة كبيرة لرفع التحدي و صنع أفراح الجزائريين بعد فرحة التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس العالم.