بلجيكا..المفاجأة السارة بأقوى دفاع في التصفيات الأوروبية إذا كان منتخب بلجيكا قد غاب عن نهائيات كاس العالم في الدورتين السابقين فإنه صنع الحدث في التصفيات الأوروبية، كونه تأهل عن جدارة و استحقاق إلى البرازيل بعدما تصدر المجموعة الأولى متقدما على منتخب كرواتيا، و قد شاءت الصدف أن يضمن " الشياطين الحمر " تأهلهم إلى النهائيات بفضل الفوز المحقق في زغرب، بثنائية حملت توقيع النجم الصاعد لوكاكو. و لعل ما يحسب لمنتخب بلجيكا صلابة قاعدته الدفاعية، بوجود صخرة الدفاع فانسان كومباني لاعب مانشستر سيتي و الحارس المتألق كورتوا، لأن الدفاع البلجيكي هو الأقوى في التصفيات الأوروبية، على إعتبار أنه لم يتلق سوى 4 أهداف في 10 مباريات، كما أن " الشياطين الحمر " أنهوا مشوارهم في التصفيات من دون تذوق مرارة الهزيمة، لأنهم تعادلوا في مناسبتين داخل الديار، و كان ذلك أمام كل من كرواتيا و ويلز، مقابل نجاحهم في الفوز في جميع المباريات التي خاضوها خارج الأراضي البلجيكية، و هو ما يكشف عن النزعة الهجومية التي يميل إليها المدرب مارك فيلموتس الذي كان من أبرز مهاجمي منتخب بلجيكا. هذا و يتشكل المنتخب البلجيكي من ترسانة من المواهب الشابة التي برزت في أولمبياد بكين، و رسمت عهدا جديدا لكرة القدم البلجيكية بعد غياب لأزيد من عشرية عن الساحة الكروية العالمية، لأن هذه النخبة حملت المشعل في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل، و نجحت في تحقيق المبتغى، في صورة الحارس كورتوا، بروين، ميرالاس، لوكاكو، فيلايني، هازارد، فيتسل، ديفور، فيرمايلين، كومباني و المخضرم دانيال فان بويتن، كون هذا الأسماء شكلت الركيزة الأساسية للتشكيلة التي ظل المدرب فيلموتس يراهن عليها، مع إعتماده على روح المجموعة في التصفيات، سيما و أن أغلب هذه العناصر تنشط في خيرة الأندية الأنجليزية، و تمتع بلياقة بدنية عالية. إلى ذلك فقد شكل تواجد منتخب بلجيكا في صدارة إحدى المجموعات في نهائيات كاس العالم واحدة من المفاجآت، لأن " الشياطين الحمر " و إن سبق لهم المشاركة في المونديال 11 مرة، فإنهم غابوا عن آخر دورتين، لكن المقياس الذي أخذته الفيفا لتحديد المستويات سمح لمنتخب بلجيكا بتصدر المجموعة الثامنة، بفضل سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها في التصفيات، لأن هذا المنتخب كان في بداية التصفيات يتواجد في المركز 53 عالميا، إلا أنه إرتقى إلى أحسن المنتخبات، و أصبح يتواجد في الصف 11 في اللائحة العالمية. و يعلق البلجيكيون آمالا عريضة على المدرب مارك فيلموتس الذي شق طريقه كمدرب للمنتخب بعد نجاحه في صنع التأهل إلى المونديال، رغم أنه لا يتجاوز من العمر 44 سنة، بعدما كان من نجوم " الشياطين الحمر" في عقود سابقة، لأن فيلموتس خاض في مشواره الكروي 70 مباراة دولية، سجل خلالها 28 هدفا، و لو أن هذا النجم كان قد إعتزل اللعب و خاض تجربة في عالم السياسة، ليعود بعدها إلى التدريب، ليتكفل بمهمة تدريب المنتخب البلجيكي خلفا لمواطنه و مدربه جورج ليكنس الذي أقيل من منصبه في ماي 2012، فأصبح فيلموتس بطلا قوميا في بلجيكا بعدما تمكن من بعث الروح في المنتخب، و الظهور بمستوى مميز في التصفيات، لتكون ثمرة عمله