الجزائر تنتقل إلى مرحلة جديدة لشراء جازي رغم تهديدات فيمبلكوم أطلقت وزارة المالية مناقصة دولية محدودة لاختيار بنك أعمال أو مكتب خبرة دولية مختصة لمرافقة الدولة في اختيار شريك للاستحواذ على شركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر (OTA). و حددت الوزارة في نص إشهاري صدر في صحف وطنية باللغات العربية و الفرنسية والانجليزية يومي الاثنين والثلاثاء موعد 24 نوفمبر المقبل كأقصى حد لإيداع العروض لدى المديرية الفرعية للصفقات التابعة لمديرية العمليات المالية والهياكل بالوزارة، وسيتم الكشف عن العروض في نفس اليوم في مقر الوزارة. و ألزم الراغبون بالمشاركة في المناقصة بإرفاق عروضهم بملف تقني بناء على دفتر الشروط المرفق بالإعلان، ونسخ أصلية من السجل التجاري و رخصة الاعتماد وسجل بالأعمال التي أنجزت من المؤسسة المالية أو مكتب الدراسات حصيلة مالية للسنوات الثالث الأخيرة من النشاط.كما يلزم الراغبون أيضا بإرفاق ملف الترشح بعرض تقني يضم وثائق تخص طلب المشاركة و قيمة العرض المالية يضم بيان تفاصيل عن الأعباء الضريبية.وجاء طرح المناقصة لاختيار مكتب استشارة بعد قرار سابق للحكومة بإلغاء عملية تقييم باشره مكتب دراسات محلي بالتعاون مع مكاتب أجنبية. وحمل إعلان الوزارة عن اختيار مكتب دراسات لمرافقة الحكومة لشراء جازي رسائل مباشرة إلى الخارج وللشركة المصرية التي تصر على عنادها ببيع فرعها بالجزائر وتوريط شركات دولية يسيل لعابها للأموال التي تذرها جازي على اوراسكوم،حيث تشكل حسب اعتراف الشركة المصرية نفسها نصف مداخيل مجموعة اوراسكوم رغم أن عدد المشتركين في الجزائر لا يزيد عن سدس عدد مشتركى اوراسكوم عبر العالم. و ضمت الرسالة الأولى عدم تراجع الحكومة ومضيها في تنفيذ قرار الشراء وفق القواعد المعروفة و تجاهل الاتفاق بين اوراسكوم وفيمبلكوم الموقع الأربعاء الماضي الذي وصف بأنه محاولة لوضع الدولة الجزائرية أمام الأمر الواقع رغم تهديدات الجانب الروسي بمقاضاة الجزائر أمام التحكيم الدولي في حال رفض الجزائر شراء جازي بسعر مناسب قدره ب7.8مليار دولار.وأما الرسالة الثانية فتشير لمضي الوزارة في مخطط الحصول على جازي و عدم خشيتها للقراءات الصادرة عن محللين قانونيين واقتصاديين جزائريين وأجانب بخصوص عدم شرعية تطبيق حق الشفعة المنصوص عليه في قانون المالية ل2010 بأثر رجعي.أما العنصر الثالث وهو الأهم في المسار هو اعتماد خيار الشراكة مع متعامل آخر لشراء أصول جازي وليس تأميم الشركة وهي رسالة للمتعاملين الأجانب الراغبين في دخول السوق الجزائرية بأنها لن تعيد النظر في سياسة الانفتاح الاقتصادي وجلب مستثمرين أجانب جادين العمل في السوق الجزائرية.و نقلت وكالة الأبناء رويتزر عن داليبور فافروسكا محلل الاتصالات بالأسواق الناشئة لدى مكتب الاستشارات أي.أن.جي "أن عرض وزارة المالية الجزائرية يقلل فرص التوصل لحل وسط (مع فيمبلكوم) .. إذا لم يحصل الروس (على جازي) فمن المتوقع أن يعيدوا دراسة موقفهم بشأن الصفقة بأكملها."وفشلت صفقة سابقة لأوراسكوم مع مجمع أم تي أن الجنوب الإفريقي بسبب جازي ويبدو أن نفس السيناريو سيتكرر مع صفقة اوراسكوم فيمبلكوم.و قالت مصادر متخصصة أن تحديد الحكومة الجزائرية لموعد نهائي لاختيار مكتب دراسات بشأن عملية الاستحواذ بأن مستقبل جازي لن يتضح لعدة أشهر لكن محللين قالوا أن هذا الإطار الزمني كان متوقعا.وقال مايك ميلر مدير الأبحاث لدى نعيم للسمسرة في القاهرة "كنا دائما ننظر إلى نهاية العام على أي حال .. لكن يظل من الممكن أن يتوصلوا إلى شيء قبل نهاية العام."وفيما يتواصل تراجع آسهم اوراسكوم تيليكوم،يقود نجيب ساويرس حملة إعلامية للتشهير بالجزائر عبر وسائل الإعلام العمومية والخاصة المصرية، وهو موقف سيزيد في تعقيد مهمته في التفاوض حول الخروج من الجزائر.