بعض الذين جاؤوا إلى الأندية يبحثون عن اسم أو لتبييض الأموال * حاوره في العاصمة: بورصاص. ر إسم عليق ارتبط بفريق إتحاد العاصمة، كيف كانت بدايتك مع هذا النادي؟ في البداية أريد أن أشكر كثيرا جريدة النصر على التكريم الذي خصتني به على هامش الحفل الذي أقامته بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها و على رأسها الرئيس المدير العام ، أما بدايتي مع هذا الفريق فكانت عادية، بحكم أنني كنت لاعبا في صفوفه منذ 1968، يوم أمضيت إجازتي مع هذا النادي .. في 1992 جاء محبو النادي من بينهم علواش الذي كان مسيرا يومها و اتصل بي، حيث أكد لي أننا تركنا النادي و هو في مهزلة و يعاني في القسم الثاني منذ ستة سنوات و طلب منا العودة و مساعدة الفريق ، ما جعلني أمسك النادي رفقة مزياني و برناوي و مولدي عيساوي و علواش، و كنا يومها في نهاية الموسم ، و الإتحاد كان في وضعية خطيرة. يعني أنك أشرفت على الفريق منذ 1992، أم ماذا؟ أتذكر جيدا أننا أشرفنا على الفريق كمدربين أنا ومولدي عيساوي رفقة حميد برناوي، وتمكنا من إنقاذه من السقوط إلى القسم الجهوي، ثم عقدنا الجمعية العامة التي اختارت مولدي عيساوي رئيسا للفريق و كنت أنا نائبا له و رئيسا لفرع كرة القدم، و بعد مرور ثلاثة أشهر اختير مولدي عيساوي للإشراف على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ما جعلني أصبح رئيسا للفريق، و يومها الفريق كان في القسم الثاني، و عندما أمسكت الفريق ، لاحظت أنه لم يتغير أي شيء على الرغم أن سونلغاز كانت تمول الفريق .. صراحة وجدنا ورشة بأتم معنى الكلمة ، و هو ما جعلنا نسطر برنامجا ، و كان الهدف الأول هو إعادة الفريق إلى القسم الأول، و أنا من تحملت أعباء الفريق، حيث أتذكر أنني اجتمعت بأنصار الاتحاد و طلبت منهم الصبر علينا و عدم محاسبتنا إلا بعد مرور ثلاث سنوات ، و قطعت عليهم وعدا بأنني سأعيد الفريق إلى القسم الأول ، و كنت متيقنا داخليا أن الفريق قادر على تحقيق الهدف بالنظر إلى حيازتنا على تشكيلة جيدة وممتازة، لكن المشكل الوحيد كان غياب التنظيم ، لكن الحمد لله حققنا الهدف في ظرف موسمين، حيث أننا انهينا الموسم الأول في صدارة الترتيب مناصفة مع جمعية الشلف، حيث أننا كنا نفتقد للخبرة، و في الموسم الموالي صعدنا بفارق خمس أو ستة نقاط على القبة. ما هي أهم الذكريات التي لا يزال يحتفظ بها عليق خلال مشواره مع الإتحاد؟ هناك حادثة أثرت كثيرا في نفسي و أحكيها لأول مرة، هي في إحدى أيام إشرافي على الفريق و كنا يومها في القسم الثاني، قررت الذهاب إلى الملعب مشيا على الأقدام من حي باب الوادي إلى ملعب عمر حمادي، و في بولوغين هناك "تليفيريك" ينزل من السيدة إفريقيا إلى بولوغين و لاحظت علم إتحاد العاصمة بالتليفيريك، عندما وصلت إلى الملعب وجدت الأنصار و المسيرين و قلت لهم ما شاهدت ، فأجابني أحد المسيرين أن أنصار مولودية الجزائر هم من وضعوا العلم هناك في إشارة إلى أن الإتحاد صاعد و هابط من القسم الأول إلى القسم الثاني، و هو ما جعلني أقطع عهدا على نفسي بإبقاء الفريق في القسم الأول ، رغم أنني مدركا أن العلاقة بين أنصار الإتحاد و المولودية أكثر من رائعة، لكنني صرحت يومها أن الإتحاد لن يسقط. وهل تؤكد لنا أنك قبلت إعادة مباراة نصف نهائي الكأس أمام شبيبة سكيكدة بعد تدخل فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة؟ صحيح أنت تتحدث عن مباراة نصف النهائي أمام شبيبة سكيكدة سنة 2001 على ما أعتقد، يومها لعبنا المباراة بملعب 20 أوت بسكيكدة و كنا متفوقين في النتيجة بهدف دون رد، قبل أن يقتحم أنصار الشبيبة أرضية الميدان، و الحكم يوقف المباراة، و الاتحادية أكدت النتيجة و تأهلنا إلى النهائي، و هو ما جعل أنصار شبيبة سكيكدة ينددون و يتحدثون عن الحقرة ، الأمر الذي أدى إلى غاية قيامهم بالتكسير، وبعدها تلقيت اتصالا من شخصية وطنية بارزة و أكن له احتراما كبيرا، طلب مني المرور إلى وزارة الداخلية لشرب كأس قهوة ، و قبلت الدعوة ، حيث تحدث معي و أكد لي أنه سيطلب مني طلبا صعبا، خاصة وأنه يعرفني أنني وطني، حيث قال لي بالحرف الواحد:" لدينا مشاكل في سكيكدة بسبب مباراة الكأس، وأتمنى أن تعيدوا المباراة "، صراحة تفاجأت و قلت له فخامة الرئيس طلب و لكن هل فكرت في احتمال انتقال الفوضى من سكيكدة إلى العاصمة ؟ لكنني في الأخير قبلت الطلب شريطة أن نعيد المباراة في ملعب محايد و لما لا ملعب البليدة . نفهم من كلامك أنك غامرت بقبول إعادة المباراة؟ بطبيعة الحال ، اتخاذ هذا القرار لم يكن سهلا، حيث أنني كنت مجبرا على استشارة باقي أعضاء المكتب، رغم أنني مع نفسي قبلت ، لأن الأمر يتعلق بمصلحة الوطن، والحمد لله فزنا عليهم بثلاثة أهداف ، و يومها كانت المباراة توشك على نهايتها ، حتى تلقيت اتصالا من طرف صديقي، الذي أكد لي أن شخصية هامة ستكون حاضرة في الملعب ، و بعد مرور بضعة دقائق، حتى تفاجأنا بدخول موكب رئيس الجمهورية إلى داخل الملعب ، و ملامح الفرح كانت بادية على وجهه ، خاصة و أن الكل كان راضيا أنصار الإتحاد منتشين بالفوز و التأهل ، و أنصار سكيكدة رضخوا للأمر الواقع واقتنعوا بقوة الإتحاد . وما هي أفشل صفقة قمت بها؟ أعتقد أن هناك لاعب واحد لم ينجح معنا في الإتحاد، و هو المهاجم المالي أبوتا، وأريد أن أؤكد لكم نقطة في غاية الأهمية ، هي أنني لا أجلب أي لاعب قبل أن أتابعه و أشاهده في الميدان ، كما ثمة مدرب أثق فيه ثقة عمياء و هو المدرب مصطفى أكسوح ، الذي كنت أكلفه دوما بمتابعة أي لاعب نريد جلبه ، أبوتا جلبه لي أحد أصدقائي و هو وكيل أعمال لاعبين ، صراحة عندما شاهدته في التدريبات أعجبني بالنظر إلى الإمكانات التي أبان عليها ، لكنه لم يستطع أن يتأقلم مع الفريق، خاصة و أننا كنا نملك تعدادا قويا وينتهجون كرة سريعة و هو ثقيل نوعا ما ، لكنه قدم مباراة كبيرة خلال 6 أشهر، و كان يومها أمام شبيبة القبائل و سجل هدف الفوز، و هو ما جعلني أقول لبعض أصدقائي أن أبوتا أنهى الموسم و هو "مسامح". كيف هي علاقة عليق باللاعبين الذين مروا على النادي في فترتك؟ علاقتي بهم أكثر من رائعة، حيث أنهم يتصلون بي دوما و يسألون عن حالتي و يعتبرونني أخ كبير لهم أو والدهم. أين هو عليق بعد مغادرته الإتحاد؟ مغادرتي إتحاد العاصمة لم تكن نهائية ، فأنا لا زلت رئيسا للنادي الهاوي و دائما مساهما في الشركة الرياضية إتحاد العاصمة و انسحبت فقط من مجال التسيير، أنا حاليا أشرف على قرابة 1000 رياضي في مختلف المجالات ، السباحة و كرة السلة و الجيدو. كيف جاءت فكرة بيعك إتحاد العاصمة إلى الإخوة حداد؟ على كل حال ليس عليق من باع إتحاد العاصمة لحداد، بل الجمعية العامة هي من قررت ذلك ، حيث أن الجمعية العامة خرجت بقرار بيع الإتحاد بالأغلبية و لست أنا الوحيد المخول له بذلك ، بل الجمعية العامة. نفهم من كلامك أنك لم تكن تنوي بيع الفريق؟ لا أستطيع بيع الفريق و ليس لي الصلاحيات ، بل الجمعية العامة من لها الصلاحيات. وكيف هي علاقة عليق بالمسيرين الحاليين؟ لا تربطني أي علاقة بالمسيرين الحاليين، على الرغم أنني مساهم في الشركة ، و لا يسألوني عن أي صغيرة أو كبيرة تتعلق بالنادي، بل أكثر من ذلك لم يوجهوا لي حتى الدعوة لحضور أي مباراة ، بل فازوا بكأس الجمهورية و الكأس العربية و لم يوجهوا لي دعوة تشريف أو كمساهم في الشركة .. ربما يبحثون عن محو إسم عليق من إتحاد العاصمة ؟ . هل اقترحوا عليك منصبا في الشركة ؟ نعم اقترح علي مجلس الإدارة منصبا و الجميع صوت علي بالأغلبية، لكنني رفضت و قلت ذلك لمدير الشركة، لأنني أعرف سبب قدومهم إلى الإتحاد، رغم أنه لم يكن بمقدوره الحصول على الإتحاد من دوني. هل ندمت على فعلتك؟ نعم ندمت لأننا "تكلخنا" لأن النادي الهاوي أصبح فقيرا عوض أن يكون غنيا ، وأكبر خطأ قمنا به عندما كنا ننوي الانتقال الى الاحتراف لأن القوانين واضحة و تتطلب اللجوء إلى العدالة و تعيين خبير لتقييم الممتلكات الخاصة بالنادي و يومها أتذكر جيدا أنني اقترحت موثقا الذي سبق و أن تعاملنا معه إلا أن حداد أصر على موثق يعرفه فقبلنا دون حرج، حيث قدمنا له الملف و كان هناك وثيقتين ضروريتين من أجل المرور إلى الإحتراف ، هما قبول الجمعية العامة للنادي الهاوي بمنح 60 إلى 65 بالمائة للشركة و تقييم الخبير، ولا زلت إلى غاية الآن لم أهضم كيفية عمل الخبير، حيث أنني تلقيت حتى اتصالات من كندا و طلبوا مني إعادة دراسة دفتر الشروط ، و وجدنا أن هناك خطأ يكمن في أن الخبير قيم ممتلكات الإتحاد 70 مليار سنتيم و النادي الهاوي الذي خلق الشركة الرياضية دخل فقط كمساهم بالمقر، و سبق أن قيمت المقر من قبل حتى قبل أن يشرعون في الحديث عن الإحتراف في 2008 ، ولكن الموثق قام بوضع مبلغ المقر الذي كان قرابة 8 ملايير سنتيم، و يومها عقدنا اجتماع مجلس الإدارة في أكتوبر 2010 ، و طلبت من أعضاء الشركة اختيار خبير و النادي الهاوي يعين خبيرا و يعملان سويا، و إذا وجدنا خطأ سنسويه ، و قمت بهذا الفعل من أجل تبرئة ذمتي و حتى لا يعتقدون أنني تحصلت على أموال مقابل منح الفريق للإخوة حداد ، و حتى لا يقول عني أحفادي أنني بعت إتحاد العاصمة. هل يفكر عليق في العودة مجددا إلى ميدان التسيير؟ مضت ثلاث سنوات منذ أن ابتعدت عن مجال التسيير، لكن التجربة و الخبرة التي أملكها، جعلتني أتأكد أنني قادر على تقديم المزيد للكرة الجزائرية، ما يجعل إمكانية عودتي إلى ميدان كرة القدم جد واردا. هناك بعض الأخبار تتحدث عن تلقيك اتصالات من طرف مسؤولي سوناطراك للإشراف على مولودية الجزائر، هل تؤكد ذلك؟ يجب أن نكون صرحاء ، أنصار و محبي و ممولي مولودية الجزائر تنقلوا إلي و تحدثوا معي، لكن الشيء الرسمي أنني لم أتلق أي بلاغ من طرف مسؤولي سوناطراك إلى حد الآن . يعني أن إمكانية عودتك إلى ميدان الكرة قد تكون عبر بوابة المولودية؟ ليس مولودية الجزائر فقط من تريدني، بل هناك عدة أندية أخرى طلبت خدماتي أذكر منها الأربعاء و البليدة و الحراش وشباب بلوزداد و القبة . من بين هذه الأندية أي ناد متحمس له أكثر عليق؟ في الوقت الراهن لا يمكنني ذكر إسم النادي، بالنظر إلى صعوبة الأمر، خاصة مع الاحتراف و انتقال الأندية إلى شركات رياضية. بالحديث عن الاحتراف، كيف يرى عليق موسمه الثالث في الجزائر؟ أنا لا أسميه احترافا، بل أسميه بريكولاجا بالكلمة الواسعة ، الأمور ليست واضحة ، حيث أن هناك العديد ممن انتقل إلى الإحتراف بأموال النادي الهاوي ، من خلال شرائهم أسهما في الشركة الرياضية و هذا أمر غير قانوني، و هو ما يجعلني أفكر كثيرا قبل اختيار النادي الذي سأعود عبر بوابته لميدان الكرة ، وذلك من خلال دراسة الأشخاص الذين يقودون الفريق و الأهداف المسطرة ، كل هذه المعطيات علي أن أضعها فوق الطاولة ، ورغم ذلك لقد آمنت بالاحتراف ، و اعتقدنا أنه سيقدم ممولين فعليين، لكن أعتقد أن غالبية من قدموا هم " بزانسية " و جاؤوا سواء من أجل صناعة اسم أو تبيض الأموال . ماذا تقصد بالضبط؟ لأن المستثمر يفكر جيدا، و لا يريد وضع أمواله في أي فريق، خمس سنوات و6 سنوات تعيد أموالك، لكن في كرة القدم غير موجود، وهو ما يجعل غالبيتهم قدموا من أجل صناعة اسم أو تبييض الأموال، و أنا سبق لي و أن وضعت 750 مليون سنتيم كمساهم في الشركة، و هناك نقطة أثرت في نفسي كثيرا، وتتمثل في تراجع مستوى اللاعبين و الرواتب التي يحصلون عليها ، حيث أن لاعب كان يتحصل على 40 مليونا أصبح يتحصل على 200 مليون شهريا، ولا يوجد أي ناد يسدد الضرائب و الغرامة مثلما ينص عليه القانون التجاري ( الحوار أجري قبل قرار تسقيف أجور اللاعبين المتخذ الأسبوع الماضي ) . وما هي علاقة عليق بشباب قسنطينة؟ أحب أنصار شباب قسنطينة كثيرا و لا يمكنكم أن تتصوروا مدى حبي لهم ، و خير دليل على ذلك أنه كنا نواجه مشكلة ملعب نستقبل عليه أحد منافسينا في كأس إفريقيا، و قررت يومها أن نلعب في قسنطينة ، و الحمد لله تأهلنا من قسنطينة بفضل دعم السنافر الذين حضروا بقوة و الملعب كان ممتلئا عن آخره ، وأحييهم بالمناسبة و أتمنى لهم النجاح . كيف تتوقع مشوار الخضر في مونديال البرازيل؟ عندما تكون منتخبا صغيرا، ومنافسوك صغارا أيضا عليك بالقول أن كل منتخبات المجموعة صغيرة ، فنحن حاليا لا نملك منتخبا كبيرا، حيث لا نملك سوى خمسة إلى ستة لاعبين ممتازين، حقيقة الشعب الجزائري فرح لنتائج القرعة ، لكن الأمر الأكيد أن أنصار منتخبي بلجيكا و روسيا هم من يفرحوا لنتائج القرعة التي أوقعتهم معنا ، أعتقد أن الهدف المسطر قد تحقق بوصولنا إلى المونديال، و أنا شخصيا لست متفائلا بمشوار الخضر في البرازيل. و ما هي الأسباب التي جعلتك لا تتفاءل بمستقبل الخضر؟ ببساطة لأننا لم نقدم مباريات كبيرة في التصفيات، حيث أننا تأهلنا بشق الأنفس، وأنا شخصيا أعتبر هذا التأهل تحقق بفضل رئيس الاتحادية محمد روراوة ، و أنا أعي جيدا ما أقول. هل من كلمة أخيرة؟ أريد في الختام أن أجدد تشكراتي إلى جريدة النصر على هذه الفرصة ، و أتمنى النجاح و التألق لها و أتمنى حظا وافرا للمنتخب الوطني بالبرازيل، و لما لا صنع المفاجأة و التأهل إلى الدور الثاني.