تأهل لم يكن منتظرا إلى المونديال، لأن كل المعطيات كانت ترشح منتخب كرواتيا لتصدر المجموعة. الروس مرشحون على الورق، صراع محتمل مع بلجيكا و كوريا الحلقة الأضعف صنف الإتحاد الدولي لكرة القدم المجموعة الثامنة الأكثر تكافؤا بعد إفرازات عملية سحب القرعة، بضمها منتخبين أوروبيين صلبين، و هما بلجيكا و روسيا و تواجدهما إلى جانب كوريا الجنوبية و الجزائر اللذان لا يزالان في طور الإنجاز، و لو أن الفيفا أشارت في تقرير نشرته على موقعها على شبكة الأنترنيت بأن " الخضر " سيسعون للوصول إلى الشباك في مونديال البرازيل بعدما كانوا قد صاموا عن التهديف في 3 مباريات في الدورة الأول من النسخة الماضية بجنوب إفريقيا، إلى درجة أنهم كانوا المنتخب الوحيد الذي ودع المونديال دون تسجيل أي هدف في تلك الطبعة. الفيفا و إن لمحت في قراءتها الأولية إلى إمكانية تصنيف المنتخب الجزائري في خانة الحصان الأسود للمجموعة الثامنة، مادامت كل الحسابات تصب في رصيد بلجيكا و روسيا لكسب الرهان و المرور إلى الدور الثاني، فإنها بالمقابل أدرجت كل من سفيان فيغولي و سافير تايدر ضمن قائمة نجوم هذا الفوج، و هذا برفقة نجوم " الشياطين الحمر " الهداف لوكاكو و صانع الألعاب فيلايني، إضافة إلى الثنائي الروسي كوكورين و أكينفييف و كذا بارك تشو يونغ من كوريا الجنوبية. روسيا: كابيلو يعيد للدب عافيته تحضيرا لمونديال 2018 لم يتوان الإتحاد الدولي في موقعه الرسمي في تصنيف المنتخب الروسي في خانة أكبر المرشحين للمرور إلى الدور الثاني بالنظر إلى تركيبة المجموعة التي أوقعته فيها عملية القرعة،لأن المنافس الثاني للمنتخب الجزائري في المونديال القادم يعد زبونا من العيار الثقيل كيف لا و الأمر يتعلق بمنتخب روسي يشارك للمرة العاشرة في نهائيات كأس العالم، 7 منها كانت تحت لواء الإتحاد السوفياتي، و 3 بعد إستقلال روسيا، و لو أن هذا المنتخب غاب عن دورتين متتاليتين من العرس الكروي العالمي، لتكون تلك النكسة بمثابة نقطة التحول في مشوار منتخب روسيا لأن إستقدام مدرب داهية بحجم الإيطالي فابيو كابيلو جعل المنتخب يستعيد توازنه بدليل أنه أدى مشوارا تصفويا مميزا في طريقه إلى البرازيل، بفوزه ب 7 مباريات و انهزامه في مناسبتين، لكن تصدر المجموعة التي ضمت البرتغال أبرز مؤشر على قوة " الدب " الروسي الذي إستعاد عافيته. و كانت بصمة المدرب كابيلو واضحة على آداء المنتخب الروسي طيلة مشواره في التصفيات، لأن قوة هذا المنتخب كانت صلابة خطه الخلفي من منطلق الميولات الدفاعية للتقنيين الإيطاليين، حيث لم يتلق دفاعه سوى 5 أهداف في 10 مباريات، لكن ذلك لم يشل من نشاط الخط الهجومي، و الذي نجح في هز شباك منافسيه في 20 مناسبة. من جهة أخرى فقد عمد التقني الإيطالي كابيلو إلى وضع المعالم الأساسية لخارطة الطريق مع المنتخب الروسي تحسبا لمونديال 2018، لأن " الروس " يراهنون على تلك الطبعة التي سيحضون بشرف تنظيمها بحثا عن أول لقب عالمي لهم، بعدما سبق لهم بلوغ المربع الذهبي تحت لواء الإتحاد السوفياتي، حيث أن كابيلو قام بتشبيب المنتخب مع وضع الثقة في عناصر شابة تكون أكثر جاهزية بعد 5 سنوات، و لو أن الآمال معلقة عليها في الصائفة القادمة بالبرازيل، حيث أن