لا أحد كان ينتظر تتويجنا وحتى أفراد عائلتي توقعوا فوز التوانسة أكد حارس المنتخب الوطني لكرة اليد عبد المالك سلاحجي، أن تتويج الخضر بالتاج القاري كان رسالة لكل الذين لم يؤمنوا بقدراتهم قبل بداية الدورة، وأشار في حوار هاتفي خص به النصر، إلى أن هذا الفوز يؤكد بأن كرة اليد الجزائرية لن تموت، بالمقابل أكد أن حالة الفرحة الكبيرة التي انتابته قبل صافرة النهاية، كانت ردا على من شكك في وفائه للألوان الوطنية، بعد خروجه من المنتخب عقب المشاكل التي حدثت له مع المدرب الأسبق، كما أشار المعني إلى أن لا أحد كان يتوقع فوزهم على المنتخب التونسي في النهائي إلى درجة أن عائلته توقعت خسارتهم بنتيجة عريضة. -هنيئا لكم التتويج بكأس أمم إفريقيا لكرة اليد... كرة اليد الجزائرية لن تموت وبكائي كان ردا على المشككين في حبي للمنتخب شكرا لك نحن في قمة السعادة بهذا التتويج، خصوصا وأن لا أحد قبل الدورة كان ينتظر صعودنا على منصة التتويج. أنا أسعد إنسان فوق الأرض بعد أن حققنا حلم الجميع، خاصة الجماهير التي غصت بها مدرجات قاعة حرشة حسان. لقد أكدنا خلال الدورة الأخيرة أن كرة اليد الجزائرية لن تموت، وستظل واحدة من أهم المدارس في القارة السمراء. -كرة اليد الجزائرية غابت عن المنصة منذ 1996 ما تعليقك؟ أنا جد سعيد لتمكننا من إعادة كرة اليد الجزائرية إلى منصات التتويج من جديد، لقد ابتعدنا لفترة طويلة عن الألقاب و التتويجات، إلى درجة أصبحنا ندخل المنافسات دون أن يرشحنا أحد للتتويج، بالنظر لقوة المنتخب التونسي الذي أصبح مهيمنا على كرة اليد الإفريقية. نحن سعداء بقيادة الجزائر للتويج السابع في تاريخها، هذا التتويج غال جدا كونه جاء بعد تضحيات جسام، فرغم كل المشاكل التي تعيشها كرة اليد في بلادنا (بطولة متوقفة منذ قرابة موسمين)، إلا أننا نجحنا في رفع التحدي واستطعنا التغلب على المنتخب التونسي الذي يعتبر من أحسن المنتخبات العالمية، وليس الإفريقية فقط. -دخلتم المنافسة بصعوبة كبيرة فما سبب ذلك؟ أجل بدايتنا كانت صعبة للغاية، بالنظر إلى أننا كنا نعلم بأن جماهيرنا توّد التتويج هذه المرة بالكأس السابعة، كون الدورة تقام ببلادنا، نحن لم يكن أمامنا أي أعذار، وهو الأمر الذي انعكس علينا سلبا في المباريات الأولى، حيث دخلنا المواجهات بضغوطات كبيرة، وهو ما تجلى في لقاء السنغال، أين خلقوا لنا صعوبات كبيرة، ولكننا بفضل الإرادة تمكنا من تجاوز هذا الفريق المنظم، كما تمكنا من تجاوز الأدوار الأولى بنجاح، إلى غاية مباراة أنغولا في النصف النهائي. -وماذا حدث في مباراة أنغولا؟ تريد الحقيقة... مباراة أنغولا كانت أصعب من مباراة تونس، على اعتبار أننا كنا مطالبين بالفوز من أجل ضمان مكانة في المونديال المقبل، خصوصا وأننا كنا ندرك بأن الخسارة أمام أنغولا ستوقعنا في مواجهة المنتخب التونسي أو المصري في المباراة الترتيبية. لقد كنا نفكر في المونديال أكثر من أي شيء آخر، وهو ما أثر علينا، عكس مباراة النهائي التي دخلناها بأريحية رغم رغبتنا الكبيرة في التتويج. -كيف كانت مباراة النهائي خصوصا وأن التوانسة كانوا قد فازوا على ألمانيا خلال التحضيرات ؟ المباراة لم تكن سهلة بتاتا كون الأمر يتعلق بنهائي أمام منتخب تونسي كبير وقوي، ومتعود على التتويج قاريا، ويقدم مردودا طيبا على المستوى العالمي، بدليل فوزه على المنتخب الألماني خلال التحضيرات، عكس المنتخب الوطني الذي لم يقم بأي تحضير في المستوى، كون كرة اليد الجزائرية تمر بالعديد من المشاكل. صدقني الإرادة الكبيرة التي حظي بها الجميع ساهمت في تتويجنا للمرة السابعة، خصوصا وأننا لم نترك أية فرصة للتوانسة من أجل الدخول في اللقاء، خصوصا وأننا كنا ندرك بأنهم أحسن منا. أنغولا كانت أصعب منعرج وتونس واجهناها دون ضغط -وما هي الأمور التي صنعت الفارق في هذا النهائي؟ هناك عدة أمور رجحت كفتنا، لعل أبرزها طريقة لعبنا أمام التوانسة، حيث لم نمنحهم الفرصة، خصوصا وأنهم أقوياء جدا من الناحية الفنية، بدليل أن غالبيتهم ينشطون في أقوى الدوريات الأوربية. لقد كان مفتاح الفوز بالدرجة الأولى الدفاع القوي، ضف إلى ذلك الجمهور الرائع الذي كان في قاعة حرشة، والذي كان يساندنا طوال البطولة الإفريقية، ونشكره كثيرا على دعمه لنا. -كنت في حالة هستيريا قبل صافرة النهاية لماذا؟ أجل لم أتمالك نفسي قبل صافرة النهاية، لما أدركت بأننا أصبحنا أبطالا بصفة رسمية. لقد تذكرت عدة أمور خاصة المشاكل التي عرفها المنتخب الذي تكوّن في ظرف قياسي، ولم يقم بتحضيرات جيدة مقارنة بالمنتخبات الإفريقية التي كانت تود التتويج، على غرار تونس ومصر اللذين حضرا بكل قوة، لكن عزيمة الرجال أتت بأكلها في آخر المطاف، كما أود أن أخبركم بأمر مهم وهو أنني لم أتمالك نفسي لأني كنت فرحا كثيرا بالأداء الذي قدمته في الشوط الثاني، حيث ساهمت بشكل كبير في التتويج، وهو ما أسعدني لأن هذا التتويج كان ردا على من شكك في ولائي للمنتخب الوطني، و الحڤرة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، وبكائي كان رسالة واضحة للجميع، سيما وأنني لا أزال أتذكر طريقة إبعادي من المونديال. محترفون أفارقة اندهشوا لتواجد الجمهور بقاعة حرشة منذ الساعة 10 -في الأخير ماذا يعني لكم هذا التتويج؟ هذا التتويج كان رسالة واضحة للذين شككوا في قدرة المنتخب على التتويج باللقب القاري، خاصة قبل بداية الدورة والجميع ظن أنه ليست لدينا حظوظا، وهو ما كذبناه ميدانيا. أتمنى أن نحظى بالرعاية اللازمة، على اعتبار أننا على موعد مع المونديال، حيث يتوجب علينا أن نقوم بتحضيرات في المستوى، من أجل رفع راية الجزائر عاليا خلال هذا المحفل الكبير. -جمهور حرشة ردد اسمك بقوة ما السر العلاقة بينك وبينه؟ الجماهير الجزائرية برهنت بأنها تعشق كرة اليد كذلك، بدليل أنها لم تضيع ولا مباراة طيلة الدورة. لقد أصروا على التواجد منذ الساعات الأولى، إلى درجة أن هناك من المحترفين الأفارقة ممن أخبروني عن دهشتهم لتواجد الجماهير الجزائرية بالقاعة منذ الساعة العاشرة صباحا. لقد كنت من بين المحبوبين خلال هذه الدورة لأن الجماهير لما تراك بأنك تمنح كل ما لديك فوق الميدان تساندك، والحمد لله على كل شيء.