برنامج للتحسين الحضري ب 770 مليار سنتيم استعدادا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كشف المدير الجهوي للميزانية السيد عبد المالك بوعروج أمس الأول أن ولاية قسنطينة استفادت من غلاف مالي يقدر ب 770مليار سنتيم لإنجاز مشاريع التحسين الحضري لهذه السنة عبر البلديات أل 12، وهو رقم يمثل ثلاث أضعاف ما كان يخصص في البرامج السابقة ، وهذا استعدادا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية السنة المقبلة . وقال المتحدث في عرض قدمه أمام المشاركين في يوم دراسي حول التحسين الحضري ، البيئة والأمن نظم من قبل معهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطينة 3 أمس الأول، أن هذا البرنامج الضخم يستدعي مشاركة وتكاثف جهود الجميع من أجل القضاء على النقائص المسجلة في إنجاز مشاريع البرامج السابقة ، التي خصصت لها الدولة كما هو معلوم مبالغ كبيرة منذ الشروع في العملية سنة 2007 ،غير أنها لم تحقق النتائج المرجوة ، مما يستدعي البحث عن طرائق جديدة وفعالة تمكن من تجسيد هذا البرنامج الطموح وجعله يتكامل و يتماشى مع ما تعرفه الولاية من إنجاز مشاريع كبرى وسط المدينة ستغير دون شك من وجه الولاية لا محالة. ومن جهتهم دعا دكاترة وباحثون جامعون من خلال عروضهم المقدمة، إلى ضرورة مراجعة وإعادة النظر في الأساليب والميكانيزمات المتبعة لحد الآن في تجسيد برامج التحسين الحضري ،التي ابتلعت حسبهم مئات الملايير دون تغيير وجه هذه الأحياء بإضفاء الطابع الجمالي عليها كما رسم لها ، مرجعين ذلك إلى غياب التنسيق بين مختلف القطاعات والمصالح المعنية بإنجاز المرافق الخدماتية على غرار تجديد ومد قنوات شبكات مياه الشرب ،الصرف الصحي ، الغاز الطبيعي والهاتف ...الخ وكذا عدم إشراك المواطن ولجان الأحياء بالخصوص في العملية التي يتطلب نجاحها المتابعة والصيانة الدورية ، حتى تستعيد أحياؤنا ومدننا الوجه اللائق بها . وأضاف بعض المشاركين بأن أغلب الأحياء التي استفادت خلال السنوات الأخيرة من مشاريع التحسين الحضري من إنارة عمومية ،وتعبيد للشوارع وإنشاء ساحات لعب الأطفال وغرس الفضاءات بأشجار الزينة ومرافق أخرى ، سرعان ما تعرضت للتلف والتخريب وعادت تلك الأحياء إلى ما كانت عليه إن لم نقل ازدادت تدهورا وبشكل مشوه وفظيع نتيجة غياب المتابعة والمراقبة وتجاهل المواطن لدوره الكبير في المحافظة على جمالية ونظافة حيه. كما حمل المتدخلون مكاتب الدراسات وهيئات المراقبة التقنية والبلديات مسؤولية التدهور وفشل برامج التحسين الحضري ، مطالبين بضرورة إشراك الباحثين الجامعيين والمهتمين في هذه البرامج من خلال الاستفادة من الدراسات والبحوث المنجزة سنويا في هذا المجال وتمكين بالتالي الجامعة الانفتاح على محيطها ومساهمتها في إعادة الوجه الحقيقي لقسنطينة كعاصمة للشرق الجزائري. مدير معهد تسيير التقتيات الحضرية أوضح أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة والتي جاءت بمناسبة أحياء اليوم الوطني للمدينة ،هو تمكين الأساتذة والباحثين الجامعيين وجميع الفاعلين والمهتمين من المشاركة في وضع تصورات من شأنها إنجاح الجهود المبذولة من قبل الدولة في مجال التحسين الحضري وخاصة بالأقطاب والتجمعات السكنية الكبيرة التي برزت في إطار توسع مدينة قسنطينة على غرار علي منجلي وماسينيسا وديدوش مراد وزواغي وغيرها .