الهجوم الروسي يتشكل من هدافه ألكسندر كيرزاكوف، و زميله كوكورين، إضافة إلى فايزولين و شيركوف، و هو الرباعي الذي سجل 15 هدفا في التصفيات، مما يعني بأن التصفيات الأوروبية كشفت على أن " الدب " الروسي استعداد عافيته بعد غياب عن الساحتين العالمية و الأوروبية. كوريا الجنوبية : نكسة التصفيات بعد اعتزال جيل صنع مجد مونديال 2002 لا يختلف إثنان في تصنيف منتخب كوريا الجنوبية الحلقة الأضعف في قائمة منافسي " الخضر " في الدور الأول من مونديال البرازيل، لأن " الجنس الأحمر " لم يظهر الشئ الكثير في التصفيات على مستوى قارة آسيا، و قد تأهل بشق الأنفس، بفضل فارق الأهداف عن أوزبكستان، مادام تأهله إلى الحدث الكروي العالمي أصبح أمرا منطقيا رفقة اليابان و أستراليا، و كأن الصراع في القارة الآسيوية يبقى قائما بخصوص التذكرة الرابعة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بدليل أن المنتخب الكوري الجنوبي سينشط فعاليات المونديال للمرة الثامنة على التوالي في تاسع مشاركة له في هذا العرس الكروي العالمي، و حضوره أصبح منتظما و بصفة دورية من نسخة مكسيكو 1986. و خاض منتخب كوريا الجنوبية 14 مباراة في التصفيات، و تجاوز الدور الأول بسهولة كبيرة أمام منتخبات مغمورة، لكنه كاد أن يقصى في الدور الثاني، في فوج ضم كل من إيران و أوزبكستان، حيث فاز ب 4 مباريات وتعادل في لقائين مع تلقيه هزيمتين، واحدة منها في عقر الديار أمام إيران، مما دحرجه إلى المركز الثاني، و قد سجل المنتخب الكوري 27 هدفا في مشواره التصفوي، بينما تلقى دفاعه 11 هدفا. هذا و يعيش الكوريون على المجد الذي صنعوه في دورة 2002، عندما أحسنوا إستغلال فرصة تنظيم المونديال لبلوغ المربع الذهبي تحت قيادة المدرب الهولندي غيش هيدينك، مادامت مشاركاتهم في باقي دورات المونديال لم تكن إيجابية ، بدليل أنهم إنتظروا فرصة إستضافة الحدث العالمي لتذوق حلاوة الفوز، و هو الإنجاز الذي فتح لهم الشهية بعد أن فازوا بمباراة في مونديال ألمانيا 2006، لكنهم أقصيوا من الدور الأول، على العكس من آخر مشاركتهم في جنوب إفريقيا، حيث شفع لهم الفوز المحقق على اليونان بالمرور إلى ثمن النهائي، في إنجاز يتحقق لأول مرة بعيدا على التراب الكوري، غير أن " الجنس الأحمر" ودع المنافسة على يد الأوروغواي، و عرف المنتخب الكوري ثورة كبيرة في تعداده مباشرة بعد مونديال 2010، و ذلك بعد إعتزال الجيل الذهبي الذي صنع أمجاد سنة 2002، يتقدمهم النجم بارك جي سونغ، لي وون جي و لي يونغ بو، و هو القرار الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرة ها المنتخب، لأن النتائج تراجعت مقارنة بما كانت عليه في العهدة السابقة، إلى درجة أن التذبذب في نتائج التصفيات عجل بإحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية، سيما عقب الهزيمة أمام إيران في سيول، ليتم تعيين اللاعب السابق هيو ميونغ بو مدربا جديدا للمنتخب في جوان الماضي، على أمل فتح صفحة جديدة تحضيرا لمونديال البرازيل، لأن منتخب كوريا الجنوبية يتواجد حاليا في المركز 54 عالميا، مما يبقيه بمثابة الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، مقارنة بوضعية باقي المنتخبات في اللائحة العالمية.