كانت القرعة الخاصة بنهائيات كأس العالم 2014 ب البرازيل التي جرت أمس ب "سالفادور دي باهيا" رحيمة على المنتخب الوطني الذي سيلعب في المجموعة الثامنة التي تضم بلجيكا... روسيا وكوريا الجنوبية، حيث يأتي المنتخب البلجيكي على رأس هذه المجموعة بعدما وضع في التصنيف الأول قبل إجراء القرعة، وهو منافس مقبول للغاية لأن "الخضر" تفادوا منتخبات كبيرة ولديها تقاليد مثل البرازيل، الأرجنتين، إسبانيا وألمانيا، كما يلعب المنتخب الوطني أمام روسيا التي حملت القرعة من الوعاء الرابع، وهو منافس غير عسير بالمقارنة مع خيارات أخرى مثل البرتغال، هولندا، إنجلترا أو إيطاليا، بينما كانت كوريا الجنوبية المنافس الأخير، لتتفادى الجزائر مواجهة اليابان التي تعد الأقوى في الوعاء الثالث. بلجيكا لا تملك تقاليد كبيرة والمواجهة الافتتاحية أمامها من حسن حظ المنتخب الوطني أن منافسه الذي حملته القرعة من الوعاء الأول كان بلجيكيا، وهو منتخب حتى إن يضم لاعبين كبار في الوقت الراهن، إلا أنه ليس المنتخب الذي يملك تقاليد كروية كبيرة جدا والدليل غيابه عن آخر نسختين من نهائيات كأس العالم في 2006 و2010، وبالتالي فإن مواجهة بلجيكا أقل صعوبة من ملاقاة المنتخب البرازيلي مثلا الذي يعد صاحب الأرض والجمهور وهو حامل العدد القياسي من التتويجات، بالإضافة إلى منتخبات عالمية معتادة على المونديال كالمنتخب الألماني أو الإسباني وحتى الأرجنتيني، وسيلعب أشبال وحيد حليلوزيتش المواجهة الافتتاحية أمام منتخب "الشياطين الحمر" يوم 17 جوان على ملعب "نوفو مينيراو أريا". تشكيلة ثرية جدا وكومباني، هازارد، لوكاكو وفلايني يقودون النجوم حتى إن كان المنتخب البلجيكي لا يصنف ضمن المنتخبات صاحبة التقاليد الكروية الكبيرة، إلا أن نتائجه في الآونة الأخيرة تجعله منتخبا قويا للغاية ومنافسا من العيار الثقيل، خاصة أنه نجح في التأهل على رأس مجموعته التي ضمت كرواتيا ووجد نفسه ضمن التصنيف الأول لمونديال 2014، وتضم تشكيلة "الشياطين الحمر" نجوم كثر يقودهم فينست كومباني قائد مانشستر سيتي، بالإضافة إلى الواعد إيدين هازارد صانع ألعاب تشيلسي والمهاجم روميلو لوكاكو هداف إيفرتون المعار من تشيلسي، إلى جانب مروان فلايني النجم الجديد ل مانشستر يونايتد، والقائمة طويلة أيضا تضم فيرمايلن (أرسنال)، بينتيكي (أستون فيلا)، فيرتوغين (توتنهام)، الحارس كورتوا (أتلتيكو مدريد) وغيرهم. مواجهتان تاريخيان بين المنتخبين وبلجيكا فازت(3-1) في عنابة أما عن المواجهات التاريخية بين المنتخبين، فإنها حصلت في مناسبتين كلاهما في الألفية الجديدة وفي إطار ودي، وكانت المباراة الأولى قد لعبت في بلجيكا سنة 2002 وقاد "الخضر" آنذاك رابح ماجر، حيث انتهت المواجهة بتعادل سلبي كان وقعه إيجابي جدا على المنتخب الوطني، خصوصا أن المنتخب البلجيكي فاز قبلها على فرنسا بطلة العالم (2-0)، ولكن المواجهة الثانية لم تكن موفقة مثل الأولى، حيث انهزم "الخضر" في لقاء جرى سنة 2003 على ملعب 19 ماي ب عنابة بنتيجة ثقيلة (3-1)، أين سجل الهدف الوحيد جمال بلماضي. منتخب روسيا مشكل كله من المحليين وأزاح البرتغال في التصفيات عند التطرق للحديث عن المنافس الثاني ل"الخضر" وهو المنتخب الروسي، يجب التذكير أن تشكيلة هذا الفريق تتكون جلها من لاعبين ينشطون في الدوري المحلي، وهو دوري قوي بالنظر للأندية الكبيرة التي تنشط فيه على غرار زينيت، سيسكا، لوكوموتيف، سبارتاك، روبين كازان وغيرها، ولا يعتبر منتخب "الدب الروسي" منافس سهلا على الإطلاق، بل بالعكس فهو منتخب قوي للغاية، خاصة إذا عرفنا أنه تصدر مجموعته التصفوية بكل جدارة، رغم وجود المنتخب البرتغالي بكامل نجومه ضمنها، وبالتالي فإنه من المنتخبات القوية ولو أن روسيا وعلى غرار بلجيكا لا تملك تقاليد كروية كبيرة وغابت عن الساحة العالمية في الآونة الأخيرة ومواجهتها أفضل من ملاقاة إنجلترا، إيطاليا، هولندا أو البرتغال. كابيلو