إفريقيا الوسطى تتذوق نشوة الفوز لأول مرة في مقابلة رسمية يعتبر الفوز الذي حققه منتخب إفريقيا الوسطى ظهيرة أمس الأحد على حساب المنتخب الجزائري إنجازا تاريخيا بالنسبة لهذا المنتخب المغمور الذي إنتظر مدة 10 سنوات ليذوق نشوة الإنتصار في مقابلة رسمية معتمدة لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم، لأن مباراة الأمس هي العاشرة من نوعها لفريق إفريقيا الوسطى في إطار التصفيات المؤهلة سواء إلى " الكان " أو المونديال، لكن " الخضر " كانوا أول ضحايا النهضة الكروية بهذا البلد، و النقاط الثلاث التي أحرزها أشبال العجوز الفرنسي جول أكورسي بمركب بارتليمي بوغاندا جعلت من يوم 10 أكتوبر 2010 تاريخيا في إفريقيا الوسطى، كيف لا و هذا الموعد حمل معه الفوز الأول لمنتخب إستغل إهتزاز منتخب جزائري ليحقق العديد من السوابق التاريخية في مشواره في التصفيات. منتخب إفريقيا الوسطى كان قد خاض أول مقابلة له في التصفيات القارية في التاسع أفريل من سنة 2000، في إطار الدور التمهيدي، و إنهزم ذهابا و إيابا أمام زيمبابوي، لتكون مشاركته الثانية في التصفيات المؤهلة إلى " كان تونس 2004 " حيث لعب في مجموعة ضمت منتخبات بوركينافاسو، الموزمبيق و الكونغو، و قد إكتفى حينها " الفواريوس " بالحصول على نقطتين بالتعادل في بانغي مع كل من الكونغو ( 0 / 0 ) و الموزمبيق ( 1 / 1 )، بينما قرر إتحاد الكرة بإفريقيا الوسطى الإنسحاب من الدور التمهيدي للتصفيات المزدوجة المؤهلة إلى " كان و مونديال 2006 " بعدما أوقعت القرعة هذا المنتخب في مواجهة بوركينافاسو، قبل أن تكون العودة إلى أجواء المنافسات الرسمية في شهر سبتمبر الماضي من العاصمة المغربية الرباط، أين نجح منتخب إفريقيا الوسطى في الحصول على نقطة تاريخية، هي الأولى له بعيدا عن بانغي في التصفيات القارية، لكن إستقبال الجزائر كان موعدا تاريخيا بالنسبة لهذا المنتخب الذي كان على وشك الإنسحاب قبيل إنطلاق التصفيات، لأن تشكيلة أكورسي تذوقت طعم الفوز في التصفيات القارية و تخطت عقبة " الخضر " بإمتياز، سيما و أن الضيف الجزائري شارك قبل أربعة أشهر في المونديال، و قد كان هذا الفوز بفارق هدفين، و هي المرة الأولى التي ينجح فيها خط هجوم هذا المنتخب في هز شباك منافسيه في اكثر من مناسبة في لقاء رسمي معتمد من الهيئات الكروية القارية و الدولية، على إعتبار أن تألق منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى يبقى منحصرا في دورة كأس " سيماك " الخاصة بمحليي بلدان منطقة وسط القارة، و هي منافسة غير معترف بها من طرف " الفيفا "، و عليه فإن " الفواريوس " إنتظروا فرصة إستضافتهم للمنتخب الجزائري لإحراز أول فوز رسمي في تاريخهم، مع تسجيل هدفين في مباراة واحدة لأول مرة أيضا، رغم أن هذا الأمر لم يتحقق على مدار مشاركات منتخب إفريقيا الوسطى في التصفيات طيلة عشرية كاملة، و بصمة المدرب الفرنسي أكورسي كانت واضحة بصورة جلية في هذه الإنجازات التاريخية، لأن هذا التقني أصبح بمثابة البطل القومي في هذا البلد، منذ نجاحه في العودة من المغرب بنقطة التعادل، فكان فوز الأمس على " الخضر " موعدا لتأكيد النهضة الكروية في هذا البلد.