يسود الوسط الرياضي الجزائري حذر شديد ممزوج بالتفاؤل، بعدما أوقعتنا عملية القرعة في المجموعة الثامنة رفقة بلجيكا (المنافس الأول ل« الخضر)، روسياوكوريا الجنوبية، فقد نعتبر أنفسنا محظوظين مقارنة بمنتخبات أخرى من مستوانا ستلعب في مجموعات ”الموت”. لكن كل شيء سيتضح بالنسبة لفريقنا الوطني في المواجهة الأولى، لأن المنتخب البلجيكي سيكون بالنسبة لزملاء بوفرة امتحانا حقيقيا سنقيس عليه قوتنا بالنظر إلى مسيرته الإيجابية خلال مرحلة التصفيات التي تميزت بانتصاراته خمس مرات خارج ميدانه ضد كل من بلاد الغال (2-0)، صربيا (3-0)، مقدونيا (2-0)، اسكتلندا (2-0 ) وكرواتيا (2-)، فضلا عن أن ”الشياطين الحمر” لم ينهزموا ولو مرة واحدة وتعثروا مرتين فقط بعقر دارهم ضد كرواتيا وبلاد الغال (1-1)، ليعودوا بقوة إلى المونديال الذي لم يشاركوا في نهائياته منذ 2002. وسيجد المنتخب الجزائري أمامه فريقا مشكلا في غالبيته من الجيل الجديد للكرة البلجيكية، يقودهم مدرب شاب لكنه محنك استطاع أن يعطي روحا جديدة للشياطين الحمر، حيث أن أغلبية التعداد يشارك لأول مرة في كأس العالم، على غرار الأغلبية الكبيرة من لاعبينا المتواجدين في الفريق الوطني، وسيكون أول طموح بالنسبة لكلا المنتخبين؛ محاولة المرور إلى الدور الثاني في مجموعة يقول عنها الاختصاصيون بأنها متوازنة إلى درجة أن العديد منهم كانوا حذيرين في تكهناتهم، ويعد كل من أيدن هازار (نادي تشيلسي)، مروان فلايني ذو الأصول المغربية (نادي اندرلخت) وروميلو لوكاكو (نادي إيفرتون) من بين اللاعبين الذين يشكلون آمال البلجيكيين في المونديال القادم. يأتي وراء بلجيكا من حيث نتائج التصفيات، منتخب روسيا الذي يدربه الإيطالي فابيو كابيلو الذي سيكون حاضرا للمرة الثانية على التوالي في المونديال، بعدما قاد منتخب إنجلترا في الدورة السابقة بجنوب إفريقيا (2010)، بل سيواجه من جديد تشكيلة ”الخضر”، ودعم الروس حظوظهم في التأهل إلى نهائيات البرازيل بفضل تحقيقهم لانتصارين خارج القواعد في مجموع السبع انتصارات التي سجلوها، ليتمكنوا من احتلال المركز الأول في المجموعة أمام البرتغال، ويضم الفريق الروسي في صفوفه لاعبين ممتازين على غرار يوري زيركوف (دينامو موسكو)، هداف نادي زينيت أليكسندر خرزكوف وحارس سيسكا موسكو إيغور أكنفيف، ولا شك أن الأفضلية الوحيدة التي سيستفيد منها المنتخب الروسي في مباراته مع الجزائر هي المعلومات الموجودة بحوزة مدربه فابيو كابيلو حول الفريق الجزائري الذي واجهه مع إنجلترا في كأس العالم 2010. أما كوريا الجنوبية، فلديها منتخب أصبح متعودا على المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ احتضانها لدورة 2002 رفقة اليابان، ووجد الكوريون سهولة للتأهل في مجموعتهم رفقة إيران، وينشط داخل المنتخب الكوري العديد من اللاعبين المنتمين إلى الأندية الأوروبية، مثل صو هونغ مين (نادي لايفركوسن الألماني) وبارك شو يونغ (نادي موناكو الفرنسي). كل هذه المعلومات التي تخص منافسي المنتخب الوطني لا يمكنها أن تحدد حظوظنا في اجتياز الدور الأول، كما أن أهم عامل يمكن الاعتماد عليه قبل خوض هذا الموعد العالمي يتمثل في جدية التحضيرات التي يجب أن يخضع لها ”الخضر”، تحت قيادة مدربه وحيد حليلوزيتش الذي لا شك أن له نظرة شاملة عن منافسينا وسيمكنه ذلك من تفادي الوقوع في المفاجآت.