يواجه "الخضر" من جديد ومبولحي الوحيد الذي لعب في روسيا يشرف الإيطالي كابيلو على العارضة الفنية للمنتخب الروسي مثلما هو معروف، وسيكون مدرب ريال مدريد وجوفنتوس السابق على موعد مع مواجهة الجزائر في مونديال جديد، بعدما أشرف على المنتخب الإنجليزي في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لكن كابيلو يملك ذكرى سيئة أمام "الخضر"، بما أنه عجز عن قيادة رفقاء روني إلى الفوز على أشبال رابح سعدان حينها في لقاء انتهى بالتعادل السلبي. وفي سياق آخر، يعتبر الحارس رايس وهاب مبولحي الدولي الوحيد الذي لعب في الدوري الروسي، إذ حمل ألوان كريليا سوفيتوف المنتمي إلى القسم الممتاز، لكن تجربته كانت فاشلة بعدما غادر الفريق عقب 6 أشهر فقط. المواجهات تعود لزمن الاتحاد السوفياتي وروغوف الروسي الوحيد الذي أشرف على "الخضر" لا توجد أي مباريات دولية بين المنتخب الوطني ونظيره الروسي في السنوات الأخيرة، حيث تعود هذه المواجهات إلى فترة الاتحاد السوفياتي، أين سبق للمنتخبين الالتقاء في 7 مناسبات كاملة كلها بطابع ودي، كان التفوق فيها واضحا ل السوفيات من خلال 6 انتصارات وتعادل وحيد، كما انهزم "الخضر" بنتيجة تاريخية (7-0) سنة 1971، ولعبت أول مواجهة في 1964 فازت بها روسيا (1-0)، ثم تعادل (2-2) في نفس العام، وبعدها هزائم متتالية في سنوات 1965 (في مناسبتين بنفس النتيجة 1-0)، 1971 و1987 (في مناسبتين 1-0 و2-0). جدير بالذكر أن روغوف هو الروسي الوحيد الذي أشرف على "الخضر"، إذ دربه مرتين كانت الأولى مع سعدان ومعوش وساهم في تأهيل المنتخب لمونديال 82، والثانية بين 1986-1988 وحققت معه الجزائر المرتبة الثالثة في كأس أمم إفريقيا 88 بالمغرب. المنتخب الكوري ليس قويا جدا والتفوق عليه غير مستحيل يواجه المنتخب الوطني نظيره البلجيكي يوم 17 جوان، قبل ملاقاة كوريا الجنوبية في 22 من ذات الشهر، ويعتبر هذا المنتخب أحد أبرز المنتخبات في الوقت الراهن في القارة الآسيوية، لكنه ليس بالمنتخب القوي جدا، ويبدو أن القرعة رحمت "الخضر" حتى في الوعاء الثالث بتجنب منتخبات أكثر عراقة مثل الولايات المتحدة، المكسيك واليابان، وتأهلت كوريا الجنوبية إلى المونديال في مجموعة ضمت إيران، أوزباكستان، قطر ولبنان، حيث احتلت المرتبة الثانية في مجموعتها، ومن المعروف على منتخبات شرق آسيا قوتها من الجانب التكتيكي والانضباط، حتى وإن كانت لا تملك أسماء كبيرة، علما أن المنتخب الكوري سبق له الوصول إلى نصف نهائي مونديال 2002 الذي استضافه على أرضه. مواجهة وحيدة انتهت بتفوق كوري سنة 1985 وبالعودة إلى التاريخ، فإن المنتخب الوطني سبق له مواجهة كوريا الجنوبية في لقاء ودي سنة 1985، وهي المباراة الوحيدة بين المنتخبين، ودخلت تلك المواجهة في إطار دورة ودية تحضيرية جرت ب المكسيك انتهت بفوز كوري بنتيجة (2-0)، إذ كان رابح سعدان يشرف على المنتخب الوطني حينها. جدير بالذكر أن الجزائر لم يسبق لها مواجهة أي منتخب من المنتخبات التي وقعها رفقتها في المجموعة الثامنة من مونديال 2014 في لقاء رسمي، وكل المواجهات السابقة تتعلق بلقاءات ودية فقط، وبالتالي فإن لقاءات كأس العالم المقبلة ستكون الأولى بطابع رسمي أمام كل من بلجيكا، كوريا الجنوبيةوروسيا على التوالي. "الخضر" سيلتقون ألمانيا أو البرتغال في حال التأهل سيجد منتخبات المجموعة الثامنة صعوبات بالغة عند تجاوز الدور الأول، وذلك لأنه معنية بملاقاة المنتخبين المتأهلين عن المجموعة السابعة والتي تضم ألمانيا، البرتغال، غانا والولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو المنتخبين الألماني والبرتغالي الأوفر حظا للتأهل بالنظر إلى تعدادهما، وبالتالي فإن المنتخب الوطني معني بمواجهة كبيرة في حال تأهله إلى ثمن نهائي، ولو أن الجماهير الجزائرية ستكون راضية على "الخضر" في حال نجاحه في المرور من دور المجموعات فقط، خاصة وأنها ستحصل للمرة الأولى في التاريخ.