لا أقوم بحملة انتخابية ولا تنتقدوا عباراتي لأني أتحدث لغة الشعب * الدولة ستواصل سياستها الاجتماعية نفى الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، أن تكون زياراته للولايات حملة انتخابية مسبقة في رد على اتهامات أحزاب سياسية ووسائط إعلامية لسلال بتمهيد طريق الرئاسيات بزيارات يتم خلالها توزيع أغلفة مالية على الولايات. من جهة اخرى لم يتردد سلال في التطرق إلى ما راج على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن لغته، حيث دافع عن نفسه بالقول أنه يتحدث لغة الشعب ولا يريد الحديث بلغة كلاسيكية، وحين يقتضي الامر الحديث بالفصحى سيفعل ذلك. وأعلن أمس الوزير عن انضمام الجزائر رسميا إلى المحطة الدولية للأبحاث الفضائية لتكون بذلك العضو الرابع عشر إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وغيرهما من الدول المتقدمة في هذا المجال. وقال سلال في كلمته الافتتاحية لأشغال جلسة العمل الموسعة للمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني لولاية غليزان في ختام زيارته لهذه الولاية '' إن الراية الجزائرية سترفرف عاليا وقريبا فوق مبنى المحطة الدولية للأبحاث الفضائية التي تضم البلدان المتقدمة في ميدان الأبحاث الفضائية '' وقال '' إن هذا الانضمام قد تحقق بفضل الخبراء الجزائريين الذين أصبحوا من بين أكبر الخبراء في علم الفضاء من خلال تواجدهم بالمركز الدولي للأبحاث الفضائية مع الدول الكبرى في هذا المجال كالولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان''، معتبرا أن هذه النتيجة جاءت بفضل سياسة الدولة التي استثمرت في التكوين والتي ستتحقق بفضلها نتائج أحسن في المستقبل''. ولم يقدم الوزير الأول تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع وقال أنه يترك التفاصيل لوزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي ليعلن التفاصيل اليوم الأحد في ندوة صحفية. وبعد أن أسهب في الحديث عن الدور الذي يلعبه الشباب الجزائري في رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية جدد الوزير الأول الإشادة بالانتصار الأخير للمنتخب الوطني لكرة القدم و تأهله إلى كأس العالم بالبرازيل وقال '' إن هؤلاء الشباب ''عناصر المنتخب الوطني''هم أولادكم، رفعوا الراية الوطنية وأعادوا الأمل للشبيبة الجزائرية". وأثناء تطرقه للجانب الاقتصادي أشاد سلال بالتطور الذي عرفته ولاية غليزان في قطاع الصناعة على غرار صناعة النسيج خاصة في ظل الشراكة مع الأتراك، مؤكدا عزم الدولة تشجيع المستثمرين في مجال الصناعة من خلال التسهيلات التي تقدمها وانتهز الفرصة لتقديم الانتقادات للمشاكل البيروقراطية التي تعرقل الاستثمار. كما أكد بالمناسبة بان الجزائر ستصبح كثيرا بلدا مصدرا للأسمنت بعد أن كانت من مستوردي هذه المادة وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة سواء التي يجري إنجازها أو تلك التي سيتم إطلاقها. من جهة أخرى حرص سلال على الرد على منتقديه الذين قدموا تأويلات خاصة لزياراته لمختلف ولايات الوطن التي شملت إلى اليوم حوالي 30 ولاية، على أساس أنها تدخل في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 وقال أن الأمر مرتبط فقط بالحصيلة التي ستقدمها الحكومة حول نشاطها في بداية سنة 2014 . وقال الوزير الأول '' إن زيارة اليوم وغيرها من الزيارات التي أقوم بها إلى الولايات ليس لها علاقة بأية حملة انتخابية مثلما يحاول البعض تأويله" مضيفا "نحن لدينا برنامج تعاهدنا به أمام البرلمان وأمام رئيس الجمهورية من أجل تجسيده على مستوى 48 ولاية و 1541 بلدية لذلك فمن الضروري أن تقدم الحكومة في بداية السنة القادمة حوصلة حول ما قامت به من نشاط و ما وصلت إليه البلاد من تطور". كما حرص على إبراز بأن الجزائر متجهة عن قريب إلى استحقاق رئاسي، مما يستدعي حسبه الأمر الذي يستدعي الإسراع في تدارك النقائص في الميدان و مواصلة العمل لتحقيق الأهداف المسطرة في خطة عمل الحكومة، مشيرا إلى أن زياراته للولايات مكنت من حل الكثير من المشاكل، وألح بالمناسبة على أهمية وضرورة الإسراع في وتيرة إنجاز مختلف المشاريع المسجلة في مخطط التنمية الوطنية لحل مشاكل المواطنين وتدارك التأخر المسجل في العديد من القطاعات. من جهة أخرى أكد سلال على أن الدولة ستواصل سياستها في تدعيم الجانب الاجتماعي لا سيما ما تعلق بالسلع ذات الاستهلاك الواسع وتوفير الخدمات والطب المجاني مؤكدا بأن الشعب يستحق ذلك نظرا لما عاناه خلال فترة الاحتلال الفرنسي وسنوات الإرهاب وأيضا باعتبار أنه هو مالك الأرض والثروة. ولم يفوت الوزير الأول ليرد بشكل تهكمي على منتقدي بعض العبارات الدارجة التي يستعملها في تدخلاتها وقال '' لا تنتقدوا عباراتي لأنني أحرص على الحديث باللغة التي يفهمها الشعب ولا أريد أن أتحدث بلغة كلاسيكية '' مؤكدا بأنه لكل مقام مقال وسيستعمل اللغة الفصحى متى تطلب الأمر منه ذلك.