لعمامرة يدعو هولاند لتدارك "مزحته" تجاه الجزائريين قبل نهاية السنة دعا وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، السلطات الفرنسية لتدارك الهفوة التي اقترفها الرئيس الفرنسي هولاند في حق الجزائر، قبل نهاية العام الجاري، وقال بأن الجزائر لا ترغب في انتهاء هذه السنة بنقطة سلبية في العلاقات الثنائية بعد الانتعاش الذي عرفته في 2012، واصفا تصريحات الرئيس هولاند، بالنقطة السلبية والتي لا ترقى إلى مستوى العلاقات بين البلدين. رد وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس، بعبارات دبلوماسية، لكنها تحمل معاني ثقيلة، على التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بشان الوضع الأمني في الجزائر، وقال لعمامرة خلال ندوة صحفية مع نظيره الصيني وانغ بي، بان هذه التصريحات تحمل «قيمة سلبية» لا ترقى إلى مستوى العلاقات بين البلدين، متمنيا أن يتم تدارك الموقف قبل نهاية سنة 2013 وقال لعمامرة، بان الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر قبل سنة، تخللتها استقبالات شعبية في العاصمة وتلمسان، في رد واضح على تصريحات الرئيس الفرنسي، والتي أوحت بانعدام الأمن في الجزائر أن هولاند وقف بنفسه على استقرار الجزائر أثناء زيارته نهاية السنة الفارطة حيث تنقل بين المدن الجزائرية بكل أريحية وأمان وأضاف لعمامرة، انه رافق وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، الذي رافق رئيس الوزراء ايرولت في الزيارة التي قام بها إلى الجزائر الأسبوع الماضي، وقال بان وزير داخلية فرنسا «لم تكن له أي انشغالات لها علاقة بالظروف الأمنية للزيارة»، مؤكدا بأنه ولا عضو في الحكومة الفرنسية عانوا من انعدام الأمن في الجزائر، وأضاف قائلا «لم نشعر أن الطرف الفرنسي أبدى قلقا بشان امن أي من أعضاء الوفد الفرنسي» وكان الرئيس الفرنسي قد هنأ وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، على عودته سالما من الجزائر، بعد زيارته الأخيرة رفقة الوزير الأول جون مارك آيرو. وقال هولاند خلال الكلمة التي ألقاها، الاثنين الماضي، في احتفال الذكرى ال70 لعيد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية، بفرنسا في قصر الإليزيه: «أظن أن وزير الداخلية مانويل فالس، سيقوم بزيارة للجزائر»، لكنه تدارك سريعاً وقال بابتسامة ساخرة: «عفوا.. لقد عاد مانويل فالس مؤخرا من الجزائر، أمر جيد أن يعود وزير الداخلية سالما معافى.. هذا في حد ذاته كثير». وأكد لعمامرة، بعبارات دبلوماسية، بان الخارجية وكذا الحكومة تتقاسم «الغضب الشعبي إزاء مثل هذه التصريحات»، وقال « نحن في انسجام مع الشعب ونحن هنا متناغمون مع طموحاته ونسعى لترجمتها لمواقف دولية»، ما يكشف ضمنيا بأن الجزائر ستطالب السلطات الفرنسية بتدارك هذه الهفوة التي ارتكبها الرئيس الفرنسي، والتي جاءت لتعكر صفو العلاقات بين البلدين التي دخلت في الفترة الأخيرة مرحلة ايجابية واعتبر لعمامرة بان «المزحة» في إشارة إلى تصريحات هولاند، يمكن أن تعطي قيمة إضافية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عندما تكون صادرة «بلباقة وتحفظ» ويمكن أن تكون لها نتائج عكسية، خاصة «عندما يتعلق الأمر بمحاولات لتزييف الحقائق» في إشارة إلى الوضع الأمني في الجزائر، والذي حاول هولاند تصويره انه متردي، وحرص لعمامرة على توجيه رسالة إلى المسؤولين في فرنسيا، لتصحيح هذه الهفوة، وقال بان سنة 2012 كانت مميزة حيث عرفت زيارة الرئيس الفرنسي، مضيفا بان الجزائر لا تريد أن تنتهي سنة 2013 بنقطة سلبية، داعيا إلى إيجاد وسيلة عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية لتجاوز هذه «الصفحة» قبل نهاية 2013.