يعيش سكان قرية خلفاوي حسناوي الواقعة ببلدية ابن زياد بقسنطينة، رعبا مستمرا بسبب خطر الفيضانات الذي يتهددهم كل شتاء، في وقت يعرف مشروع إنجاز سكناتهم الاجتماعية تأخرا، ما قد يطيل من عمر معاناتهم داخل أكواخ مهددة بالانهيار. و تواجه حوالي 60 عائلة تقطن بقرية خلفاوي حسناوي المحاذية للطريق الوطني رقم 79، معاناة تظهر كل شتاء، و ذلك لوقوع هذا التجمع بمنطقة منخفضة تساعد على تدفق السيول القادمة من الطريق الوطني و السد و الوادي المجاورين، لتستقر داخل أكواخ يبيت قاطنوها في العراء و يقضون ليالي بيضاء، خوفا من سقوط الأسقف الهشة على رؤوسهم أو غرق أبنائهم في مياه الأمطار، التي ذكر السكان أن ارتفاعها يفوق المتر أحيانا، كما قالت إحدى السيدات أن حياتها تحولت إلى كابوس حقيقي، بسبب مشكلة مياه الفيضانات التي كثيرا ما تجتاح منازلهم و هم نيام. و يتفاجأ من يدخل قرية خلفاوي المحاطة بالأراضي الزراعية، بالانعدام الكلي للتهيئة بالطرقات الداخلية، ما تسبب في انتشار الأوحال و دفع بالسكان إلى استعمال الأحذية المطاطية، و هو وضع تؤكد العائلات أنه يزيد تعقيدا كلما تساقطت الأمطار و الثلوج، كما تعرف الأكواخ المصنوعة من الترنيت و الطوب وضعا جد متدهور و يشتكي قاطنوها من ضيق الغرف، ما دفع ببعض العائلات إلى تحويل المطابخ و دورات المياه إلى غرف، فيما لجأ آخرون إلى وضع حواجز من القماش و البلاستيك لفصل الحمّامات عن باقي أجزاء المسكن. و لا يزال قاطنو تجمع خلفاوي دون شبكة غاز طبيعي، بحيث شاهدنا نساء لجأن إلى استعمال الحطب للطهي و التدفئة، بينما استعانت أخريات بقارورات غاز البيتان التي تصل السكان بشق الأنفس و بأثمان باهضة سيما في فصل الشتاء، كما يشتكي قاطنو القرية من التذبذب الكبير في توزيع مياه الشرب، ما يدفعهم للجوء إلى مياه الينابيع القريبة و شراء مياه الصهاريح بمصاريف أثقلت كاهلهم، فضلا عما يعانونه من انتشار الفئران و شدة الرطوبة و العزلة التي يعيشونها، بحيث يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى المتاجر و مختلف المرافق الخدماتية ببلدية ابن زياد. من جهة أخرى يطالب سكان القرية بالإسراع في برنامج السكن الاجتماعي، الذي تلقت حوالي 50 عائلة استفادة في شأنه، و لا يزال بالنسبة لهم حلما قد يطول تحقيقه، حيث كان الوالي السابق قد قرر في زيارة للمكان، بإزالة القرية بالكامل و استفادة قاطنيها من السكنات بعدما وقف على الوضع الكارثي الذي يواجهه قاطنوها، و هو قرار وزعت بموجبه و منذ أزيد من ثلاثة سنوات، قرارات استفادة مُسبقة ظلت مجرد حبر على ورق، يضيف السكان، سيما و أن السكنات لم تنجز بعد، حيث لا تزال ورشة المشروع في مراحلها الأولى، كما عبر عدد من المقصيين من الاستفادة عن تخوفهم من احتمال رفض الطعون التي رفعوها لمصالح الدائرة، مطالبين بضرورة أخذها بعين الاعتبار و انتشالهم من حالة البؤس التي يعيشونها منذ عقود. رئيسة دائرة ابن زياد قالت أنها من لفت الوالي السابق إلى المعاناة و الظروف غير الإنسانية التي يواجهها سكان قرية خلفاوي حسناوي، و هو ما كان سببا في إصدار المسؤول قرارا باستفادة قاطنيها من شقق جديدة، و رغم اعترافها بتسجيل تأخر في انطلاق الأشغال التي تزال في بدايتها، دعت المسؤولة المواطنين إلى التحلي إلى المزيد من الصبر و وعدت بأن المقصيين الذين أثبتت الطعون أحقيتهم في السكن، سيحصلون على قرارات استفادة مسبقة من السكن الاجتماعي.